أعلنت الأجهزة الأمنية في بابل (100 كلم جنوب بغداد) أن حصيلة المفقودين في المحافظة منذ بداية العام بلغت 60 مفقوداً، بينهم 4 نساء، فيما اتهمت الحكومة المحلية في الديوانية القوى الأمنية بالتراخي على خلفية تصاعد الأعمال المسلحة. وقال مدير الطوارئ في الشرطة العقيد مثنى المعموري ل «الحياة» إن «عدد الذين فقدوا في المحافظة خلال الفترة الماضية من العام الحالي بلغ 60 شخصاً منهم 4 نساء جميعهم اختفوا في ظروف غامضة». وأضاف إن «الأجهزة الأمنية ووزارة حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني تبذل جهودها لكشف مصير هؤلاء». ولفت الى أن «اختفاءهم كان في مناطق شمال بابل». وما زالت مدن شمال بابل التي وصفتها القوات الأميركية خلال الأعوام السابقة ب «مثلث الموت» وهي المسيب، والحصوة، واللطيفية، والمحمودية. وأكد المعموري أن «القوات الأمنية تسجل يومياً أعمالاً مسلحة في تلك المدن وقال: «تعرض رتل أميركي لعبوة ناسفة كانت مزروعة في الشارع العام في منطقة الصياحية (10 كلم شمال الحلة) ما أدى الى ارتفاع السنة النار في مكان الانفجار». وأشار الى أن «الخروقات الأمنية التي تشهدها مدن شمال بابل ينفذها مسلحون مرتبطون بتنظيم القاعدة». إلى ذلك، اتهم أحد شيوخ العشائر في بابل صكبان الخفاجي الأحزاب بالوقوف وراء التردي الأمني وقال ل «الحياة» إن «المواطن البابلي أسير وضحية القوى السياسية في المدينة». وأشار الى أن «هناك مليشيات مسيطرة على وسط المدينة وأخرى شمالها تعمل لحساب جهات معينة». في هذا الوقت اتهمت الحكومة المحلية في الديوانية (180 كلم جنوب بغداد) الأجهزة الأمنية بالتراخي وعدم وضع خطط ناجحة للحد من التدهور الأمني الذي تشهده المحافظة. وقال نائب رئيس مجلس المحافظة الشيخ عناد النائلي إن «تدهور الوضع يرجع الى تراخي الأجهزة الأمنية والاستخباراتية». وطالب «الأجهزة بوضع خطط فعالة وسريعة للقبض على العصابات المارقة التي تحاول زرع الخوف وخلق نوع من الفوضى». وشهدت الديوانية في الآونة الأخيرة خروقات طاولت عدداً من الأهالي من خلال إطلاق الصواريخ وسرقة المنازل. وأفاد مصدر في الشرطة أن «قاعدة ايكو جنوب غربي الديوانية تعرضت لقصف بمدافع الهاون الخميس». وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه ل «الحياة» إن «معسكر ايكو صار محط استهداف المسلحين وأن ست قذائف هاون سقطت من دون معرفة حجم الخسائر البشرية أو المادية». يذكر معسكر «إيكو» (غرب الديوانية) التي تتخذها القوات الأميركية قاعدة لها منذ نيسان (أبريل) 2003 تتعرض في شكل مستمر لقصف بصواريخ الكاتيوشا وقذائف الهاون، ما دفع الجانب الأميركي إلى تسيير طائرات مراقبة، من دون طيار، طوال اليوم لمراقبة المناطق المحيطة بها. وتقول المصادر العسكرية الأميركية إن مجموعات لواء «اليوم الموعود» التابع للتيار الصدري، وتنظيم «عصائب أهل الحق» المنشق عنه هي المسؤولة عن قصف القاعدة بالصواريخ من منطقة الشافعية. ويتهم الجيش الأميركي إيران بتزويد المهاجمين صواريخ من عيار 107 ملم.