حولت «ثورة صاحب الحمار» للمخرج التونسي فاضل الجزيري مسرح قصر الرياضة في المتنزه القريب من العاصمة تونس الجمعة الماضية في افتتاح أيام قرطاج المسرحية إلى خشبات عدة تعاقب عليها ممثلون وراقصون ومنشدون استحضروا «ثورة الكرامة والحرية» التونسية التي أدت إلى الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي قبل عام. وتروي المسرحية التي يشارك فيها نحو 140 فنانا تونسيا ثورة صاحب الحمار في القرن العاشر ميلادي التي قادها أبو زيد بن خويلد الكيدادي من قبيلة زناتة البربرية غرب تونس، واتخذ فيها من الدين ستارا للحصول على حقوق المزارعين. ويتزامن تنظيم الدورة الخامسة عشرة لأيام قرطاج المسرحية التي تنظم تحت شعار «المسرح يحتفي بالثورة» مع احتفالات تونس بالذكرى الأولى للثورة التونسية في 14 يناير. كما شهد شارع الحبيب بوقيبة الرئيسي، استعراضا جماهيريا ضخما غير مسبوق قبل الافتتاح الرسمي لهذه التظاهرة العريقة التي تنظم كل سنتين بالتناوب مع أيام قرطاج السينمائية. وشارك في الاستعراض الذي أخرجه الفنان التونسي فتحي الهدامي، 150 شخصا وضم فرق الموسيقى النحاسية وخيالة الشرطة والجيش والحرس التونسي. كذلك شارك فيه عدد من الفرق الموسيقية الشعبية التونسية والعربية وحضره جمهور غفير احتشد على جانبي الشارع رغم الرياح القوية والطقس البارد. وتواصل الاحتفال داخل المسرح البلدي حيث قدمت فرقة الصوت الليبية تحية للثورة التونسية وعرض طلبة من مدارس المسرح التونسي مشاهد مسرحية تضمنت سخرية من رموز الديكتاتورية والفساد في العالم العربي كما حضرت فرقة الصعيد المصري بتراثها الشعبي ورقصاتها التقليدية. وتستمر أيام قرطاج المسرحية ثمانية أيام ويقدم خلالها أكثر من تسعين عرضا مسرحيا بمشاركة 15 دولة عربية وأجنبية وإفريقية في أماكن عدة من البلاد. ومن بين العروض التونسية التي تستأثر بالحصة الأكبر في البرنامج هذا العام مسرحية «انفلات» لوليد الدغسني و»التعتيم» لفتحي الذهيبي و»ضمير حي» لعلاء الدين أيوب و»يحيى يعيش» للفاضل الجعايبي وجليلة بكار و»فيسبوك» لمسرح فو و»قصر الشوك» لنعمان حمدة و»الكراسي» لمحمد الغزي و»آخر ساعة» لعزالدين قنون و»الخلوة» لتوفيق الجبالي. عربيا يشتمل البرنامج على عروض مسرحية من بينها «هملت ما كينة2» للبناني عمر أبو عازر و»علبة الموسيقى» لمواطنته مي زبيب و»ما وراء البحر» للجزائري عبد العزيز يوسفي و «الكراسي» للفلسطيني جوليان مارخميس و»هملت» للمصري حسين محمود و»كلني يا جناب السلطان» للقطري علي محمود و»نهاية العالم ليس إلا» للأردني نبيل الخطيب و «كرسي الاعتراف» للمغربي عبد الحق الزروالي و»عكبور خارج القصر» لليمني منير طلال. ويكرم المهرجان الذي يختتم في الثالث عشر من كانون الثاني/ يناير في مسرح مدينة تونس بعرض «ترى ما رايت « لفرقة الفنون الدرامية والركحية بمدنين (جنوب). وللمرة الثالثة على التوالي لن تكون هناك مسابقة أو جوائز للأعمال المسرحية المعروضة في أيام قرطاج المسرحية التي لن تقتصر هذه المرة على العاصمة بل ستشمل مدن تونسية أخرى. وتعقد على هامش التظاهرة لقاءات حول «مستقبل المسرح بعد الثورة» و»النص الدرامي» و»الرعاية الثقافية». وفي البرنامج أيضا ورش تدريب في المسرح ولقاءات بين محترفين للتعريف بتجاربهم. وتعد أيام قرطاج المسرحية أعرق المهرجانات العربية والإفريقية. ومنذ انطلاقتها في 1964 سجل حضور أسماء أدبية وفكرية وفنية كبيرة من بينها اميل حبيبي وجبرا إبراهيم جبرا وادوارد خراط.