ولدت الممثلة المسرحية الفرنسية من أصل مغربي سعيدة جواد (38 سنة) في مدينة روبيه (شمال فرنسا)، واحترفت الفن وهي مراهقة بعدما لقنها والدها المبادئ الأساسية وعلمها العزف على آلة الأكورديون. وإذا كانت هذه الآلة الموسيقية أثارت اهتمام جواد إلى حد ما فهي لم تشبع رغبتها كلياً في ما تعلق بالوقوف فوق المسرح وترديد النصوص الكلاسيكية والحديثة. كان عليها أن تضيف نبرة جديدة إلى مشاركتها في فرق موسيقية، وكان لا بد من أن تكون هذه النبرة هي التمثيل الدرامي. هكذا التحقت جواد بمعهد متخصص في التمثيل وتعلمت هذا الفن على أصوله قبل أن تبدأ العمل في فرق مسرحية محلية في الشمال الفرنسي مقدمة العديد من الشخصيات الجميلة والقوية في أعمال كلاسيكية وحديثة وتحت إدارة عدد من المخرجين الموهوبين. إلا أن العاصمة باريس، هي التي حلمت جواد بالنجاح المسرحي فيها، وعرفت كيف تتذرع بالصبر وتكرس الفترة المتبقية لها لبلوغ السن القانونية التي تسمح لها بالقدوم إلى باريس وحدها وباختيار المهنة التي تعجبها، في اكتساب أكبر خبرة فنية ممكنة إلى جوار زملائها في الفرق التي عملت معها في الريف. وحين بلغت جواد الثامنة عشرة أتت إلى العاصمة وتعرفت إلى الأشخاص الذين كانت كتبت لهم عن رغباتها وطموحاتها الفنية، وأسعفها الحظ لأن هؤلاء مهدوا الطريق أمامها لتعثر على فرص للعمل المسرحي في باريس وتكسب لقمتها من فنها. هكذا وجدت جواد نفسها فوق خشبات العديد من المسارح الصغيرة أولاً وثم المتوسطة إلى أن شاركت في أعمال كلاسيكية في المسارح الكبيرة. كما أنها شاركت في بعض الأعمال التلفزيونية والسينمائية لا سيما «مغامرات علي بابا» و» رقم 17 الشارع الأزرق». ولكن جواد لم تنس طفولتها ولا والدها فكتبت نصاً مسرحياً أطلقت عليه «السيد أكورديون» تكريماً للأب الذي لقنها حب الفن وعلمها الموسيقى. وضعت في هذا النص الفكاهة والدراما والموسيقى وراحت تؤديه وحدها فوق خشبة أحد المسارح الباريسية الجيدة حيث لاحظها الممثل المرموق جيرار جونيو وتعرف إليها وأحبها إلى أن أقنعها بمشاركته حياته. نجحت مسرحية «السيد أكورديون» فأستمر عرضها حوالى سنة في باريس، ومن ثم طافت الريف الفرنسي، وعواصم أوروبية عدة. مثلت جواد في ما بعد أحد الأدوار الرئيسة في فيلم «وردي وأسود» الذي أخرجه شريك حياتها جونيو. وأخيراً اختار السينمائي الفرنسي كزافييه دورانجيه جواد لتقديم شخصية رشيدة داتي المرأة السياسية المغربية الجذور التي احتلت منصب وزيرة العدل في الحكومة الفرنسية من 2007 إلى 2009 ، في فيلم «الغزو» الذي يروي سيرة الرئيس نيكولا ساركوزي ويجسد شخصيته الممثل المسرحي الكبير دينيه بوداليديس العضو في فرقة «لا كوميدي فرانسيز» الفرنسية الوطنية. وربما يفتح العمل إلى جوار بوداليديس أمام جواد إمكان الالتحاق بالفرقة التاريخية من بعد الجزائرية رشيدة براكني التي تعتبر أول ممثلة عربية دخلتها. وتشارك جواد في فيلم سينمائي آخر كتبت نصه تحت عنوان «كل شيء في اللحم جيد»، يعرض في خريف 2011.