قال المبعوث الأممي للأزمة السورية ستيفان دي ميستورا إن «الآن هي لحظة الحقيقة» لكل أطراف الصراع في سورية للانتقال إلى المسار السياسي لإنهاء الصراع الدامي، داعياً الجهات ذات النفوذ على جماعات المعارضة إلى استخدام نفوذها ل «التفاوض على الجوهر» خلال محادثات جنيف التي ستركز على صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات تحت إشراف دولي. في موازاة ذلك، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون إن الرئيس السوري بشار الأسد وأسرته ليس لهم دور في مستقبل سورية، موضحاً للصحافيين في جنيف أمس في آخر محطة من جولة استمرت أسبوعاً: «عهد أسرة الأسد يقترب من نهايته. القضية الوحيدة هي كيفية تحقيق ذلك» (للمزيد). وجاء التحذير الأميركي وسط احتدام الصراع الإقليمي- الدولي على المناطق الحدودية الصحراوية في دير الزور. وذكر «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أن القوات النظامية تمكنت أمس من انتزاع «المحطة الثانية» لضخ النفط من قبضة «داعش» في ريف دير الزور الجنوبي، لتصبح على بعد 45 كيلومتراً فقط من مشارف مدينة البوكمال التي تعتبر آخر معاقل «داعش» شرق سورية. وتصرّ القوات النظامية وحلفاؤها على استعادة هذه المناطق الاستراتيجية لمنع الأميركيين من الوقوف عائقاً أمام إيران التي تريد ضمان طرق برية لها إلى سورية ولبنان مروراً بالعراق وحتى البحر المتوسط. أما أميركا فتريد أن يدير حلفاؤها تلك المناطق ما يتيح لها إمكان قطع الممر الإيراني، فيما يريد الأكراد حاجزاً يفصل بين أراضيهم في الشمال والقوات النظامية في الشرق. وبعد محادثات في جنيف أمس مع دي ميستورا، قال تيلرسون للصحافيين: «تريد الولاياتالمتحدة سورية كاملة وموحدة لا دور لبشار الأسد في حكمها». وزاد: «عهد أسرة الأسد يقترب من نهايته. القضية الوحيدة هي كيفية تحقيق ذلك». وأوضح تيلرسون أن السبب الوحيد في نجاح القوات النظامية في تحويل دفة الحرب هو «الدعم الجوي الذي تلقته من روسيا»، واضاف: «لا أرى أن هزيمة التنظيم وما يحصل في سورية انتصار لإيران... أراه استغلالاً إيرانياً للأوضاع في سورية»، لأن طهران مجرد «متطفل» بحسب وصفه. من ناحيته، أعلن دي ميستورا أن جولة جديدة من محادثات جنيف للبحث في آفاق التسوية السياسية، ستعقد في 28 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. أما محادثات آستانة للبحث في مناطق «خفض التوتر» فستعقد الأسبوع المقبل في العاصمة الكازاخية، بمشاركة روسياوإيران وتركيا. وقال دي ميستورا لمجلس الأمن الدولي في نيويورك، عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من جنيف، إنه مع هزيمة «داعش» في معقليه بالرقة ودير الزور تكون عملية السلام السورية قد وصلت إلى «لحظة الحقيقة». وأضاف: «يجب أن يدخل الأطراف في مفاوضات فعلية». وأوضح دي ميستورا أن محادثات جنيف المقبلة يجب أن تركز على خطوات في اتجاه صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات في سورية تحت إشراف الأممالمتحدة. كما شدد على ضرورة عقد «اجتماع موفق في الرياض قبل جنيف وسنواصل التنسيق على هذا المسار»، وذلك في إشارة إلى «مؤتمر الرياض» المزمع عقده بين منصات المعارضة للاتفاق على وفد موحد. وأكد المبعوث الأممي أن «أي تهدئة أو ترتيبات أخرى لا بد أن تكون موقتة وينبغي ألا تؤدي إلى تقسيم سورية». تزامناً، استقبل الأسد أمس وفداً روسياً على رأسه ألكسندر لافرنتيف، المبعوث الخاص للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن اللقاء تطرق «للانتصارات التي حققها الجيش السوري وحلفاؤه في أكثر من منطقة داخل سورية. والاستعداد لآستانة والملفات التي ستناقش خلال هذه الجولة». وأفادت الوكالة بأن الجانب الروسي أكد عزم موسكو على مواصلة «دعمها الدولة السورية في حربها على الإرهاب... والمسار السياسي للحل في سورية الذي يضمن وحدة الأراضي السورية ويعيد الأمن والاستقرار إليها». ونقل عن الأسد قوله إن «الحكومة السورية كانت وما زالت تتعامل بإيجابية تجاه أي مبادرة سياسية من شأنها حقن الدماء السورية واستعادة الأمن والأمان بما يضمن وحدة سورية وسيادتها».