حاول ناريندرا مودي زعيم حزب بهارتيا جاناتا الهندوسي جاهدا أن يغالب دموعه وهو يلقي أول خطاب أمام نواب حزبه في البرلمان اليوم الثلثاء بعد فوزه في انتخابات غيّرت وجه الواقع السياسي في البلاد. وسيصبح مودي رئيس وزراء الهند المقبل، بعدما قاد حزبه إلى نصر تاريخي في الانتخابات العامة التي انتهت يوم الجمعة الماضي. ومن المتوقع أن يؤدي اليمين ليقود أكبر ديموقراطيات العالم من حيث عدد السكان يوم الإثنين المقبل. وحقق حزب بهاراتيا جاناتا أول أغلبية له في البرلمان بينما تقلص عدد المقاعد التي يشغلها حزب المؤتمر الحاكم الذي تقوده أسرة نهرو-غاندي الى 44 مقعدا فقط وهو أدنى تمثيل على الاطلاق للحزب الذي حقق استقلال الهند وحكمها معظم سنوات الاستقلال السبعة والستين. واختنق مودي (63 عاما) بالعبرات واضطر إلى التوقف وان يأخذ رشفة ماء قبل ان يكمل خطابه الافتتاحي في مبنى البرلمان المستدير الذي يرجع إلى حقبة الاستعمار البريطاني. وألقى مودي كلمته امام نواب حزبه الذين شغلوا أكثر من نصف مقاعد مجلس النواب. وتخللت الكلمة عبارات حماسية رنانة سرعان ما قارنها المعلقون بالخطابات المتخشبة لسلفه رئيس الوزراء الحالي مانموهان سينغ. وقال مودي- الذي كان يبيع أكواب الشاي على أرصفة محطات القطار وهو صغير قبل أن يدلف إلى عالم السياس - وقد غلب عليه التأثر: "هذا دليل على قوة دستورنا أن يأتي رجل من أسرة فقيرة ويقف أمامكم هنا اليوم". وشغل مودي على مدى 12 عاماً مضت منصب رئيس وزراء ولاية جوجارات. وقال مودي الذي انحنى وقبل درج المبنى الحجري الوردي قبل ان يدخل لالقاء كلمته: "هذه الحكومة ستكون حكومة تفكر في الفقراء وتستمع للفقراء. حكومة تعيش من أجل الشعب". ويبدو ان القصد من كلماته هو الرد على الانتقادات التي وجهت إلى سجل حكومته في ولاية جوجارات التي ركزت على قطاع الاعمال، وقالت إن النمو السريع الذي شهدته الولاية لم يفعل الكثير لانتشال الناس من الفقر. وكان حزب المؤتمر يصور نفسه دوما على انه نصير الفقراء والمظلومين. ويواجه مودي مهمة هائلة لارضاء 1.2 بليون هندي يعقدون عليه أملهم في ان يكون قادرا على انتشال البلاد من حالة سبات اقتصادي ومحاربة الفساد والبيروقراطية وخلق وظائف للشبان الذين تتزايد أعدادهم بسرعة.