ألمح وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس، إلى مساع أميركية تحت رعاية الأممالمتحدة، لتقريب مساري جنيف وآستانة للتسوية في سورية. وقال للصحافيين على متن الطائرة في طريقه إلى فنلندا للقاء زعماء المجموعة الشمالية، وهي منتدى يضم 12 دولة في شمال أوروبا: «ناقش (وزير الخارجية الأميركي ريكس) تيلرسون كثيراً مع ستيفان دي ميستورا (مبعوث الأممالمتحدة الخاص إلى سورية) كيف يمكننا نقل ما يحدث في آستانة إلى جنيف حتى يتسنى لنا بالفعل إشراك الأممالمتحدة في سبيل المضي قدماً». ومع تزايد الأسئلة الموجهة إلى الإدارة الأميركية من الشركاء الأوروبيين وحلفائها في حلف شمال الأطلسي (ناتو) حول إستراتيجيتها في سورية ما بعد القضاء على «داعش»، أقر ماتيس بأن «السؤال الرئيسي الذي يردده حلفاء أميركا هو: ما الذي سيحدث بعد هزيمة داعش؟»، موضحاً أنه وفقاً لتقديرات الاستخبارات الأميركية، بات «داعش» بمثابة «هرم بلا قاعدة» بسبب فرار غالبية عناصره وأسرهم وقتلهم. وحذر ماتيس من أن «القتال يزداد تعقيداً» مع تقدم القوتين نحو آخر معاقل «داعش». وفي مستهل جولة أوروبية تستمر أسبوعاً وتبدأ في فنلندا اليوم، شدد وزير الدفاع الأميركي على أن :»أهم شيء هو وضع محادثات السلام على المسار الصحيح». وتابع ماتيس، الذي سيلتقي وزراء دفاع دول الناتو في وقت لاحق هذا الأسبوع: «نحاول وضع الأمور على السكة الديبلوماسية لتتضح الصورة ونتأكد من أن الأقليات، أياً كانت، لن تتعرض إلى ما رأيناه». وشدد على تأييد بلاده الجهود الديبلوماسية لإنهاء الحرب السورية التي راح ضحيتها مئات الآلاف على مدى أكثر من ست سنوات. وقال ماتيس إنه مع انكماش الرقعة التي يسيطر عليها «داعش» بسرعة، فإن التركيز ينصب على هزيمته في المناطق القليلة المتبقية تحت سيطرته، وتفادي الصراع مع موسكو مع تضاؤل الفجوة بين القوات الروسية والأميركية. وأشار إلى أن التقويمات الاستخباراتية تظهر أن «أسفل (الهرم) كله يفر» من صفوف تنظيم «داعش»، مع انشقاق الآلاف من عناصره وقتلهم وإصابتهم واستسلامهم. وزاد ماتيس أنه على رغم أن القتال ضد «داعش» لم ينته بعد، إلا أن التنظيم تعرض لسلسلة من الهزائم الكبيرة وخسر معظم الأراضي التي كان يسيطر عليها. في موازاة ذلك، رفض ماتيس التعليق على ما إذا كانت واشنطن ستستعيد الأسلحة التي سلمتها إلى أكراد سورية في إطار حربهم ضد «داعش». ولم توضح أميركا إستراتيجيتها بعيدة المدى نحو الأكراد في سورية بعد القضاء على التنظيم، إلا أن مسؤولين أميركيين كباراً رددوا في الأسابيع الماضية أن هناك الكثير من القضايا التي ستظل محل اهتمام واشنطن بعد طرد التنظيم من سورية. ومن المرجح أن تطرح الاستراتيجية الأميركية ما بعد هزيمة «داعش» عندما يزور ماتيس بروكسيل هذا الأسبوع حيث سيلتقي نظراءه في دول حلف شمال الأطلسي. وفي دمشق، استقبل وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس، علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني، وبحثا في العلاقات الثنائية والتطورات في سورية. وذكرت وكالة «سانا» السورية الرسمية، أن المعلم شدد أثناء اللقاء على أن سورية ماضية في حربها على الإرهاب ومن يدعمه حتى تحقيق النصر. وعرض المعلم آخر التطورات الميدانية والسياسية في بلاده، مثنياً على الدعم الإيراني، حيث اتفق الطرفان على تعزيز التنسيق والتشاور. وتتجه الأنظار إلى مدينة البوكمال، آخر المدن الكبيرة التي ما زالت تحت سيطرة «داعش» مع تقدم القوات النظامية المدعومة من روسيا وإيران و «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من أميركا، نحو المدينة الاستراتيجية على الحدود السورية - العراقية. ويثير تمركز القوتين حول البوكمال قلقاً من احتمالات المواجهة بينهما، مع تقدم القوات النظامية و «سورية الديموقراطية» نحو البوكمال من جانبين مختلفين على نهر الفرات، وعبر الحدود مع العراق.