أنا امرأة أرغب في الانفصال عن زوجي، بعد زواج دام 15 سنة، وأولادي كبار أصغرهم عمره 12 عاماً، ورغبتي في الانفصال لأنني عندما تم عقد قراني على زوجي كان عمري 16عاماً، والآن أيقنت بخطأ هذا الزواج، وانعدام التكافؤ بيننا بالمرة، ولم أحس يوماً من الأيام أنني أحب زوجي طوال حياتي الزوجية، لأنه ضعيف الشخصية، ورجل اتكالي، ولم أشعر يوماً من الأيام بالحماية أو الراحة معه، وتعرضت لآلام ومآس كثيرة منه ومن أهله لا يعلمها إلا الله، وهو كأنه ليس بموجود في الحياة، وتعرضت حياتي كلها للخطر مرتين نتيجة للضغط العصبي والنفسي الذي كنت أعاني منه. أما من الناحية المادية فطول عمري مكافحة، وصبرت معه كثيراً حتى عندما تزوجت لم أمتلك أدنى الأشياء التي تخص أي زوجة، إضافة إلى أنني سكنت مع أهله فترات متقطعة، ورأيت منهم كل ما هو سيئ، وهددتهم مرات عدة بالانفصال ولم تؤخذ منه أو من أهله على محمل الجدية، فتركت منزل الزوجية وذهبت إلى منزل أهلي منذ ما يقرب من عام ونصف العام، ولم يزرني فيها زوجي غير مرة واحدة، ولم استطع أن أتقبله، لأنني أحسست أن الحياة بدونه أفضل وأحسن كثيراً، وأعلمته بأنني مصممة على الانفصال، وأريد أن أرفع عليه دعوى خلع ولا أريد منه أي شيء، ومستعدة للتنازل عن كل مستحقاتي، فهل يجوز لي المطالبة بالخلع لهذه الأسباب ؟ وما الذي أفعله؟ نورة - الشرقية - أريد أن أذكرك بأنه يجب على المرأة ألا تنسى أي فضل لزوجها عليها فتكون ظالمة له، بل يجب عليهما أن يتذكرا سوياً أيام السعادة التي مرا بها معاً، وان يتذكر كل منهما حسنات الآخر، لا سيئاته فقط، لقول الله تعالى «ولا تنسوا الفضل بينكم» فالحياة الزوجية مليئة بالأحداث، حسنها وسيئها، حلوها ومرها، كما أن رابطة الزوجية رابطة مقدسة حافظ عليها الإسلام، حفاظاً على الأسرة واستقرارها، كما بغض الطلاق فعن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أبغض الحلال إلى الله عز وجل الطلاق» رواه أبوداؤد والحاكم وصححه. والزوجة التي تطلب الطلاق من غير سبب ولا مقتضى، حرام عليها رائحة الجنة، فعن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير بأس، فحرام عليها رائحة الجنة» رواه اصحاب السنن وحسنه الترمذي. لذلك وحفاظاً عليك وعلى أبنائك وعلى الأسرة كلها، أريد منك أن تتفهمي وضعك الآن بنوع من الهدوء والتعقل، بخاصة وأن أصغر أبنائك عمره 12 عاماً، وإن كانت فكرة الانفصال لتلك الأسباب التي ذكرتها جائزة شرعاً في كل وقت ولكن بالنسبة لك لابد من أن تراعي مشاعر أبنائك ومصالحهم، وأفضل أن تحاولي حل هذه المشكلات بواسطة أهل الخير من الطرفين، كما تحاولين أن تتقبلي زوجك، وتقتربي منه أكثر لعل الله تعالى يؤلف بينكما، فتكملا حياتكما معاً، أما إذا لم تستطيع أن تكملي حياتك معه من بعد كل هذه المحاولات، وفشلت كل مساعي الصلح بينكما، ولم تتغير معاملته لك، وأحسست أن حياتك بدونه أفضل وأحسن، فهنا يمكنك أن تطلبي الخلع، كما ذكرت في سؤالك أنك على استعداد لذلك، ومعلوم شرعاً أن المرأة إذا كرهت زوجها وخشيت ألا تؤدي حق الله في طاعته، جاز لها أن تطلب الخلع منه على عوض تفتدي به نفسها منه لقوله تعالى: «فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به» الآية 229 سورة البقرة.