ارتبط اسم الممثلة الجزائرية الأصل المولودة في فرنسا رشيدة براكني باسم بطل كرة القدم إيريك كانتونا الذي أُغرم فيها وجعلها شريكة حياته منذ 10 سنوات. وأنجبت براكني من كانتونا في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، ولداً أسمته أمير استناداً إلى الجذور العربية التي تتمتع بها الممثلة والتي يعتزّ بها كانتونا. ولم ترغب الفنانة الثلاثينية في الابتعاد طويلاً عن عملها عقب الولادة، فسرعان ما انغمست في عمل مسرحي جديد بعنوان «في مواجهة الجنة». إلا أنها لم تشارك فيه كممثلة مثل العادة ولكن كمخرجة، الأمر الذي تلاءم مع حياتها كأم لأن التمثيل يتطلب جهوداً جسمانية أقوى من الإخراج. وبدل أن يجرّها كانتونا الى عالم الرياضة أو العشّ الزوجي، جرّت براكني زوجها الى المسرح إذ أسندت إليه الدور الذكوري الرئيس في المسرحية. وحوّلت شريك حياتها والأب حديث العهد إلى ممثل مسرحي مبتدئ، من بعد تجربته الدرامية الوحيدة أمام الكاميرا في عام 2009 عندما أسند إليه السينمائي البريطاني كين لوتش أحد الأدوار الأساسية في فيلمه «البحث عن إيريك». ويجمع النقاد على أن مستقبل كانتونا المسرحي شبه مضمون نظراً الى قوة أدائه على الخشبة. إلا أن العدد الأكبر من المتابعين يتساءل عن الدور الذي لعبته براكني في حكاية القوة التمثيلية التي يتميز بها شريك حياتها في مسرحية «في مواجهة الجنة»؟ بمعنى أن كانتونا معروف بمزاجه الخاص وعدم تحمله التدخل في تصرفاته، فهل الحبّ والأبوة هما العنصران الأساسيان اللذان جعلاه يخضع لأوامر المخرجة بهذه السهولة والطاعة؟ الجواب في جعبة المستقبل الذي سيشهد إن كان سينجح البطل الرياضي مرّة أخرى كممثل مسرحي وتحت إشراف مخرج مختلف. نالت براكني ثلاث جوائز قيّمة في ميادين فنية مرموقة هي المسرح والسينما. وأول جائزة حصدتها كانت «لوميار» كأحسن ممثلة واعدة منحتها إياها لجنة تحكيم الصحافة الأجنبية في باريس، تلتها جائزة «سيزار» الفرنسية كأفضل أمل شاب في السينما الفرنسية، ثم جائزة «موليار» المسرحية كأجدر ممثلة شابة عن دورها الصعب في مسرحية «روي بلاس» من تأليف فيكتور هوغو والمقدمة على خشبة «لا كوميدي فرنسيز». والجدير بالذكر أيضاً أن رشيدة أصبحت من الأعضاء الرسميين لدى هذه الفرقة نفسها، المعروفة باختيارها أفرادها تبعاً لتقنية مدروسة ومبنية على التصفيات المتتالية. وعن التحاقها بفرقة «لا كوميدي فرانسيز» تقول براكني: «دخلتها لأنني فرنسية الجنسية، فأنا مولودة في ضاحية باريسية من أصل جزائري. وبالتالي استطعت متابعة حصص معهد «الكونسرفاتوار» المتخصص في التمثيل والذي يؤدي في نهاية مطافه إلى الالتحاق بالفرقة الوطنية في حالة الحصول على نسبة معينة من الدرجات، وهذا ما فعلته». وأضافت: «هذا لا يعني أن «لا كوميدي فرانسيز» ثرية بالمواهب الأجنبية الأصل، فأنا العربية الوحيدة حالياً فيها، وإن كانت اللجنة التحكيمية مضطرة إلى اعتباري فرنسية أمام شهادة ميلادي. فهي عامة ما لا تحبذ تشجيع الأشخاص غير الفرنسيين ولو من ناحية الجذور للدخول إليها». وتحكي براكني كيف أنها رغبت أساساً في احتراف رياضة السباق والقفز، وبما أنها كانت تتمتع بقدرات رياضية منذ صغرها شاركت في سباقات عدة، ووصلت إلى مرحلة الدخول في نطاق الفرنسيات الشابات العشر الأوائل على مستوى الدولة في ميدان السباق والقفز على مدى 200 وثم 320 متراً. ولكن حب التمثيل طغى على ميولها الرياضية دافعاً بها إلى الاعتزال والتفرغ لتعلم الدراما. وصارت براكني سفيرة رسمية لماركة «لوريال» المتخصصة في مستحضرات التجميل، حالها حال ليتيسيا كاستا وأندي ماكدويل وإيفا لونغوريا وغيرهن من نجمات الموضة الدولية والسينما الهوليوودية.