توجه الرئيس الامريكي باراك اوباما الاثنين الى تنزانيا المحطة الاخيرة من جولته الافريقية التي سرقت فيها الحالة الصحية لرئيس جنوب افريقيا السابق نلسون مانديلا الاضواء. وحذر اوباما الاحد من ان افريقيا ستحقق اهدافها فقط من خلال قادة يعملون على تحسين الظروف المعيشية لمواطنيهم، وهو يأمل ان تؤدي زيارته لتنزانيا الى دعم الديمقراطية في هذا البلد. وتأتي زيارة اوباما بعد جولة لنظيره الصيني شي جينبينغ شملت ايضا تنزانيا. واثيرت هذه المنافسة الاقتصادية حول افريقيا بين بكين وواشنطن خلال رحلة اوباما. وكرس اوباما نهاية الاسبوع لتكريم مانديلا بطل التمييز العنصري الذي اصبح اول رئيس اسود في جنوب افريقيا. وقرر اوباما عدم زيارة مانديلا الذي لا يزال في وضع صحي حرج في احد مستشفيات بريتوريا، الا انه اشاد بارثه مرات عدة ووصفه باحد اهم الشخصيات السياسية في التاريخ. والاحد، زار اوباما الزنزانة الصغيرة التي كان مانديلا معتقلا فيها في جزيرة روبن قبالة مدينة الكاب، واخذ ابنتيه الى مقلع الكلس حيث كان مانديلا يقضي حكمه بالاشغال الشاقة. وفي وقت لاحق في جامعة الكاب، انتقد اوباما «المجرمين وزعماء الحرب» الذين يحولون دون تحقيق افريقيا لتطلعاتها. وانطلق اوباما من الارث السياسي لمانديلا وخروج جنوب افريقيا من سنوات الفصل العنصري المظلمة ليوجه نداء نحو التغيير الى الديموقراطية للتركيز على ان الحرية ستنتصر في نهاية الامر. انطلق اوباما من الارث السياسي لمانديلا وخروج جنوب افريقيا من سنوات الفصل العنصري المظلمة ليوجه نداء نحو التغيير الى الديموقراطية للتركيز على ان الحرية ستنتصر في نهاية الامر وقال اوباما «لقد اثبت لنا التاريخ ان التقدم ممكن فقط عندما تسعى الحكومات الى خدمة شعوبها وليس العكس» وسط تصفيق حشد من اكثر من الف شخص. واضاف انه ومع ان افريقيا «على الطريق» الا ان التقدم يقوم على اسس هشة. وفي تنزانيا، من المقرر ان يعقد اوباما مؤتمرا صحافيا مع نظيره جاكايا كيكويتي، كما سيزور محطة اوبونغو لتوليد الطاقة الكهربائية بعد الكشف عن برنامج بقيمة سبعة مليارات دولار لتعزيز شبكة الكهرباء في افريقيا. كما سيضع اوباما اكليلا من الزهور على نصب تكريم ضحايا الهجوم على السفارة الامريكية في العام 1998. وستشارك زوجته ميشال في منتدى السيدات الاول الذي تستضيفه زوجة الرئيس الامريكي السابق لورا بوش. ويقوم جورج بوش الذي ساهم برنامجه لمكافحة الايدز وفيروس نقص المناعة المكتسب في انقاذ الملايين بزيارة الى افريقيا في الوقت نفسه الا انه ليس من الواضح ما اذا كان الرئيسان سيلتقيان ام لا. وكان اوباما يريد من خلال كلمته في الكاب امداد جيل جديد من الافارقة بالامل بان بامكانهم القيام بتغيير سياسي وبان قارتهم لها قدرات لم تكتشفها بعد. وانتقد اوباما «الذين يسرقون او يقتلون او يستغلون غيرهم»، مضيفا ان العبرة الاساسية لجنوب افريقيا هي ان «مثل هذه الاساليب لن تحقق اي نتيجة». وتابع «ما دامت اجزاء من افريقيا تعاني من الحرب والخراب فلن يكون بالامكان احلال الديمقراطية او استغلال الفرص». كما انتقد حكم روبرت موغابي في زيمبابوي المجاورة حيث «تحول الوعد بالتحرير الى فساد السلطة وانهيار الاقتصاد». واتسمت كلمة اوباما في الكاب بنبرة مؤثرة خصوصا عندما اتى على ذكر مانديلا. وقال اوباما «لقد اظهرت لنا كيف يمكن لسجين ان يصبح رئيسا للبلاد». وحققت جنوب افريقيا انجازات كبيرة على صعيد شبكة الكهرباء والمنازل والمياه منذ انهيار نظام الفصل العنصري في 1994. الا ان هذا التقدم لم يحل دون الغضب من انتشار الفقر والبطالة التي يعاني منها عامل من اصل اربعة. وقال يباناتي جيزيلي وهو طالب في السنة الثانوية الاخيرة «اعتقد ان جميع السكان في جنوب افريقيا طفح بهم الكيل من الافراد الذين يستغلون موارد الدولة ويأخذون الاموال لانفسهم بدلا من خدمة الشعب». وتتعرض حكومة جاكوب زوما لضغوط متزايدة حول نفقاتها المبالغ بها مثل زيادة الجهاز الامني ومنزل زوما بالاضافة الى استثناءات لمنح عقود مع الدولة.