شدد الأمين العام للحلف الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ على ضرورة عمل الأسرة الدولية معاً من اجل التصدي لأزمة كوريا الشمالية بعدما اجرت بيونغيانغ الأسبوع الماضي تجربة لإطلاق صاروخ عابر للقارات قالت انه «يستطيع ضرب اي مكان في الولاياتالمتحدة.» وقال: «التجربة الصاروخية الأخيرة لبيونغيانغ أظهرت ان كل الدول الحليفة قد تستهدفها صواريخ، لذا نعتبر ان شركاءنا في المنطقة في خطر، ولا بدَ من ان تمارس دول العالم كلها ضغوطاً قصوى على كوريا الشمالية من اجل التوصل الى حل سلمي بالتفاوض». وذكّر بأن الدول ال29 الأعضاء في الحلف كانت «واضحة وثابتة في اداناتها» للتجربة النووية التي نفذتها بيونغيانغ في 3 ايلول (سبتمبر). وعزز الأوروبيون عقوباتهم على كوريا الشمالية بأمل حملها على العودة الى طاولة المفاوضات، لكن من دون تحقيق نجاح. الى ذلك، دعم ستولتنبرغ الجهود التي يبذلها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في ملف كوريا الشمالية، على رغم ان الوزير واجه انتقادات لاذعة من الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي اعتبر ان تيلرسون «يهدر وقته في السعي إلى اقامة اتصالات مع بيونغيانغ»، قبل ان تسري تكهنات عن احتمال إقالته. وأكد ستولتنبرغ ان تيلرسون اضطلع بدور اساسي في توجيه رسالة ردع ووحدة وحزم من الحلف في مواجهة كوريا الشمالية، وأفاد ايضاً بأنه يجب مواصلة العمل من أجل حل سلمي». ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف انه يتوقع أن يبحث وزير الخارجية سيرغي لافروف أزمة كوريا الشمالية مع نظيره الأميركي ريكس تيلرسون خلال اجتماع في فيينا هذا الأسبوع. على صعيد آخر، توجه مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان من بكين إلى كوريا الشمالية، حيث ينفذ زيارة نادرة تستمر أربعة أيام، وتأتي في ظل توتر شديد بعد ستة أيام على إطلاق نظام كيم جونغ أون صاروخاً باليستياً عابراً للقارات. وباشرت كوريا الجنوبيةوالولاياتالمتحدة الإثنين مناورات عسكرية جوية تعتبر الأكبر من نوعها بين البلدين حتى الآن بمشاركة 230 طائرة بينها مقاتلات خفية اميركية من طراز «إف 22». ودانت بيونغيانغ هذه المناورات باعتبارها «استفزازاً تاماً»، واتهمت ادارة الرئيس الأميركي ترامب «بالسعي الى حرب نووية بأي ثمن». وصرّح الناطق باسم الأممالمتحدة ستيفان دوجاريك أن فيلتمان «سيُجري محادثات مع مسؤولين كوريين شماليين تتناول مواضيع ذات اهتمام وقلق مشتركين»، كما سيلتقي ديبلوماسيين أجانب وفريق الأممالمتحدة المنتشر في كوريا الشمالية ضمن مهمة انسانية». وكان لين باسكو آخر مساعد للأمين العام للشؤون السياسية زار كوريا الشمالية في شباط (فبراير) 2010، في حين تعود آخر زيارة لمسؤول أممي لهذا البلد إلى تشرين الأول (أكتوبر)2011، ونفذتها فاليري آموس، المساعدة السابقة للأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسقة عمليات الإغاثة الطارئة. وأوضح دوجاريك ان زيارة فيلتمان تأتي استجابة لدعوة سلمتها كوريا الشمالية إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة خلال الجمعية العامة السنوية للمنظمة في أيلول (سبتمبر). ورداً على سؤال إذا كان هدف هذه الخطوة التمهيد لزيارة لاحقة للأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى بيونغيانغ، اكتفى دوجاريك بالقول إن «غوتيريش أبدى دائماً استعداده لتنفيذ مهمة مساع حميدة إذا دعت الحاجة». وتتولى طوكيو حالياً الرئاسة الدورية لمجلس الأمن. وضمن برنامجها تنظيم اجتماع للمجلس على المستوى الوزاري في 15 الشهر الجاري من اجل بحث ملف كوريا الشمالية وبرامجها العسكرية. وفي سياق رحلته الآسيوية، التقى فيلتمان في بكين نائب وزير الخارجية الصيني لي باودونغ، علماً ان بكين، الداعم الاقتصادي الرئيسي لكوريا الشمالية، تؤكد التزامها تطبيق العقوبات الدولية المفروضة على بيونغيانغ، لكن واشنطن تدعوها إلى تشديد الضغط على بيونغيانغ من خلال فرض حظر نفطي عليها.