في وقت أجبرت قوات القذافي المعارضة المسلحة على التقهقر شرقاً إلى أجدابيا بعد يوم من تقدمهم باتجاه البريقة، وصل رئيس «المجلس الوطني الانتقالي» الذي يمثل المعارضة مصطفى عبدالجليل إلى قطر للقاء أميرها وطلب مساعدته في الحصول على دعم مالي وآخر سياسي عبر حض الدول العربية على الاعتراف بالمجلس. وتعرض الثوار أمس لقصف كثيف من قوات القذافي عند مشارف أجدابيا التي تعتبر البوابة الغربية لمعاقل المعارضة في الشرق، ما أجبرهم على التقهقر وحد من أملهم في التقدم غرباً لمحاولة إنهاء حال الجمود التي تكتنف الأزمة الليبية. وقال شاهد إنه رأى ما يزيد على عشرة صواريخ تسقط عند المدخل الغربي للبلدة التي كانت المعارضة تريد استغلالها كنقطة انطلاق لاستعادة السيطرة على ميناء البريقة النفطي. وفر كثيرون من الهجوم بينما ترددت أصداء الانفجارات في البلدة. وكان الثوار تمكنوا من تحقيق بعض التقدم من أجدابيا باتجاه البريقة مستفيدين من غارات حلف شمال الأطلسي، ووصلوا إلى مسافة تبعد نحو 40 كلم عنها، لكن قصف قوات القذافي بالمدفعية الثقيلة ردهم أكثر من 20 كيلومتراً. وفي مصراتة، المعقل الوحيد الرئيسي للمعارضة في غرب البلاد، قال الناطق باسم المعارضة عبدالباسط مزيريق إن قوات القذافي قصفت المدينة المحاصرة أمس، ما أسفر عن سقوط ستة قتلى على الأقل وجرح 47 آخرين. وأكد الثوار أنهم هاجموا بنجاح مواقع للقذافي ليل السبت - الأحد وحاصروا قناصة في محيط جادة طرابلس الرئيسة في المدينة، كما دمروا أربع دبابات لدى الاستيلاء على ثكنة للجيش النظامي. وشوهدت في أحياء عدة بقايا قنابل عنقودية، رغم نفي السلطات الليبية استخدام هذه الأسلحة المحظورة منذ العام 2010. ويمكن لهذه القنابل أن تقتل أو تشوه على بعد عشرات الأمتار وعلى فترات طويلة إن لم تنفجر على الفور، وأدى استخدامها الجمعة إلى بتر ساق ثلاثة أشخاص ويد اثنين بعد إصابتهم بها. وذكر التلفزيون الليبي الحكومي ان رئيس جنوب افريقيا جاكوب زوما اتصل بالقذافي أمس من دون ذكر تفاصيل. إلى ذلك، بدأ رئيس «المجلس الوطني الانتقالي» زيارة إلى قطر مساء أمس هي الأولى له للخارج منذ اندلاع الانتفاضة الليبية. وأكد مسؤول ملف إدارة شؤون الاقتصاد والنفط في المجلس الدكتور على الترهوني ل «الحياة» أن هدف الزيارة هو طلب دعم سياسي ومالي من الدول العربية. وقال إن عبدالجليل «سيشكر أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على الدور المحوري الذي تلعبه الدوحة في التحالف الدولي» ضد القذافي. وأضاف: «نحن نرغب في أن تسارع الدول العربية إلى الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلاً شرعياً ووحيداً للشعب الليبي». ولفت الى أن «المحادثات ستتطرق إلى قضايا الحظر والحصول على دعم مادي خارجي لحل الأزمة الاقتصادية». وسينتقل عبدالجليل من الدوحة إلى ايطاليا ليبحث هناك في «القضايا نفسها وسبل تعزيز وتجديد العلاقات وتوجيه الشكر على الموقف الايطالي»، بحسب الترهوني الذي كشف أنه تم إرجاء زيارة كانت مقررة إلى فرنسا بسبب «عدم توافق برامج المسؤولين الفرنسيين مع برنامج زيارة عبدالجليل»، متوقعاً أن تتم الأسبوع المقبل. وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون استبعد أمس إرسال قوات برية إلى ليبيا، مشدداً على ضرورة التمسك بتفويض الأممالمتحدة وعدم اتخاذ إجراء من شأنه إثارة استياء العالم العربي، فيما رجح وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أن «يطول أمد الحرب لأنه لا يمكن التكهن إطلاقاً بما قد يقوم به القذافي وما قد يجري في ليبيا».