تونس - أ ف ب - عرضت الفنانة التشكيلية التونسية سعاد الشهيبي لوحات فنية من وحي ثورتي تونس ومصر اللتين أدتا الى إسقاط الرئيسين زين العابدين بن علي وحسني مبارك، وذلك أمام المسرح البلدي وسط العاصمة تونس وفي ساحة الحكومة بالقصبة «تحية لأبطال البلدين الذين رفعوا عالياً صوت العروبة». وقالت الشهيبي: «التراكمات التي عشناها خلال الأسابيع الأخيرة في كل من مصر وتونس تجعل من الصعب أن يفجر الفنان التشكيلي طاقاته فوراً، فعملية المخاض صعبة للغاية». وأضافت: «من خلال لوحاتي أردت توجيه تحية الى أرواح الشهداء الذين سقطوا خلال ثورتي الأحرار وكذلك للأبطال الذين تحدوا الخوف وقالوا لا للديكتاتورية ونعم للكرامة». واعتبرت الفنانة التونسية أن رسوماتها هذه هي «محاولة لتوثيق الثورتين حتى تظلا راسختين في أذهان الأجيال العربية وكذلك العالم». وطغت على أعمال الفنانة التونسية التي انطلقت مسيرتها الفنية قبل عشرين سنة، صور شهداء الثورتين ولا سيما محمد البوعزيزي الذي أقدم على إحراق نفسه احتجاجاً على منعه من إيصال شكواه الى المسؤولين في منطقة سيدي بوزيد، التي اعتبرت بعد ذلك مهد «ثورة الياسمين». ورسمت الفنانة في إحدى لوحاتها صوراً «للطغاة» في تونس من بينهم بن علي وعائلته ورجال الأمن، اختارت طمسها بصور للشهداء الذين قتلوا في المدن التونسية في حين برز العلم التونسي وهو يتوسط الحشود خلال التظاهرة غير المسبوقة التي شهدها شارع الحبيب بورقيبة وسط العاصمة في 14 كانون الثاني (يناير) تاريخ فرار بن علي. وركزت الشهيبي في لوحة كبيرة أخرى طغى عليها اللونان الأسود والأحمر، على «الطاغية» و«مرتزقته» الذين تصدوا «بكل عنف» للمتظاهرين في ساحة ميدان التحرير. وفي لوحة ثالثة وثقت الفنانة التونسية ل«ثورة تونس الخالدة» من خلال وجوه تونسية، ومن مختلف الأعمار والأحزاب السياسية، شاركت في موجة الاحتجاجات. كما ركزت في لوحة اخرى اطلقت عليها «علمي بلادي» على العلم التونسي الذي قالت «ان التونسيين اعادوا له الاعتبار خلال التظاهرات واصبح مشهوراً في كل اصقاع الدنيا». ورأت الشهيبي التي ركزت في اعمال فنية سابقة على «العالم الروحاني» وقضايا «سياسية واجتماعية» كلفتها «التجميد» في العهد السابق، ان الحركة التشكيلية بعد 14 كانون الثاني (يناير) «لم تتضح صورتها بعد والفنانون يعيشون مخاضاً»، مؤكدة ان «العقلية البيروقراطية لا تزال سائدة في المشهد الثقافي». وكانت الفنانة التشكيلية المثيرة للجدال التي تعرضت لضغوط كثيرة في السابق، حذرت مراراً من «تنامي ظاهرة الرقابة على الفن التشكيلي» في تونس ودعت المسؤولين الى «مد يد المساعدة الى الفنانين المستقلين والقطع مع الأساليب البائدة» على خلفية ان «الإبداع يحتاج الى الحرية المطلقة والتجرد من كل القيود» مشددة على اهمية «استغلال منجزات الثورة... والتكاتف بين الجميع خدمة للقطاع». وسبق ان عرضت سعاد الشهيبي لوحات فنية في تونس وباريس حيث كرمتها الجمعية التونسية - الفرنسية - المصرية «حورس» للإبداع الفني عام 2008. والى جانب النشاط الفني، تكتب الشهيبي أيضاً قصائد شعرية وظفتها في رسوماتها.