قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون اليوم (السبت)، إن الولاياتالمتحدة تحاول معرفة ما إذا كانت كوريا الشمالية مهتمة بإجراء حوار، وإن واشنطن لديها قنوات اتصال مباشرة عدة مع بيونغيانغ. في الوقت نفسه، عبر تيلرسون عن أمله في تخفيف حدة التوتر مع كوريا الشمالية التي تسعى حثيثاً إلى تحقيق هدفها الخاص بتطوير صاروخ برأس نووية قادر على الوصول إلى الأراضي الأميركية. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه لن يسمح مطلقاً بحدوث ذلك. وقال تيلرسون لمجموعة من الصحافيين خلال زيارة إلى الصين «نحن نتقصى... انتظرونا... نسأل: هل تودون الحديث؟ لدينا خطوط اتصال مع بيونغيانغ». وأضاف أن لدى الولاياتالمتحدة «قناتي اتصال... أو ثلاث قنوات مفتوحة مع بيونغيانغ». وقال «نستطيع التحدث إليهم. ونتحدث معهم» من دون مزيد من التوضيح. وجاءت تصريحات تيلرسون بعد يوم من الاجتماعات في بكين التي أقلقها تبادل التهديدات والإهانات الشخصية في الآونة الأخيرة بين زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون والرئيس الأميركي. وقال تيلرسون «أعتقد أن الوضع في مجمله ملتهب قليلاً في المرحلة الحالية». وتابع «بوضوح سيكون أمراً مساعداً لو أن كوريا الشمالية أوقفت إطلاق الصواريخ. هذا سيهدئ الأمور كثيراً». وعبر مسؤولون في كوريا الجنوبية عن قلقهم من أن تقدم كوريا الشمالية على مزيد من الأفعال الاستفزازية مع قرب حلول الذكرى السنوية لتأسيس حزبها «الشيوعي» في العاشر من تشرين الأول (أكتوبر) أو ربما عندما تعقد الصين اجتماع حزبها «الشيوعي» في 18 من الشهر نفسه. * ضغط اقتصادي ويقول مسؤولون أميركيون ومنهم تيلرسون إن بكين، التي تستحوذ منذ فترة طويلة على حوالى 90 في المئة من التجارة الخارجية لكوريا الشمالية، تبدو مستعدة على نحو متزايد لقطع العلاقات مع اقتصاد كوريا الشمالية من خلال إقرار عقوبات الأممالمتحدة. ولكن من أجل النجاح في الوصول إلى أي نوع من الحلول الديبلوماسية سيتعين على تيلرسون التغلب على بعض الافتراضات الأميركية الأساسية في شأن كوريا الشماليةوالصين. وأولها سيكون جعل الزعيم الكوري الشمالي ينظر إلى الأسلحة النووية على أنها مغرم وليس قوة . ولا تعتقد أوساط الاستخبارات الأميركية أن كيم سيكون مستعداً على الأرجح للتخلي عن برامجه للأسلحة. وقال السناتور بوب كوركر خلال جلسة في مجلس الشيوخ أول من أمس، إن كيم يعتبر الصواريخ الباليستية العابرة للقارات المزودة برؤوس نووية «وسيلته للبقاء». وثاني التحديات الكبيرة بالنسبة لتيلرسون سيكون إقناع الصين بفرض عقوبات اقتصادية على كوريا الشمالية تكون صارمة جداً بحيث تجعل كيم يتشكك في مستقبله في حال استمرارها. وقال مسؤولون أميركيون تحدثوا شريطة عدم نشر أسمائهم، إنهم يعتقدون أن الأولوية بالنسبة للصين هي استقرار شبه الجزيرة الكورية لأن أي انهيار سياسي سيؤدي بشكل شبه مؤكد إلى تدفق موجات من اللاجئين إلى شمال شرقي الصين. ودعا ترامب، الذي من المقرر أن يزور الصين في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، بكين لفعل المزيد في شأن كوريا الشمالية وتعهد اتخاذ خطوات لإعادة التوازن إلى العلاقة التجارية التي تقول الإدارة الأميركية إنها تضر بمصالح الشركات الأميركية. وتحدث الرئيس الصيني شي جينبينغ بود شديد عن الرئيس الأميركي ترامب اليوم، واصفاً إياه بالصديق وعبر عن أمله أن تكون زيارة ترامب إلى الصين في تشرين الثاني المقبل «رائعة». وقال في تصريحات أمام الصحافيين «حرص كلانا على إقامة علاقة عمل جيدة وصداقة شخصية».