على رغم الاستقرار الأمني النسبي التي تشهده محافظات الوسط والجنوب في العراق، ما زالت الثغرات الأمنية في مدينتي كربلاء والديوانية تثير قلق الأهالي، ويعزوها قادة أمنيون الى وجود بؤر قبلية تشكل «حاضنات للإرهابيين» ولبقايا «المجموعات الخاصة». وأكد مصدر أمني في مديرية شرطة الديوانية (180 كلم جنوب بغداد) ل «الحياة» «تحسن الوضع الأمني لمدينة الديوانية بعد العمليات التي شنتها الشرطة المحلية ضد الميليشيات». وأضاف «لكن هنالك بقايا الميليشيات من المجموعات الخاصة ما زالت تهرب الأسلحة وتدخلها الى المدينة بحجة المقاومة ضد القوات الأميركية، فصارت القاعدة الأميركية في المدينة هدفاً دائماً للقصف». وأشار الى «وجود معلومات استخبارية واعترافات تفيد بإعداد بعض هذه المجموعات لضرب معسكرات أمنية عراقية وأميركية مع بدء العد التنازلي للانتخابات». وقال الرائد في الجيش العراقي خميس نجم ل «الحياة» ان «معسكر ايكو التابع للقوات الأميركية يتعرض الى قصف من جانب مجموعات مسلحة بشكل شبه يومي، كان آخرها سقوط ثلاثة صواريخ على محيط المعسكر ليل الخميس من دون معرفة حجم الخسائر». ولفت الى أن «هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إطلاق الصواريخ من أكثر من مكان في وقت متزامن، ما يدل على أن المسلحين يستخدمون أساليب المراوغة بإطلاق الصواريخ». وفي كربلاء (110 كلم جنوب بغداد) تضاعفت إعلانات الأجهزة الأمنية في المحافظة عن إحباط هجمات مسلحة والعثور على أسلحة فضلاً عن حدوث تفجيرات بسيارات مفخخة وعبوات ناسفة، وبعضها انتحارية داخل مركز المدينة على بعد أمتار معدودة من مرقدي الإمامين الحسين والعباس. وقال مدير شرطة كربلاء اللواء الركن علي جاسم محمد إن «الأجهزة الأمنية تمكنت السبت من إلقاء القبض على احد العناصر التي تقود مجموعة مسلحة، وعثر في منزله على مخبأ للأسلحة والمتفجرات». وأوضح ان «الأجهزة الأمنية ومفارز التحقيقات الجنائية تمكنت، بعد ورود معلومات استخبارية، من اعتقال عنصر مسؤول عن مجموعة مسلحة متورطة بقضايا قتل وأعمال مسلحة مختلفة»، مشيراً الى ان «الشخص المعتقل مطلوب قضائياَ». وأكد العثور على «صاروخ ستريلا و26 قذيفة هاون مختلفة ودروع واقية ضد الرصاص فضلاً عن ذخائر رشاشات». وكانت تفجيرات عدة وقعت في كربلاء منذ آب الماضي، نجم معظمها عن عبوات لاصقة كانت توضع في السيارات أو في الأماكن العامة لاستهداف المدنيين، باستثناء تفجير واحد وقع في 17 الشهر الماضي استهدف رتلاً أميركياً على الطريق بين كربلاء وقضاء الهندية، ما أسفر عن تدمير آلية عسكرية، وحملت قيادة عمليات كربلاء مسؤولية التفجير إلى «المجموعات الخاصة المدعومة من بعض دول الجوار». وكان قائد عمليات كربلاء الفريق الركن عثمان الغانمي أكد ل «الحياة» وجود حاضنات قبلية محلية في كربلاء تقدم الدعم لتنظيم القاعدة في كربلاء عبر إيواء عناصره وتسهيل دخولهم وحركتهم في المدينة».