تولّى رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما السبت مهامه على رأس بلاده لولاية ثانية بعدما أدى اليمين واقسم على احترام الدستور الذي اقر في نهاية نظام الفصل العنصري قبل اكثر من عشرين عاماً. ووعد زوما (72 عاما) اثناء اداء اليمين أمام رئيس القضاة موغوينغ موغوينغ، ببدء مرحلة تحول جديدة في جنوب افريقيا منذ نهاية الفصل العنصري، من خلال تطبيق سياسات اجتماعية-اقتصادية "جذرية". وقال "أنجزنا بنجاح المرحلة الاولى من عملية تحولنا. اليوم هو بداية المرحلة الثانية من انتقالنا من الفصل العنصري الى الديموقراطية". ووعد بأداء افضل للدولة، وبالمزيد من المساءلة و"عواقب شديدة عند الاخفاق في تقديم الخدمات لشعبنا". ويتطلع الجنوب افريقيين الآن إلى تشكيل الحكومة الجديدة لمعرفة ما إذا كان سيفي بوعوده. وقال رئيس جنوب أفريقيا جاكوب إن نمو اقتصاد بلاده وهو الاقتصاد الأكثر تقدما في أفريقيا سيكون موضع الاهتمام الرئيسي في فترة رئاسته الثانية. وأضاف أن خطة التنمية الوطنية -خطة النمو التي وضعت في فترة رئاسته الأولى- ستكون المحرك الرئيسي للتغيير الجذري في المجالين الاقتصادي والاجتماعي. وتابع: "حان الوقت لأن نفعل ما قلناه دائما من أننا لا يجب أن ننزعج عندما نتخذ قرارات صعبة وغير عادية.. سنفعل ذلك من أجل مصلحتكم." وجرت مراسم تأدية اليمين في مدرج مباني الاتحاد التي شيدت على الطراز الانكليزي الاستعماري والتي تعتبر مقرا للحكومة حاليا حيث سجي جثمان نلسون مادنيلا قبل خمسة اشهر. واشاد زوما بمانديلا، الزعيم السابق ومؤسس الامة، وامتدح العمل الذي قام به لتحويل جنوب افريقيا من دولة منبوذة عالميا الى دولة تفتخر بنفسها بين دول العالم. وحضر مراسم اداء اليمين ملوك ورؤساء دول وحكومات من جميع انحاء افريقيا ومن بينهم رئيس زيمبابوي روبرت موغابي، والرئيس النيجيري غودلاك جوناثان، الا انه لم يشارك في المراسم اي من زعماء اوروبا او اميركا الشمالية. وبعد خمس سنوات وبعد فضائح جنسية والعديد من تهم الفساد والاتهامات بمنح النفوذ لرجال اعمال مقربين منه، لا يزال زوما يواجه اسئلة حول استخدام 23 مليون دولار من اموال الضرائب لتجديد منزله الخاص. وحلقت مروحيات عسكرية فوق الحضور، بينما حلقت طائرة تابعة للخطوط الجنوب افريقية من طراز ايرباص ايه340-600 على علو منخفض، في تكرار لاستعراض قبل عشر سنوات عندما فاز فريق الرغبي الجنوب افريقي بكاس العالم في جوهانسبرغ. إلاّ ان الجو العام في البلاد تغير مع دخول زوما ولاية ثانية وسط جدل سياسي. فقد رحل مانديلا ورحل معه ابتهاج الشباب بالبلد الذي ولد من جديد بعد عقود من الحكم العنصري. وخسرت جنوب افريقيا في الاونة الاخيرة مكانتها في القارة الافريقية كأكبر اقتصاد لتحتله نيجيريا. وتبدو البلاد غير قادرة على مواجهة مستويات انعدام المساواة الكبيرة. ورغم ان الناخبين في الانتخابات التي جرت في السابع من ايار (مايو)، أظهروا ولاء غير محدود لحزب المؤتمر الوطني الحاكم الذي فاز بنسبة 62% من الاصوات الشعبية، الا ان ولاءهم لزوما اقل وضوحا.