استقبل حشد رئيس الوزراء الهندي المنتخب نارندرا مودي السبت بحماسة كبيرة في نيودلهي، غداة النجاح التاريخي الذي حققه القوميون الهندوس في الانتخابات التشريعية، التي جرت في الهند وبعد أن ألقى أول خطاب اتسم بلهجة جامعة. فقد تجمع مئات الأشخاص وهم يلوحون بأعلام حزب بهاراتيا جاناتا لدى وصول الرجل القوي الجديد في الهند الى مطار العاصمة. وبدا ناريندرا مبتسماً عند خروجه من المطار ورفع إشارة النصر أمام مؤيديه. بعد ذلك بدأ ناريندرا الذي كان يرتدي سترة وقميصاً أزرق اللون يطوف في موكب في العاصمة حتى مقر حزبه حيث سيعقد اجتماعاً مع كبار قادته. استقالة بموازاة ذلك، استقال رئيس وزراء الهند مانموهان سينج من منصبه بعدما تولى رئاسة آخر اجتماع لحكومته السبت. وقدم سينج استقالتة للرئيس الهندي براناب موخيرجي في القصر الرئاسي في نيودلهي. وقال مانموهان قبل الاستقالة: إن الانتخابات الأخيرة التي شهدتها بلاده عززت من وضع الديمقراطية فى الهند. وأضاف: «أعزائى المواطنين، يجب على كل واحد منا احترام الحكم الذى أصدرتموه، لقد رسخت الانتخابات التى انتهت للتو أسس دولتنا الديمقراطية». ورداً على فضائح الفساد التى عانت منها حكومته، قال سينج: «حياتى وفترتي فى منصبي العام صفحة مفتوحة». ومن المتوقع أن يكلف الرئيس الهندى، مودي بتشكيل الحكومة القادمة، باعتباره رئيس أكبر حزب فى مجلس النواب. تهنئة وتلقى مودي الرجل القوي الجديد في الهند الذي تثير شخصيته انقساماً عميقاً، الجمعة تهاني قادة العالم أجمع بعد فوز فريقه على حزب المؤتمر الذي تتزعمه أسرة غاندي والذي مني بأسوأ هزيمة في تاريخه. وقد وعد ابن بائع الشاي زعيم حزب بهاراتيا جاناتا الذي لم يشغل أي منصب من قبل على الصعيد الوطني، الجمعة بتحقيق أحلام 1,2 مليار هندي، وهو أسلوب لتهدئة مخاوف الاقليات وبخاصة المسلمين الذين وقعوا ضحايا الاضطرابات الدامية التي اندلعت في ولاية غوجارات في العام 2002. وقال مودي امام ناخبيه في غوجارات مساء الجمعة: «أريد معكم جميعاً دفع هذا البلد قدماً (...) ومن مسؤوليتي أن أصطحبكم معي لقيادة هذا البلد». واستخدم موضوعاً متكرراً في خطابه معتبراً أن الهند، ثاني أكبر بلد في العالم من حيث التعداد السكاني، يجب ان تصبح قوة عالمية معترفا بها واعداً بأن يكون القرن الحادي والعشرين قرن الهند». إطلاق الاستثمار ومن المرتقب أن يتم تنصيب رئيس الوزراء رسمياً الأسبوع المقبل. وقد ركز حملته على وعد بإعادة إطلاق الاستثمار وقيادة البلاد بفاعلية وشفافية. في المقابل خرج حزب المؤتمر من عشر سنوات من الحكم مضعفا بفضائح الفساد المتكررة وركود الاقتصاد وتضخم متنام. وقد اعتبر المراقبون حملة راهول غاندي نجل رئيسة حزب المؤتمر صونيا غاندي باهتة وبدون توجه. وأفادت النتائج الأخيرة التي أعلنتها اللجنة الانتخابية عن حصول حزب بهاراتيا جاناتا على 279 مقعداً من اصل 543 في البرلمان، اي اول غالبية مطلقة يحصل عليها حزب واحد في خلال 30 عاماً. ويتوقع فوز هذا الحزب ايضا بثلاثة مقاعد اخرى في دوائر لم تنته فيها بعد عمليات الفرز. وكتب رئيس تحرير صحيفة انديان اكسبرس شيخار غوبتا على الصفحة الاولى: «إن الشعب منحه الصلاحية لتغيير التاريخ... وسيتعين عليه العمل بكثير من الاحتراس». أما المهمة الرئيسية الملقاة على عاتق مودي فستكون تحريك الاقتصاد مع تدهور النمو من 9 % الى اقل من 5 % في خلال سنتين، وتضخم متعاظم فيما يعاني ملايين الشبان من البطالة أو يشغلون وظائف دون مؤهلاتهم. وقد رحب رؤساء الشركات وبخاصة الكبرى منها بفوز مودي الذي يعتبر نصيراً لأوساط الأعمال. أما المهمة الرئيسية الملقاة على عاتق مودي فستكون تحريك الاقتصاد مع تدهور النمو من 9 % إلى أقل من 5 % في خلال سنتين، وتضخم متعاظم فيما يعاني ملايين الشبان من البطالة أو يشغلون وظائف دون مؤهلاتهم الدولة القوية وفي سياق متصل، قال راجنات سينج رئيس حزب بهارتيا جاناتا: «إننا نتعهد أن نبني دولة الهند القوية، وأن تحظى باحترام العالم، وأن تعتمد على سواعد أبنائها». وأضاف راجنات سينج: إن نواب بهارتيا جاناتا الجدد سيعقدون اجتماعا يوم الثلاثاء القادم لانتخاب مودي زعيما للمجموعة البرلمانية للحزب، وسيتم بعد ذلك تحديد موعد أداء اليمين الدستورية للحكومة الجديدة. والتقى زعماء الحزب الفائز بعد انتهاء موكب الفوز من أجل التشاور حول تشكيل الحكومة الجديدة وتحديد جدول أعمالها. وفي ختام الاجتماع قرأ راجنات بياناً جاء فيه: « إن الهند بحاجة إلى حكومة تعمل بشكل فعال، ويمكنها أن تضع اقتصاد البلاد على مسار النمو، وتجعل البلاد آمنة وأن تلتزم الحكومة بأعلى معايير النزاهة». الزيارة الأولى على صعيد آ،خر رجحت مصادر بارزة من حزب بهاراتيا جاناتا أن تكون اليابان أول دولة يزورها مودي عقب توليه منصبه. وأكدت المصادر لوكالة أنباء كيودو اليابانية أن طوكيو أرسلت «دعوة جديدة» لحزب بهاراتيا جاناتا بشأن قيام مودي بزيارة لطوكيو عقب الفوز الساحق للحزب في الانتخابات العامة. وقالت المصادر: إن مفاوضات تجرى بين حزب بهارتايا جانا ومسؤولين حكوميين يابانيين بشأن الترتيب للزيارة. وتابعت المصادر: «إننا على اتصال مباشر مع الحكومة اليابانية ونعمل في اتجاة وضع اللمسات الأخيرة لزيارة مودي بعد توليه منصب رئيس الوزراء». محادثات السلام وفي الجارة باكستان، أعرب مستشار رئيس الوزراء الباكستاني للأمن القومي والشئون الخارجية، سرتاج عزيز، عن رغبة بلاده في العمل مع الحكومة الجديدة بالهند. وقال في تصريحات صحفية أدلى بها أمس، في إسلام آباد: إن باكستان تتطلع إلى استئناف محادثات السلام مع الهند لإنهاء جميع الخلافات العالقة بين البلدين بشكل سلمي. وأضاف: إن فوز حزب بهارتيا جنتا بالغالبية سيمكنه من تشكيل حكومة قوية قادرة على اتخاذ القرارات والتوصل إلى حل سلمي للخلافات العالقة مع باكستان.