سيصبح ناريندرا مودي مرشح المعارضة رئيس الوزراء المقبل في الهند، حيث أظهرت عمليات فرز الأصوات أن الزعيم القومي الهندوسي وحزبه بهاراتيا جاناتا يتجهان لتحقيق أكبر فوز تشهده البلاد في 30 عاماً. ولقي الفوز الساحق لمودي ترحيباً تمثل في احتفالات صاخبة في مكاتب حزبه بهاراتيا جاناتا في أنحاء البلاد، حيث رقص مؤيدوه وأطلقوا الألعاب النارية ووزعوا الحلوى. وبدا فوز حزب بهاراتيا جاناتا بأغلبية برلمانية مؤكَّداً مما يعطي مودي تاجر الشاي السابق البالغ من العمر 63 عاماً حيزاً كافياً لدفع الإصلاحات الاقتصادية التي بدأها قبل 23 عاماً رئيس الوزراء الحالي مانموهان سينغ حين كان وزيراً للمالية لكنها تعطلت في السنوات الأخيرة. ومُنِيَ حزب المؤتمر الحاكم الذي ينتمي إليه سينغ بأسوأ هزيمة على الإطلاق فيما يمثل دفعة كبيرة لهدف مودي لإنهاء هيمنة عائلة نهرو- غاندي التي حكمت البلاد معظم الوقت منذ استقلال الهند قبل 67 عاماً. وتدفقت الحشود حول سيارة مودي بعد أن زار منزل أمه في ولاية جوجارات الغربية. وصرخ مهندس برامج كمبيوتر يدعى فينود راي في مقر حزب بهاراتيا جاناتا في دلهي قائلاً «إنني سعيد للغاية لأن الهند كلها تريد حكومة قوية». ويعكس رأي راي مشاعر ملايين الهنود الذين اقتنعوا بوعود مودي بأنه سيسعى إلى إيجاد وظائف وتحقيق نمو اقتصادي يرضي الأعداد المتزايدة من الشبان. وبحصوله على عدد مقاعد يزيد 6 مرات على أقرب منافسيه يكون مودي فاز بأكبر تفويض حصل عليه أي زعيم هندي منذ أن دفع اغتيال رئيسة الوزراء أنديرا غاندي عام 1984 ابنها راجيف إلى تولي السلطة، ومنذ عام 1989 يحكم الهند حكومات ائتلافية. وقالت قناة تليفزيون (إن.دي.تي.في) إن اتجاهات فرز الأصوات تظهر أن حزب بهاراتيا جاناتا سيفوز بعدد مقاعد يبلغ 278 من مقاعد البرلمان البالغ عددها 543 مقعداً. ويتقدم تحالف يقوده الحزب في الفرز ما يتيح له الحصول على 337 مقعداً. ومنذ أن أعلن حزب بهاراتيا جاناتا ترشيح مودي في سبتمبر الماضي قطع الرجل 300 ألف كيلومتر وتحدث أمام 457 اجتماعاً حاشداً في حملة كسرت نموذج السياسة الهندية. ومن خلال هذا الجهد تفوق على حملة راهول غاندي (43 عاماً) مرشح حزب المؤتمر وعزز بذلك سجله حين عمل رئيساً لوزراء ولاية جوجارات وكان مؤيداً لقطاع الأعمال. ووعد مودي بأنه في حالة فوزه سيزيل العراقيل أمام الاستثمارات في مشاريع الطاقة والطرق والسكك الحديدية لإنعاش النمو الاقتصادي الذي تراجع إلى أدنى مستوى في عقد وهبط لأقل من 5%. وقبل الإعلان عن النتائج النهائية، قام رئيس الوزراء سينغ بتوديع العاملين معه بعد 10 سنوات في السلطة اتسمت بالشلل السياسي.