أنا سيدة متزوجة منذ ثلاث سنوات، من رجل ظهرت سلوكياته العنيفة منذ بداية حياتنا الزوجية، حيث انه على أقل مشكلة، يعتدي علي بالسب والشتم والضرب، حتى أصبحت الحياة بيننا جحيماً لا يطاق، ويعود الى البيت كل ليلة عند الفجر، وتفوح منه رائحة الخمر، وعندما أسأله أين كنت طوال الليل، وليس من حقك ان تتركني وحيدة في المنزل طوال اليوم، يضربني ضرباً شديداً، ويقول: هذه حياتي ان كنت تريدين العيش فيها، وإن كنت لا تريدينها فاذهبي حيث شئت، وسوف تعودين إلى مرة أخرى، وذهبت الى بيت والدي وعرضت عليهم المشكلة لعلهم يجدوا حلاً لها ؟ فجلس والدي معه، وهو يعتبره مثل ابنه، وتعهد أمام والدي بأنه لن يعود إلى هذه السلوكيات مرة أخرى، وأنه سوف يحافظ علي ولن يعتدي علي بالإهانة والضرب، وكان ذلك بادرة أمل في الحياة، وعدنا إلى بيت الزوجية، وما هو إلا أسبوع واحد حتى عاد إلى ما كان عليه، فقررت الانفصال عنه، وأريد أن أرفع عليه دعوى خُلع، مع العلم أنني تزوجته على صداق قدره 125 ألف ريال، المقدم منه 75 الف ريال والمؤخر منه 50 ألفاً، والسؤال: في حال الخلع هل سوف أدفع له 50 ألفاً، أم ألتزم فقط برد ال 75 ألفاً المقدمة منه عند عقد الزواج؟ سعاد ناصر - الشرقية - قال تعالى : « فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به» البقرة 229. وقد ذهبت امرأة ثابت بن قيس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم تطلب الخلع من زوجها، قائلة: «ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام « فسمع النبي (صلى الله عليه وسلم) منها ثم قال لها: «أتردين عليه حديقته التي اعطاك» قالت: نعم يا رسول الله وزيادة، فقال صلى الله عليه وسلم: «أما الزيادة فلا ولكن حديقته»، ثم أمر ثابتاً قائلاً: «أقبل الحديقة وطلقها تطليقة». رواه البخاري والنسائي. وبالنظر في هذه الأدلة الشرعية نجد أن الله عز وجل لم يحدد مقدار عوض الخلع بأي حد، إنما يتم الخلع بحسب ما اتفق عليه الزوجان، غير أن النبي (صلى الله عليه وسلم) كره أن يأخذ الزوج عوضاً أكثر من قيمة المهر الذي دفعه فقال: «لا يأخذ الرجل من المختلعة أكثر مما أعطاها». وعلى المرأة اذا خافت ألا تقيم حدود الله أن تفتدي نفسها بما دفعه الزوج من مهر، وفي هذا السؤال تلتزم الزوجة برد كامل المهر المقدم منه والمؤخر 175 ألف ريال، إلا اذا اتفقت مع الزوج ودياً على أقل من ذلك، فإن لم يقع الاتفاق وجب عليها رد المهر كاملاً، ويحكم القاضي ناظر القضية بتطليقها طلقة واحدة بائنة. وبوسع الزوجة أن تسعى إلى إقناع القاضي ب«الفسخ»، بحيث تدفع المحكمة زوجها إلى تطليقها من غير أن ترد له المهر، لأنها وجدت فيه عيباً يمنع استمرار الحياة بالمعروف، وهو ضربه إياها، وشربه للمسكر. وتبعاً لذلك، يمكن رفع دعوى فسخ نكاح ضد هذا الزوج، فإن اقتنع القاضي بالفسخ وإلا لجأت الزوجة للخلع كآخر حل.