إريك كانتونا بطل رياضي من نوع استثنائي، فبعدما أثبت قدراته الكبيرة كلاعب كرة قدم، تحوّل ممثلاً سينمائياً بنجاح يدين به إلى شعبيته الأصلية في قلوب الجماهير العريضة، إضافة إلى موهبته الفنية المدهشة والمبنية أولاً على العفوية في طريقة التفوه بالنص المفروض عليه. فهو يمثل مثلما يتكلم في الحياة اليومية. خلال مشاركته في فيلم «الرجل الذي يأكل بشراهة»، تعرف إلى الممثلة الجزائرية الأصل التي كانت تتقاسم بطولة الفيلم معه رشيدة براكني، وهي العربية الأولى التي انتسبت إلى فرقة «لا كوميدي فرانسيز» المسرحية الوطنية. وإثر تمثيله لقطات عاطفية معها أمام الكاميرا وقع في غرامها... وتزوجها. وهكذا دخل كانتونا عالم التمثيل المسرحي من أبوابه الواسعة. ولما أخرجت براكني مسرحية «في مواجهة الجنة» أسندت إلى زوجها الدور الأول فيها. وهنا طبق كانتونا نظريته التمثيلية التي أثبتت فعاليتها في السينما، أي العفوية في طريقة التفوه بالنص، وكذلك الارتجال أحياناً، من دون أن يخشى تأثير ذلك على زملائه على الخشبة كونهم من أرباب الخبرة العتيقة في المسرح ولا يهزهم أي شيء. ولأن الرياضه هاجسه الأول، التحق كانتونا حديثاً بنادي «نيويورك كوزموس» الأميركي، متولياً إدارته الرياضية. وهذا لم يمنعه من المشاركة في فيلم سينمائي جديد بعنوان «هزة الخصر» للمخرج الفرنسي HPG الذي يرفض الإدلاء باسمه الحقيقي لأنه قادم من دنيا الأفلام الخلاعية المبتذلة ويرغب في أن يجرب حظه في ميدان الفن السابع الأصيل والمحترم. وهو يؤمن بأن مشاركة كل من كانتونا وبراكني في فيلمه الجدي الأول من شأنه أن يجلب عنصر الاحترام إليه كمخرج سينمائي. ولكن الرجل لم يقدر على مغادرة اللون الفضائحي كلياً، فراح يمنح كانتونا دور زوج تغادره شريكة حياته لأنها وقعت في علاقة محرّمة. ويؤكد كانتونا أن السيناريو على درجة عالية من النوعية، وأن الحبكة مثيرة للفضول وبعيدة عن الابتذال. أما كانتونا فيتجه أيضاً إلى تأليف الأغنيات التي قد ترددها براكني في أول أسطوانة رسمية لها كمغنية. وهي وصفت عبارات زوجها الموسيقية بأنها مليئة بالشاعرية والحس الفني المرهف. ويأسف كانتونا لأن مشروعه بالسفر إلى آسيا ألغي بعد تأجيل تصوير الفيلم الذي كان يفترض أن يلعب هو بطولته في هونغ كونغ. أما زوجته فيلمع نجمها الآن على الشاشة الكبيرة في فيلم «الخط المستقيم» للمخرج الفرنسي ريجيس فارنييه، والذي تؤدي فيه شخصية امرأة رياضية حكم عليها بالسجن وتتحول عقب خروجها من الحبس مدربة خصوصية لبطل رياضي فقد البصر في حادث سيارة مروع، ولكنه لا يرغب في التوقف عن ممارسة رياضة الركض.