في وقت علمت «الحياة» أن جماعة «الإخوان المسلمين» تعتزم المنافسة على نحو نصف مقاعد مجلس الشعب (البرلمان) في الانتخابات المقررة في أيلول (سبتمبر) المقبل، اعتبر مرشد «الإخوان» الدكتور محمد بديع أن جماعته باتت «أمراً واقعاً» في الحياة السياسية، ودعا القوى السياسية والتيارات الدينية والأقباط إلى «التعاون بما فيه الخير لمصر». وكشف قيادي في «الإخوان» ل «الحياة» أن «الجماعة تعتزم المنافسة على ما بين 48 إلى 52 في المئة من مجمل مقاعد مجلس الشعب»، مشيراً إلى أن اجتماع مجلس شورى «الإخوان» الذي افتتحه أمس المرشد «سيحسم أعداد المرشحين بعد مشاورة المكاتب الإدراية للإخوان في المحافظات». وأوضح أن «الجماعة ستحشد أعضاءها بقوة نحو انتزاع ثلث مقاعد البرلمان، في ما يسمى بالثلث المعطل». وتأتي تلك الخطوة في وقت تسعى قوى سياسية بزعامة «الجمعية الوطنية للتغيير» التي أطلقها المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي، وائتلافات شبابية إلى التوافق على قوائم موحدة للمنافسة في الانتخابات. وأوضحت مصادر «إخوانية» أن اجتماع مجلس شورى الجماعة سيقر في اختتام جلسات اليوم برنامج «حزب الحرية والعدالة» ولائحته المالية. وأكدت ل «الحياة» اتخاذ «قرار بفصل الجماعة كحركة دعوية اجتماعية عن الحزب»، لكنها لفتت إلى أن «الإشكالية التي ستواجه المجلس في هذا الإطار هي مسألة تشكيل ما يسمى بمجلس الحكماء الذي تنص عليه لائحة الحزب، ويضطلع بالفصل في أية منازعات بين أعضاء الحزب أو القضايا المفصلية وينتخب في أول مؤتمر للحزب من بين أعضائه وبعد انتخاب رئيس للحزب ونائب له»، موضحاً أن «جدالاً ثار في شأن السماح لأعضاء مجلس الحكماء بتولي مناصب قيادية في مكتب الإرشاد من عدمه». وكان نائب المرشد رشاد البيومي وأمين عام الجماعة محمود حسين وقياديون في مكتب الإرشاد هم عصام العريان ومحمد مرسي وسعد الحسيني وقعوا استمارات الانضمام إلى «الحرية والعدالة»، ما أثار جدالاً شديداً داخل أروقة الجماعة وخارجها خلال الفترة الماضية. وأكدت المصادر أن باقي القضايا ستمرّ من دون مشاكل، إذ ينص برنامج الحزب ولائحته المالية على الفصل بين تمويل الجماعة والحزب «وكلها أمور متوافق عليها»، موضحة أن «الإنفاق على الحزب سيكون من تبرعات أعضائه والاشتراكات». وكان مرشد «الإخوان» افتتح أمس الاجتماع الثاني الطارئ لمجلس شورى الجماعة، بالتأكيد أن «الدنيا كلها ترى الآن جماعة الإخوان، تحمل الخير لمصر والعالم، فعلاً وليس كلاماً»، داعياً إلى «ضرورة التعاون بين الجماعة وكل التيارات السياسية والاتجاهات الإسلامية والأقباط كشركاء الوطن». واعتبر أن «بعد أن عاشت مصر زمنًا طويلاً من الظلم والاستبداد كان الهدف منه تحجيم دور الجماعة ومنع انتشارها، أعطى الله عز وجل الذي كفل لنوره أن ينتشر في ربوع الأرض، بفضله للإخوان المسلمين القوة ليصل الخير إلى ربوع مصر». وأشار إلى أن «القضية الكبرى بعد أن حقق الله لمصر مناخ الحرية هي أن يُرِي الإخوان المسلمون ربهم من أنفسهم خيراً». وأضاف أن «الحرية التي وهبها الله المصريين جميعاً توجب علينا أن ننحني شكراً لله، وأن نشمر عن سواعد الجد، فليس الأمر أمر كلام، وإنما جهادا وتضحية، وكما كان الإخوان ينطلقون من الحجرات الصغيرة الضيقة بكل قوة في عمل الخير في المجتمع، عليهم الآن أن يضاعفوا من هذه القوة في مختلف المجالات». وأكد أن «ثورة مصر المباركة جاءت منحة من الله للشعب المصري كله، وأن الإخوان المسلمين من الشعب كالقلب من الجسد، يضخون الدم للوجه فيزداد نضرة وبهاء، ويضخون الدم للسواعد فتجد وتعمل، وللقدم فتسعى بالخير وللخير لتنشره على العالم كله». ولفت إلى «استقرار العلاقة مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة وأبنائها، ومع رئاسة مجلس الوزراء، الأمر الذي يستوجب تقديم النصيحة، ويعظم الدور الملقى على عاتق الإخوان مع باقي أبناء مصر جميعاً، ويستوجب الإشادة بالإحسان وتقديم النصح من دون إساءة إذا كان هناك تقصير أو تسويف»، مشيراً إلى أن «إحدى ثمار ثورة مصر المباركة كانت نجاح الجهود التي أدت إلى إنجاز المصالحة الفلسطينية، وهي خطوة كان يحلم بها كل مصري وعربي ومسلم». في غضون ذلك، أعلن في القاهرة أمس أنه تم استجواب زوجتي نجلي الرئيس المخلوع حسني مبارك في إطار التحقيق حول ثروة كل منهما. وقرر جهاز الكسب غير المشروع إخلاء سبيل هايدي راسخ زوجة علاء مبارك وخديجة الجمال زوجة جمال مبارك على ذمة التحقيقات التي أجريت معهما داخل مقر الجهاز واستمرت حتى ساعة متقدمة من مساء أول من أمس. وأوضح رئيس الجهاز المستشار عاصم الجوهري أنه تم خلال التحقيقات استجوابهما عن مصادر ثرواتهما وثروات زوجيهما، وكذلك مواجهتهما بتقارير وتحريات هيئة الرقابة الإدارية ومباحث الأموال العامة في شأن حجم تلك الثروات، كما قام المستشاران أحمد سعد وآسر حرب، وهما عضوا اللجنة القضائية لاسترداد ثروات مبارك وأسرته وكبار المسؤولين المهربة خارج البلاد، بمناقشة هايدي راسخ وخديجة الجمال في شأن بعض الأمور المتعلقة بتلك الثروات والمرتبطة بعمل تلك اللجنة المشكلة بقرار من المجلس الأعلى للقوات المسلحة. وأفيد بأن كلاً من هايدي راسخ وخديجة الجمال وقّعتا على إقرارات لكشف سرية حساباتهما المصرفية في الداخل والخارج باللغات العربية والإنكليزية والفرنسية، كما تعهدتا تقديم مستندات تتعلق بحجم ثروات كل منهما التي آلت ملكيتها عن عائلتهما وقبل زواجهما. من جهة أخرى، قُتل جندي مصري أمس برصاص مهربين شمال معبر رفح البري. وأشارت مصادر طبية إلى أن الجندي أصيب بطلق ناري في منطقة الصدر من الناحية اليسرى، فيما قررت السلطات المصرية أمس إغلاق معبر رفح ثلاثة أيام لمناسبة العطلات الأسبوعية والرسمية في مصر.