أبدى مسؤولون أمنيون في مدينتي بابل (110 كيلومترات جنوب بغداد)، والديوانية (180 كيلومتراً جنوباً) مخاوف من اختراق الميليشيات أجهزة الأمن، وأكدوا أن بعض عناصر أفراد الشرطة والجيش في المدينتين ينتمي إلى المجموعات الخاصة. وقال آمر فوج الطوارئ في بابل المقدم مثنى المعموري إن «قوات من الشرطة والجيش اعتقلت أحد أفراد الشرطة الذين ينتمون الى المجموعات الخاصة في عملية دهم لمنزله». وأضاف المعموري في تصريح الى «الحياة» أن «عملية دهم استهدفت منزل المنتسب في جهاز الشرطة (م ع) في قضاء المسيب (45 كيلومتراً شمال بابل) بناء على معلومات استخباراتية». حملة تطهير لصفوف الشرطة وأشار الى أن أجهزة الأمن في بابل تشن حملة تنظيف من عناصر الشرطة المخترقين من الميليشيات والمجموعات الخاصة. ولفت الى أن التحقيقات كشفت وجود عدد من أفراد الشرطة يقدمون المعلومات الى المجموعات المسلحة. من جهته، قال مدير مكتب «حزب الله» في بابل حكيم الوائلي إن «أجهزة الأمن في بابل ما زالت مخترقة، وأن معظم الجرائم تُرتكب بتعاون من بعض المندسين في أجهزة الأمن»، لافتاً الى تقصير المؤسسة العسكرية في «كشف هؤلاء وطردهم أو احالتهم الى القضاء». وأضاف الوائلي في تصريح الى «الحياة» أن «شوارع الحلة (مركز محافظة بابل) تجوبها أرتال ومواكب مسؤولين لا يعرفهم أحد لأنهم يمرون بسرعة بعدما يقطعون الطريق وينادون على بقية السيارات التزام الجانب الايمن، وسياراتهم غير مرقمة ولا تحمل لوحات تسجيل أو شعار». وأشار الى أن «حراس هذه المواكب المجهولة مدججون بالسلاح، وفي امكانهم اختراق أي مكان، ولا أعتقد بأن هناك ضوابط تحد من حركتهم». وشهدت محافظة بابل خلال الأيام الأخيرة حوادث أمنية مختلفة بعضها بطابع الجريمة والسرقة مثل أعمال السطو المسلح وسرقة مكاتب الصيرفة، والآخر أعمال مسلحة تستهدف المدنيين وأجهزة الأمن. استمرار القصف في الديوانية وفي الديوانية، قالت مصادر أمنية إن أعمال القصف لمعسكر «ايكو» الأميركي وبعض اعمال العنف ما زالت مستمرة. وقال مصدر أمني في قيادة شرطة بابل رفض كشف اسمه ل«الحياة» إنه «بعد تمديد ولاية قائد الشرطة اللواء صفاء كاظم عكموش من وزارة الداخلية فإن الأخير في صدد وضع خطة لتصفية أجهزة الشرطة من عناصر المليشيات المسلحة». وأضاف أن «أعداداً كبيرة ينتمون إلى قيادة شرطة الديوانية هم من الميليشيات المسلحة والجماعات الخاصة، وهناك معلومات زودتنا بها القوات الأميركية تفيد أن عناصر الشرطة تزود المسلحين بالمعلومات». وتؤكد القوات الأميركية في الديوانية أن «هناك معلومات استخباراتية تفيد أن المسلحين يحاولون إعادة تنظيم صفوفهم بعد الضربات الموجعة التي تعرضوا لها في عملية وثبة الأسد في المدينة العام الماضي». وأشار ناطق باسم تلك القوات الموجودة في قاعدة «ايكو» خلال مؤتمر صحافي إلى أن «القاعدة تعرضت منذ تسليم السيادة للعراقيين الى عشر ضربات بالصواريخ راح ضحيتها جندي أميركي». صواريخ ايرانية في الديوانية وأوضح هذا الناطق العسكري الاميركي أن «الصواريخ من عيار 107 ملم الايرانية، وهي حديثة الصنع، وتهرّب من طريق الحدود مع إيران وتدخل الديوانية من منافذها الشرقية». وأشار الى إن الهجمات الصاروخية «كانت غير دقيقة ما شكل خطراً على أرواح المواطنين. كما سقط بعضها على أحياء سكنية في الديوانية». وكانت محافظة الديوانية شهدت عملية أمنية واسعة في تشرين الثاني (نوفمبر) العام الماضي، أُطلق عليها اسم «وثبة الأسد» ونفذتها قوات من الجيش والشرطة العراقية، بغرض بسط الأمن في المحافظة، وأسفرت عن اعتقال عدد من المتهمين بأعمال العنف، والعثور على كميات من الأسلحة والذخائر. وتتهم القوات الاميركية ايران بدعم مجموعات مسلحة شيعية تطلق عليها اسم «الجماعات الخاصة» الا ان طهران تنفي ذلك.