بالنسبة إلى كاتب يومي ستنفذ قائمة الحسناوات العربيات سريعاً، ولعل الزميل خلف الحربي يخاطر بالمراهنة على أن التفاصيل «التفسيرية» لأنظمة الإعلام والنشر الجديدة ستعلن قبل أن يبدأ في مجاملة «الشيون» بعد انتهاء قائمة الباذخات كاملات «الكسم والرسم». هل لاحظتم أن كتّاب الرأي والشؤون العامة كانوا أول المستفسرين والمعلّقين، على رغم أنهم نادراً ما يتعرّضون لأشخاص بالنقد الشخصي، وغالباً أطروحاتهم تنحصر في الأداء العام لجهات خدمية، أو الخطاب ومضامينه التي تعني عامة الناس عندما يوجّه من مسؤول عن قطاع إلى الإعلام والناس. كنت أتوقع أن أول من سيسأل ويحرص هم كتّاب الرياضة، كرة القدم تحديداً، وعلى رأسهم المتحدثون الإعلاميون، الذين لاحظت أن أغلبهم أصبح «عضو مجلس إدارة»، وبعضهم يستحق، وبعضهم يسحق القيمة الإعلامية والإدارية لناديه.. ما علينا. بعض كتّاب ومراسلي الكرة سيكونون أول التطبيقات العملية للقانون المعدل، حتى من دون مذكرات تفسيرية ومواد تشرح النظام، فتهجّمهم الشخصي، وأحياناً الشخصي جداً على منافسيهم التقليديين واضح، وربما كانت بعض حالاته تصلح لأن تكون أمثلة توضيحية في المذكرة التفسيرية المنتظرة.يلي هؤلاء بعض من صحافيي الفن والغناء، فهم أيضاً يمكن أن يشككون في اتزان فنان ما لمجرد أنه لم «يعزمهم» على حفلاته العامة والخاصة، أو يلمحون إلى قضايا اجتماعية حساسة لفنانة أو مطربة لمجرد أنها «ما عطتهم وجه».شخصياً لا أخشى كثيراً من التغييرات، أعتقد أن مجرد وجود القانون وتطبيقه بداية طريق، وهو ليس كتاب منزل، ويمكن تطويره وتعديله للأفضل إذا اقتضت الحاجة وتم تقييم التجربة، وهو أيضاً سيخرجنا من دوائر صراعات شخصية بين «ذولي» و«وذوليك» الذين تعرفونهم والذين يعتمد خطابهم الإعلامي على التجريح في الخصم ومهاجمته شخصياً فيما يزعم أنه «تعرية» لأفكاره.السؤال الذي سبقني إليه الزملاء عما هو الذي يضر البلاد، أحب أن أتساءل معهم ولكن بطريقة أخرى: أليس المديح والثناء على مشروع أو قطاع يعرف حتى الجاهل تقصيره نوعاً من الإضرار بالبلاد والعباد، ونوعاً من تسويف إصلاح هذه المنشأة، أو الخدمة المقدمة للناس أو القطاع الذي ربما يمس معيشتهم اليومية؟ إذا تم التعامل نظامياً مع المواد الإعلامية الضارة بالبلاد على الجهتين، جهة الانتقاد الشخصي أو الجارح أو غير المثبت، وجهة المدح الذي يذر الرماد في العيون ويؤجل أو يعوق تطوير أو تحسين ما يحتاج إلى ذلك، فسنكون حققنا تقدماً إعلامياً تنموياً، وبالفعل جعلنا الصحافة والكتابة رقماً حقيقياً في الناتج الإجمالي لبلدنا الغالية. النقاش الهادئ لا تخطئه العقول، والصراحة المخلصة المرتكزة على غيرة حقيقية ومصلحة عامة لن تخفى على المشرّع ولا على من ينفّذ القانون، وإلى أن نستطيع إقناع الزوجات بأن هدف خلف الحربي ليس مقارنة حسناواته بهن، يمكننا أيضاً تقديم الأفكار والاقتراحات على الملأ. [email protected]