تونس - أ ف ب - تطمح «جمعية فنون المتوسط» التونسية من خلال تظاهرة «يوم الجبل» التي تقام الأحد المقبل في سفح جبل سمامة في محافظة القيصرين (غرب العاصمة تونس) الى إرساء ثقافة بديلة بعد «ثورة الياسمين» تهدف الى خلق حراك ثقافي في الريف التونسي المهمش. وقال رئيس الجمعية عدنان الهلالي: «هدفنا تعميق الوعي بأهمية الجمعيات الثقافية في بناء مجتمع جديد مبني على الوعي بالمسؤولية والالتزام بقيم المواطنة التي تقتضيها هذه المرحلة من تاريخ البلاد»، إضافة الى القطع مع «التهميش الثقافي الخطير الذي خلق إحباطاً لدى المبدعين التونسيين». واعتبر الهلالي هذه التظاهرة التي تقام تحت شعار «كبرياء الصنوبر» مظهراً من مظاهر الوعي المتجسد في التضامن الثقافي والتربوي مع المناطق الداخلية. وأضاف: «هي بداية حقيقية لمرحلة من العمل الميداني الذي لا بد أن يؤتي أكله ما دام يروم القطع مع تاريخ طويل من التهميش (...) وما دام مؤمنا بان الثقافة الملتزمة بقضايا الشعب قادرة على بناء مجتمع جديد أساسه التواصل ومبدأه القيم الإنسانية». ويشتمل برنامج هذه التظاهرة غير المسبوقة على نشاطات فنية متنوعة ستقام في سفح جبل سمامة المحيط في منطقة القيصرين الواقعة على ارتفاع أكثر من ألف متر عن سطح البحر، والذي يستغرق صعوده نحو خمس ساعات. وفي البرنامج لوحات كوريغرافية ومعرض فوتوغرافي من وحي الثورة التونسية التي أطاحت بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني (يناير). كما يقام احتفال «رمزي» بمناسبة الذكرى 57 لتأسيس «مجلس المقاومة الوطنية التونسية» أو ما يعرف ب «الفلاقة» الذي رأى النور في إحدى كهوف هذا الجبل العام 1954، للتصدي للاستعمار الفرنسي لتونس الذي دام 75 سنة (1881-1956). وتختتم الفعاليات بإطلاق اسم «الشهيد الشرقي الهلالي» على هضبة في جبل سمامة تكريماً لروح هذا الشاب التونسي الذي يعد «أول شهيد تونسي في ليبيا». وتنفرد «جمعية فنون المتوسط» التي تأسست في كانون الأول (ديسمبر) 2010، بطريقتها الخاصة في الاحتفال بالفن والإرث الثقافي والحضاري المتوسطي. ومن أبرز أهدافها إقامة ورشات فنية وفعاليات ثقافية وملتقيات تجمع فناني ضفتي المتوسط وتوقيع اتفاقيات شراكة من أجل إرساء جسور للحوار بينهم.