مكة المكرمة –الوئام- أشواق الطويرقي : يتفق الجميع على أن الزواج علاقة ارتباط قويم مبنية على التراضي والتفاهم بين الرجل والمرأة بهدف الإحصان والعفاف وتكوين أسرة مستقرة برعاية الزوجين , وقد شرع المولى عز وجل حلولاً لفض هذا الارتباط إذا تعذر على أطرافه الاستمرار إما بطلاق أو الخلع كافلاً للجميع حقوقه وواجباته , ليس للاتجار بها أو التهاون في شرعيتها. (الوئام) تفتح ملف الخلع وتناقش مضاره مع المعنيين وأصحاب الاختصاص للخروج بحلول تحد من تفاقم هذه المشكلة وآثارها بالمجتمع. عضلها من أجل المال: دفعت المعلمة ” وفاء” ثمن رغبتها بالستر وصون نفسها من الوقوع مستنقع الفواحش والرذيلة باهظاً لثلاث مرات متتالية حيث بدأت في سرد تجربتها الأولى في الزواج قائلةً: عندما كنت في سن المراهقة تقدم لخطبتي عدد من الشبان حيث كان والدي يعلل سبب رفضه لمن يتقدمون لخطبتي بأنه يرغب ان أتم تعليمي وأتسلح بالعلم والعمل , وبعد ان أنهيت دراستي الجامعية كان الخطاب يدقون باب أهلي لخطبتي ووالدي لم يغلب في إيجاد الأعذار والحجج لرد العرسان عني فتارة يتحجج بأنني مخطوبة لابن عمي وتارة يتعلل برغبتي بمواصلة التعليم وأخرى بأن المتقدم غير أهلاً لي ولا يناسب عائلتنا والكثير الكثير من الأعذار التي أحجمت من رغبة الناس بالتقدم لخطبتي وقمعت حلم الزواج بداخلي كأنثى تتمنى ان يكون لها أسرتها الخاصة بالاضافة إلى أنني لم أكن أقوى على مجادلة والدي أو حتى البوح لوالدتي برغبتي بالزواج كسائر الفتيات فكيف؟!! افعل ذلك وأعراف المجتمع في ذلك الزمان تنبذ وتزدري أي فتاة تقدم على هذا الأمر قول أو تلميحاً . أخذ حلم الزواج يتلاشى بمخيلتي شيئاً فشيء خاصة بعد ان تم تعييني بمهنة التدريس وأمضيت بها عدة سنوات إلى ان وصل عمري لسن ال “38′′ ووجد والدي حجته العظيمة بان جميع من تقدموا لخطبتي طامعين براتبي وليس حبا أو رغبة بي فامرأة بعمري ليست مطمعا لأي رجل وبعد سنوات مرض أبي ولازم الفراش وكنت عندها قد بلغت “42′′عام فكلما ادخل حجرته أرى دموع الندم بعينيه على حالي فأنا الفتاة الوحيدة بين أربعة ذكور تزوجوا وبالكاد يسألون عني وعنه فمشاغل الحياة أخذتهم حتى عن الاستمرار بمعاودة أبيهم المريض فوالدتي قد توفيت قبل أبي بعدة سنوات ولم يبقى ببيتنا الكبير سوانا , ورغم أننا ميسوري الحال ولسنا بحاجة إلى المال فقد كان دافع أبي برفض زواجي هو المال حتى لا يأتي غريبا يشاركهم هو وأولاده في مالهم وحتى لا يضيع ما صرفه بتعليمي على أناسا آخرين كان هذا حديثه معي عندما بكى ندما وقال لي “يا لتيني زوجتك لرجلاً يسترك ولم اطمع بعوضك ” مرت شهوراَ وشهور ووضع أبي الصحي يزداد تدهوراً مع الأيام , وكانت لدي صديقة مقربة مني أبدت لي رغبة شقيق زوجها قد زوجته ويرغب بالاقتران بي سبب كثرة حديثها عني وعن حبها لي شارحةً لي سوء وضعه المادي الأمر الذي يحول بينه وبين رغبته بالزواج وفي ذات مره عرفتني عليه وتركت مجالا للحوار بيننا عدة مرات عندما يأتي ليقلنا من السوق أو أي مكان نريد الذهاب إليه , ولا أخفيكم ان رغبة الزواج عاد تراودني من جديد وأمل الإنجاب وأحلام الصبى أرجعتني لسنوات الربيع الماضية أرخصت لذلك الرجل كل غالي ونفيس من حب ومال وتقدير وذللت له صعوبات الحياة حيث نقلته من وضعه الاجتماعي المتواضع إلى آخر أفضل حالاً مما كان عليه فقد اشتريت له سيارة فارهة و استأجرت له سكنناً بحي مرموق حتى لا يشعر بالضجر من الإقامة بمنزل أهله الصغير, والحقيقة انه كان يصغرني بسنوات حيث وجدت لديه ما كنت أتمناه وأكثر من العواطف والاهتمام إلى ان جاء يوماً وصارحني برغبته بالتقدم بخطبتي من أهلي ولكنه لا يملك مهري ولا يستطيع ان يوفر لي الحياة التي تليق بي فما عزيت عليه مالي من قبل حتى اعزه عليه وهو يريد ان يحقق حلم حياتي فقدمت له “30000′′ ريال قيمة مهري واعدت تأسيس الشقة التي استأجرتها له وتحملت عنه جميع المصاريف وحتى هدايا الخطبة أنا من جلبتها له حتى يظهر أمام أهلي بأنني لا اقل شيء عن الفتيات الشابات ويظهر بما يليق به. فقد كان ذلك سرنا الصغير أنا وهو وصديقتي الحميمة حتى شقيقه لم يعلم بذلك فقد كان كثيرا ما يسأله عن تغير وضعه المادي وقيمة المهر والأثاث وغيرها من الأمور فقد كان يخبره بأنه يدير لي بعض أعمالي التجارية مقابل نسبة مجزية على جميع الصفقات والأعمال التجارية . ويبدو ان الفتاة عندما يتأخر عليها قطار الزواج يرخص ثمنها عند الكثيرين حتى أهلها فلم يهتم إخوتي بالسؤال عن العريس وأبي رجل يصارع الموت فكثيرا ما يغيب عن الوعي وان وعى لا يدرك من نحن إلا لبرهة ويتوه عنا مره أخرى , كنت سعيدة بكل الأوضاع واعتقدت ان السعادة قد أجلت لي وها أنا اجني ثمار صبري ولم أكن اعلم بان الأيام الغابرة تنتظرني مع ذلك العريس العطوف صاحب الابتسامة العذبة ؟؟؟ وتابعت “وفاء” حديثها (للوئام) وبعد زواجنا بأيام طلب مني عشرون ألف ريال لتسديد ديناً عليه لأحد أصدقائه وبالفعل أعطيتها له وبعد مضي أسبوعين طلب منى مبلغ آخر وعندما سألته ماذا يرد بالمال وان المبلغ الذي أخذه لم يمضي عليه فترة طويلة ثار وغضب وكشر عن أنيابه وأبدى لي وجهه الذي كان يخفيه عني وخرج من المنزل وتغيب عني قرابة عشرة أيام فلم يكن يجب على اتصالاتي وابلغ أهله بعدم إخباري عن مكانه وبعدها عاد إلى المنزل وسألني ان كنت قد جهزت له المبلغ فاصريت على رفضي عندها خيرني بان أعطيه المال أو يطلقني بعد زواجا لم يتم الشهر حتى عندها بدأ يذكرني بكبر سني وان الفتات التي كنت أقدمها له من أموالي وهدايا كانت نظير شبابه الضائع معي وانه تفضل علي بمنحي أمل في الحياة بعد ان فقدت الرجاء بالزواج غير كلام الناس الذي سيلحق بي إذا تطلقت ولم أكمل شهر بزواجي . وطردني من بيتي وعددت إلى منزل والدي ومكثت به عدة شهوراً ولم يفكر حتى بسؤال عني خلالها توفي والدي وبعد وفاته بمده علمت من صديقتي بأنه قد عاد إلى زوجته السابقة بالعشرين ألفاً التي أعطيته له ليعقد قرانه عليها من جديد بل واسكنها بشقتي التي أثثتها بمالي والغريب ان صديقتي كانت تتحاشى التدخل في حل مشكلتي مع زوجي أو الإصلاح بيننا على عكس ما كانت تفعله عندما عرفتني عليه وقربت بيننا ولم يدر بخلدي ان صديقتي الحميمة هي من دفعته إلي قصداً منها برغم أنها تعلم بسوء نواياه ولؤم خصاله. وبعد عام تقدمت لشكوى بالمحكمة لطلب الطلاق منه وبعد ان حضر في موعد الجلسة رفض ان يطلقني واخذ الأمر عده أشهر إلى ان. قال لي: القاضي افتدي نفسك واطلبي الخلع منه ان اصريتي على الطلاق عندها ذكرت للقاضي أنني قدمت له كل شيء . فقال لي: هل لديك إثبات . فقلت له: لا . فقال لي: إذاً ارجعي له قيمة صداقه الموثق في عقد القران . فدفعت له ثلاثون ألف ريال أخرى ثمناً لحريتي التي ملكته إياها بحسن نيتي واشتراها مني بخبث نواياه وخداعه. بعدها تزوجت من رجل متزوجا تحايل علي وباع أسهمي في البورصة بدون علمي مستغلا التوكيل الذي أعطيته إياه ليدير أعمالي , ولم يكن الثالث خيراً منهم إذا نصب على هو الأخر في (300.000) ريال مقابل مشاركتي له مشروع تجاري ولم أكن اهتم بأمر العقود والسندات لأنه زوجي خاصة وان الله قد رزقني بصبي منه وبعدها اكتشفت بأنه كذب على واخذ المال مني ليلبي رغبات عروسه الجديدة التي لم تبلغ ال(24) من عمرها وانتهت أخر زيجاتي بالطلاق والخسائر المتكررة . تزوجت بشاذ جنسياً فاجبرها على رد مهره. و “نورة” التي تشارك سابقتها نفس النهاية الأليمة في تجربتها الزوجية المنتهية بطلب الخلع من زوجها الذي لم يحترم رغبتها بالانفصال بصمت دون أن تبوح بسره الحقيقي الذي صعقت بمعرفته بعد زواجها بفترة وجيزة إذ تزوجت من شاب يقرب لها ولم يكن يقطن معهم بنفس المنطقة بحكم عمله , فجميع الأسرة تعلم بان ذلك الشاب رجلاً محترم وعلى خلق رغم انقطاعه عنهم فبالكاد يرونه في المناسبات أو الإجازات فغالبا ما يمكث بنفس مدينة عمله ولا يأتي حيث نقيم جميعاً , ولم يكن يختلط بالعائلة كثيراً فحكمهم على طيب أخلاقه كان سطحي وهش فمن غير المنطقي ان تحكم على شخص من دون ان تعاشره وتتعايش معه ورغم ان أحواله المادية كانت ممتازة ووظيفته مرموقة إلا انه لم يتزوج ولم يفكر بالزواج رغم تقدم عمره إلا بعد ان ألحت عليه والدته بالزواج وتقدمت لخطبتها وأخبرته بأنها أعطت كلمة لولدته “نورة” وقد اتفقت معها على كافة تفاصيل الخطبة فوجد نفسه أمام الأمر الواقع بالفعل لم تستمر فترة الخطبة طويلا وعقب زواجها بأيام تفاجئت بردت فعل زوجها الذي طلب منها قطع شهر العسل والعودة إلى بيتهم الأمر الذي لم تناقشه معه كثير ظناً منها بان أمراً ما حصل بعمله وأرغمه على العودة وبعدها بدأت تظهر عليها تصرفات الجفاء والضجر والسهر خارج المنزل مع أصدقائه أو يسهر معهم بالحجرة خصصها بفناء البيت لضيوفه . قالت “نورة” لم يقترب مني وبالكاد يتحدث معي وكان كثيرا ما يتحاشى البقاء معي بمفردنا وان حدث إما ان يظل يعبث بالكتب والأوراق أو يتحدث بالهاتف حتى انه لم ينم بحجرة نومنا ولا ليلة واحدة والغريب انه كان من بين أصدقائه شابا دائما يزوره ويتحدث معه عبر الهاتف حتى عندما كنا مسافرين بأيام العسل التي لم تتم الأسبوع حتى!! لم اشك بأمرهما في البداية إلى ان لاحظت كثرة اهتمام زوجي بذلك الفتى لدرجة أنني شعرت بالغيرة منه فكان يجلس ويتكلم معه أكثر مني ويهتم بمشاعره ويبدي له كل الاحترام والحب فعندما عاتبت زوجي وصارحته بالغيرة من صديقة غضب مني وتجادل معي قائلاً :بأنه لم يكن يريد الزواج ولكن والدتها خيرتها بين غضبها عليه أو زواجه بها” عندها بدأت اشعر بالقلق من ردت فعله بعد ما عاتبته على علاقته بذلك الشاب إلى ان جاء يوماً وتسللت خلسةً ووقفت خلف باب الحجرة بعد ان شاهدت زوجي خارجا بروب الحمام ومتجهاً إلى حجرة الضيوف القابعة بفناء المنزل سمعت أصوات وكلمات “حميمة” لم اسمعها منه أبداً فقد ظننت ان هناك امرأة ما مع زوجي وصديقه ودفعت باب الحجرة وإذا بي أشاهد زوجي يقيم علاقة شاذ مع ذلك الشاب . وقتها لم استطيع الصراخ أو البكاء أو حتى الشجار معه فقد ركضت إلى حجرتي ولم تعد تبصر عيناي سوا منظرهما وكان عيني توقفت عن الإبصار عند ما شاهدته وبعد ساعات جاء زوجي إلى الحجرة واخذ بعضا من ثيابه وكان الأمر لم يكن ولا حتى شعر بالخجل مني أو الذنب مما كان يفعله بل وبخني وحذرني من تكرار التجسس عليه أو الاقتراب من الحجرة الخارجية عندها تعاركت معه ورد علي بدون خجل قائلاً “إذا راق لك الحال ابقي وان لم يروق لك اذهبي وستظلين معلقه طوال حياتك” . لم أجرئ ان اشتكي لوالدتي ووالدي وبقيت معه شهرين ولم يتغير حاله بل ازداد سواء وفحش مما اضطرني إلى العودة لمنزل أهلي مستقلة باص الرحلات المحلية أثناء تواجده بالعمل وبعد ان عاد إلى المنزل ولم يجدني لم يكترث ولم يبحث عني أو اتصل بي ولم اخبر أهلي عن حقيقة الأمر فقد أخبرتهم ان زوجي لبى رغبتي بزيارتي لهم ولم يستطيع المجيء معي بسبب عمله وبعثني مع صديقة وزوجته حتى أبقى معهم عدة أسابيع . فقد كانت والدتي دائما تسألني عن سبب إهمال زوجي وتوبخني عن عدم اهتمامي به وعن بقائي عندهم بدونه وبعد ان طال بقائي قام والدي بالاتصال بزوجي الذي ذكر لأبي بأنني هربت من المنزل أثناء غيابه ملمحاً له بان رجلا ما قد اقلني إلى إليهم وأنني قد أكون على علاقة به وهو لا يرد ان يتستر على فاسدة مثلي وبعدها اضطررت ان احكي لأهلي ما فعله بي وعن علاقته الشاذة وعندما علم بذلك تركني عامين دون ان يسأل عني أو يطلقني عندها ذهبت إلى المحكمة وتقدمت بدعوى خلع وتمكنت من الانفصال عته بعد ان أرجعت إليه كامل صداقة والذهب الذي جلبه لي. أما “أم سالم” التي خلعت زوجها بعد زواجا استمر لأكثر من (35) عام بعد ان قام بسفر إلى الخارج والزواج عليها بفتاة بعمر بناته الأمر الذي لم تطيق معه صبر فلجأت إلى المحكمة وتقدمت بدعوى خلعاً ضد زوجها الذي خان عشرتها وصبرها وكفاحها في الحياة معه وباعها هي وأولاده بفتاة لن يحسن معاشرتها ولن تقوى على معاشرته على حد تعبيرها . ومع ذلك لم تشفع “لام سالم” سنوات العشرة بحلوها ومرها التي عاشتها معه حيث طلب منها ان ترجع إليه صداقة المقدر بأربع آلاف ريال وان تتنازل عن حقها في الألفين ريال مؤخر الصداق لأنها من طلبت الانفصال بالخلع , وقد قام أبنائه برد الصداق لولدهم كي تنال والدتهم حريتها من والدهم . دفعت ثمن خيانة ابيها. و”ليلي” التي وجدت في خوفها من العنوسة ورغبتها بالعيش مع الخليل في وضح النهار مبرر كافياً لخيانة أبيها وسرقت ماله لتعطيه إلى من رغبت به زوجاً ليقدمه مهرا لها ونست ان لا شيء يخفى على الله ومن عاونها على الغدر بأقرب الناس إليها سيغدر به حتماً . فندمها لم يخفف وجع أبيها الذي اكتشف أمرها بعد ان غدر بها زوجها ومع ذلك لم يقبل ان تهان ابنته ويستمر عذابها مع زوجها الذي ربطت بينها وبينه علاقة غرامية استمرت لسنوات والحبيب يعلق عدم تقدمه لخطبتها على شماعة البطالة والظروف الصعبة وأبواب الرزق الموصدة بوجهه فكلما ذهب إلى مكان ليعمل لا يقبل به وهذا ما كان يؤجل حلم زواجه منها سنة تلو الأخرى وأيضاً ما كان يجبره على قبول مساعدتها بمشاطرتها مصروفها الشهري أحياناً وأخذه كاملا أحياناً أخرى , ففؤاد الحبيبة لا يقوى على سماع صوته يتألم من الحاجة أو يختار هجرها حتى لا يعذبها بفقره وظروفه التعيسة فلم يغلب دائما في ابتكار الحجج وصناعة السيناريوهات للتمثل عليها في سبيل الحصول على ما يرد من أموال ومناسبات تستوجب الهدايا القيمة. لان “ليلى” المتيمة به هي الصغرى بين أشقائها وشقيقاتها والكل يدللها ويلبي لها جميع رغباتها . طالت السنوات وتعمقت العلاقة بينهما ولم تأتي الوظيفة التي تعلق عليها آمالها في الزواج منه زادت حسرتها وقهرها بعد ان تزوجت بعض من قريناتها وقريباتها وهي مازال وضعها عالق مع الحبيب , إلى ان جاء يوما وحكت له عن استلام والدها قيمة إيجارات محلاته التجارية واحتفاظه بجزء من المبلغ في خزنه حجرته بعد ان استقطع خمس آلاف ريال وأعطاها إياها لتشتري جهاز الحاسب الذي ترغب به . هامت “ليلى” بعاصفة زفير حبيبها المصحوبة بالآهات والحسرات حين قال لها : لو كنت املك جزاءً من هذه النقود لتقدمت لك فوراً ..ولا يهم أين نسكن وكيف نعيش .. المهم ان أقدم مهرك وأتزوج بك ورجائي في الخالق كبير ان يسهل أمرنا بعد ذلك !!! خطرت ببالها مساعدته كما تفعل دائماً فهذه المرة تختلف عن سابقها لان المال متوفر بين يديها وحلمها سيتحقق ان قدمته له.. قاطعت حديثه المخادع قائلة له : ان ساعدك وجلبت لك مهري هل ستتقدم لي. رد عليها: بضحكة تظهر اليأس وتخفي الخبث فرحاً بان خطته ستنجح حتماً كعادتها فقد توقع ان تعطيه المبلغ الذي أهداها إياه والدها وقد تضيف إليه ألف أو ألفين فلن تجد صعوبة فتاته المدللة بأخذ المزيد من أهلها وان تعرض عليه استكمال باقي النقود لخطبتها ولم يكن يتوقع ان طيش هذه المراهقة قد تخطى حدود خبثه بكثير عندما عرضت عليه ان تقدم له كامل مهرها من خزنة والدها التي يحتفظ ببطنها بمائة وسبعون ألف ريال وان أخذت منها خمسة عشر ألفاً وأضافتها إلى الخمسة آلاف التي قدمها لها والدها فتتم العشرون ألفاً كمبلغ مقبول يقدمه نقداً لها خاصة وأنها تستطيع ان تضغط على أهلها بقبول هذا الصداق بل والظفر بمساعدة والدها لهما بالسكن وتكاليف الزواج وقد يوفر له عملاً لديه وان فصح أمر السرقة فلن يشك بها والدها وقد يعلق الأمر بالخادمة ولن يخبر عنها الشرطة لأنها مخالفين لنظام الإقامة وقد يخشى الوقوع في مشكلات أخرى . راقت الفكرة للخبث الذي لم يتوقع ان تتفوق عليه تلك الطائشة بالدهاء والخبث بل ووجد ان فكرة الزواج بها أكثر ربحاً من رفقتها والعبث معها ولكن عليه ان يرفض في البداية فكرتها المجنونة ثم يقبلها لاحقاً مرغماً لا راضياً وبالفعل سارت الأمور كما خططوا لها وأعطته النقود فلن يشك والدها بها إطلاقاً فكيف يشك بمدللته وهي أيضاً قد سُرق المال الذي أعطاها لها فلم تهُزها توسُلات الخادمة ولا دموعها وهي تقسم بأنها لم تأخذ من المال شيء ولا حتى تعرف أين يضعون مفاتيح الخزنة فما كان للمظلومة إلا ان تقرر خيار الهروب بدلاً من تسليمها إلى قسم الشرطة وسجنها ومعاقبتها على ذنباً لم تقترفه, لم تدرك المسكينة ان صاحب المنزل لم يقدر على تنفذ تهديده لها لأنه قد يقع بمشاكل نظير توظيفها لخادمة مخالفة للنظام فوجدت ان الهروب أفضل لها خاصة وان “ليلى” قد عرضت عليها بان تهرب بعد ان قالت لها بأنها تصدق براءتها وتخشى عليها من السجن ودفع ثمن جرما لم ترتكبه فربما قد ارتكبه السائق أو أي شخص آخر كما أنها ستساعدها بالخروج من المنزل وبالفعل أخرجتها حتى لا تتفاقم المشكلة ويفضح أمرها خاصة ان الخادمة تعلم ان “ليلى” تواعد شاب تحبه وتلتقي به أثناء مرافقتها لها بالأسواق كما أنها تبعث معها الهدايا و ما تريد حينما يتعذر عليها الخروج من المنزل ومقابلته . أراد الله ان تكتمل خطتها وتقدم لها وبعد إصراراً منها ومساعدة والدتها وافق والدها بالشاب الذي لم يقتنع به من اجل ابنته خشيةً من الفضيحة والمشاكل التي قد تنجم من رفضه هذا الزواج بعد ان أخبرته والدتها بان ابنته تريد الفتى وسترهما أولى من العناد وبعد ان تزوجت به بدأ يذيقها صنوف ألوان التعذيب من ضرب واهانة وشك وحرمان وقلة اهتمام حتى العمل الذي وفره له والدها لم يلتزم به ولا بأي عمل آخر اكتشفت حقيقة أمره بان شاب يعيش على عرق وشقاء النساء متاجراً بجمال مظهر بالتنقل من علاقة لأخرى فلم يكف عن إقامة العلاقات مع النساء بعد الزواج بل استمر بسوء أخلاقه ولم تردعه المسؤولية التي كانت تكبر برحم زوجته بالاضافة إلى التهديد والوعيد الذي كان يتوعدها به ان أخبرت أهلها بحالها فسوف يخبرهم بأنها من سرقت المال من خزنة أبيها وهربت الخادمة حتى تثبت عليها السرقة وأنها أخبرته بفعلتها بعد زواجه بها ولذلك كرهها وفقد ثقته بها. شهوراً من الندم والحسرة عاشتها”ليلى” ولم تجرؤ حتى بالبكاء على كتف والدتها كي لا يفضح أمرها إلى ان وصلت وقاحة زوجها إلى ضربها وزجها بالشارع دون عبادة تسترها عندها توجهت إلى منزل أهلها بعد ان قام حارس العمارة بمنحها جواله الخاص لتتصل على أهلها بعد ان شاهد زوجها يقذف بها إلى الشارع وقد رمت إليها إحدى ساكنات العمارة عبادة تستر بها نفسها إلى ان جاء شقيقها الأكبر واقلها إلى بيتهم , لم تجيب على استفسارات أبيها وأشقاءها عن سبب الخلاف بينها وبين زوجها الذي اسمع والدها كلاماً أوجع قلبه على ابنته من أكاذيب لفقها لها آمنناً صمتها وعدم قدرتها على البوح بما كان يفعله بها وانه لا يرد ان يرجعها إلى بيته ويرد ان يحصل على مهره حتى يطلقها وبعد جدل طويل رد زوجها على حديث أبيها بأنها ابنة أسرة محترمه والعتب عليها بالزواج من سيئاً مثله معيره بما كانت تفعله ابنته معه قبل الزواج واخبره عن سرقتها لماله واعترافها له بعد الزواج بان المال الذي منحته إياه ليتقدم لها لم يكن من مدخراتها بل سرقته من خزنته . ومع ان القصة قد مر عليها سنوات إلا ان “ليلي” كانت تبكي بحرق أثناء حديثها “للوئام” قائلةً: منذ ذلك اليوم لم أجرؤ على النظر بعين والدي كالسابق فأخر نظرة رمقني بها عندما اعترفت بذنبي وقصصت عليه الحكاية بكل تفاصيله لم أنسى كيف جلدني بنظراته بل وقتلني عندما دفع لطليقي قيمة الصداق حتى يحررني من استعباده لي وبرغم انه قال لي بعد ان أنجبت طفلتي ان قلبه رضياً عني إلا أن نبرات صوته كانت توجهني بان أراعي الله في تربيه ابنتي واغرس فيها الأمانة حتى لا تخوف من ائتمنها وترد الحسنة بالإساءة . ولم تنتهي القصص بعد ففي قاعة المحاكم الكثير والكثير من قضايا الخلع التي تروي فساد بعض الرجال و بعض النساء أيضاً فهذايطالب الزوجة بإعطائه مبالغ طائلة، قد تصل إلى إجبارها بالاقتراض من البنوك، لبناء منزل الأسرى، فتصطدم بواقع زواجه من أخرى، وإسكانها بمنزلها الذي ضيقت على نفسها من اجله، فقد تصاب بصدمة نفسية تؤثر عليها وتجعلها تتخذ قرار الخلع حفاظاً على كرمتها إذا رفض طلبها للطلاق. الذي يتاجر ببنات الناس ويرمي شراكه على الكبيرات في السن من الموظفات اللاتي لم يتزوجن أو المطلقات ثم يذيقهن المر حتى يفتدينا أنفسهن ويساومهن على حريتهن بما يراه مناسباً من الأموال وتلك التي خلعت زوجها من اجل رجل آخر أو لأنه لم يعد يقوى على تلبيه مطالبها بعد ان ساءت أحواله المادية, وهذا الذي يتاجر بزواج بناته الصغيرات من رجالاً يكبرنهن بسنوات طوال كي يأكل صداقهن بالباطل ... التوجيه الاجتماعي. وابتدأ الإعلامي والكاتب التربوي الأستاذ محمد خضر الشريف حديثه عن الخلع قائلاً: دعوني أبدأ حديثي معكم عن الخلع بهذه القصة العجيبة عن سيدة موظفة متزوجة انشغلت بعملها وترقت فيه لدرجة أنها احتلت به مكانة مرموقة جلست في مقر عملها على رأس الكرسي الكبير أو على رأس الهرم فيه كما يقولون في خلال الخمسة والعشرين عاما هذه كان زوجها يتحملها كثيرا ويشجعها ولا يحرمها من إثبات ذاتها وتحقيق أملها في بروز شخصيتها، وكان فخورا بذلك، على حساب نفسه وبيته وأولاده وحاجته الروحية لها التي كان يحر منها كثيرا بسبب تعبها في النهار ثم نومها في الليل لتصحو من الرابعة فجرا لبداية عمل جديد يستغرق منها النهار كله وهكذا دواليك ثم أصابه ما يصيب المتقاعدين فجلس في بيته ، ولم تعد زوجته تطيق له كلمة وأحس أنها منصرفة عنه في ليله ونهاره وصحوة ويقظته، فكان يطالبها أن تعطيه جزءا من وقتها كحقه عليها، ثم ما لبثت أن ثارت المشكلات ووصلت لطريق مسدود حتى أنها طلبت الطلاق فأبت عليه نفسه بعد عشرة ربع قرن أن يترك حبيبته وزوجته التي كان يفخر بها ويؤثرها على حقوقه الشرعية والنفسية فما كان منها إلا أن أقامت عليه قضية خلع، وفازت بها في الوقت الذي جلس هو يبكي عشرة ربع قرن حتى مرض ثم ما لبث أن ودع الحياة مكتئبا حزينا.. هذه هي القصة التي تمثل عشرات القصص من الغرائب والعجائب في قضايا الخلع التي استشرت نارها هذه الأيام، وآثرت أن أبدأ بالنساء لأن الخلع حق للمرأة أعطاه الشرع لها في حالة الوصول لطريق مسدود في الطلاق من زوجها لكن البعض من الزوجات تطالب بالخلع لأنها دخلت دوامة حب جديد، وخيل إليها أن في الحبيب ما ليس في زوجها، فضحت بالزوج والبيت والاستقرار والعشرة من أجل “وهم الحب”.. والبعض ضحت بالزوج والبيت والاستقرار وأن كان في المعيشة قل على “وهم الثراء” الذي يزينه لها الذي يغريها به فور انخلاعها من زوجها وحياتها الرتيبة معه.. وهكذا قصص أغرب من الخيال.. واتكأ البعض من الطرفين على أن قضية الخلع شرعية مستدلين بالحديث النبوي الشريف “رد عليها الحديقة وطلقها تطليقة” في أول قضية خلع شرعية في الحقبة النبوية .. وكأن قضية الخلع ابتكار جديد لم يعرفه الأقدمون قبل عصرنا هذا، فأصبحت قضية من لا قضية لها فيمن تريد الانفكاك عن زوجها ولم تجد في ذلك حيلة؟!! ورغم إيماني بشرعية القضية والأهمية القصوى في شرعيتها لكن، لا أريد أن يكون الباب مفتوحا فيها والحبل على الغارب، لأنها سوف تؤدي بكثير من البيوت إلى الخراب العاجل الذي تاهت فيه أصواتها صراخا واستغاثة من تبعات الطلاق وويلاته وثبوره العظيم. وخلاصة القول: وعلى الأقل من الناحية التربوية فأرى أن مسالب الخلع هي نفسها مسالب الطلاق،وهي نفسها نتائجه القاتلة، التي باتت تؤرق بيوتنا في ليلنا ونهارنا.. وعليه فأنا أرى أن نتجنب الخلع قدر ما تجنبنا الطلاق ما لم تصل الأمور إلى طريق مسدود ولم تفلح كل المحاولات للصلح أو للطلاق وبعدها نفكر في الحل الأخير وهو الخلع وإلا فإن المسألة لو تركت على عواهنها فسوف نجني ثمارا مرة يدفع ضريبتها الزوجان والأبناء والبيت والعشرة الطويلة التي كانت بين الزوجين بحلوها ومرها .. فكم من امرأة خلعت نفسها من نعمة راحة الزوجية جريا وراء الوهم وسراب الأمنيات المعسولة ثم لما “راحت السكرة وجاءت الفكرة” كما يقولون، أفاقت وقد فقدت كل شي وندمت؟ وكلامي للمرأة التي تريد الخلع في غير ما مضرة أن تتقي الله وتتريث وتحسب أمورها ومكاسبها وخسائرها بالتفصيل الممل مع الاستشارة والاستخارة وكذلك الرجل الذي يجبر زوجته على أن تطلب الخلع بعد أن يذرها كالمعلقة، لاهي زوجة ولا هي مطلقة، حتى تقول “حقي برقبتي” كما يقولون ، ثم تطلب الخلع منه بأي شكل وبأي ثمن ولو كان الثمن حقها ا لشرعي ومهرها المؤخر وحقوقها كاملة، فهذا والله مما لا يرضاه الله ، و لا العقلاء من عباد الله رجالا كانوا أو إناثا.. * الخوف من الله وعدم الاستهانة بقدسية شرع الله في الزواج أو الطلاق والخلع. * الاختيار الموفق والرضا والقناعة من الطرفين. * إقامة دورات تأهيلية لكلا الجنسين حول كيفية تكوين الأسرة والمحافظة على استقرارها واستمرار للتعرف على حقوقهما وواجباتهما تجاه بعضيهما وتجاه أبنائهم. * على النساء ان يحرصن من الوقع في شباك المتاجرين بالزواج وعدم تقديم تنازلات تضيع حقوقهن . * تقاسم مسئولية الحياة الزوجية بين الزوجين. * التكافؤ في العمر والثقافة والتعليم والتربية والإنجاب بين الزوجين. * حفظ الأسرار الزوجية ورفض الحلول في الخلافات والمشاكل الزوجية من قبل الغير. * الحب والمعاشرة الحسنى وتبادل الاحترام بين الطرفين. الخلع حل سريع للخلافات الزوجية: ومن جانبه أوضح المحامي المستشار القانوني أحمد بن جمعان المالكي ان الله سبحانه وتعالى شرع الخلع بين الزوجين وجعله حقاً للزوجة مخافة كُرهها لزوجها لخلٍقه أو خُلُقه أو دينه أو كبره أو ضعفه أو نحو ذلك فأجاز لها أن تخالعه بعوض تفتدي به نفسها منه إمتثالاً لقوله تعالى (فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جناح عليهما فيما افتدت به) كما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال (جاءت امرأة ثابت بن قيس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله ، ما أنقم على ثابت في دين ولا خلق ، إلا أني أخاف الكفر . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أتردين عليه حديقته ؟ قالت : نعم . فردتها عليه ، وأمره ففارقها) ومن هنا جاءت مشروعية الخلع. -وبالنسبة للشروط الواجب توافرها لصحة الخلع فهي نفس الشروط الواجبة لصحة الزواج وان كان هناك اختلاف بسيط (للزوجة)وتختلف للرجل عن المرأة فالبنسبة للرجل يشرط أن يكون عاقلاً وبالتالي فلا يصح الخلع من الصبي والمجنون والمعتوه, ويشرط في المختلعة أن تكون محلاً للطلاق وأهلاً للتبرع, وأن لا يشوب إرادتها أي عيب من عيوب الإرادة, وأن يبنى الخلع إبتداء على بذل المال من قبل الزوجة, وأن يكون هناك تراضي بين الزوجين على المخالعه وذلك بدفع المرأة للمهر المسلم إليها وفي حالة عدم التراضي بينهما فاللقاضي إلزام الزوج بالخلع متى ما توافرت كافة شروط الخلع. -ويعتبر الخلع حل سريع للخلافات الزوجية التي تقع بين الزوجين ويعطى للزوجة التي كرهت العيش مع زوجها أن ترد عليه ما دفعه إليها وتختلع منه ويجب على الزوجة أن ترد كامل المهر المدفوع إليها من زوجها دون نقصان وذلك إمتثالاً للأية الكريمة والحديث النبوي الشريف السابق الإشارة إليهم إلا أنه يجوز أن يتفق الزوج والزوجة أن يكون مقابل الخلع أقل من المهر المدفوع أو أكثر منه وهو في هذه الحالة مكروه,كما أن رد المهر المدفوع هو شرط مهم لصحة الخلع. ولا بد وأن نفرق بين الخلع والطلاق للضرر فالخلع يكون بعوض متى توافرت الشروط الأخرى أما الطلاق للضرر فلا يكون فيه عوض ولا مقابل و أنما يكون بإثبات الزوجة وجود ضرر حال بها من زوجها كأن يضربها أو يشتمها أو غير ذلك من الأسباب التي تجعل العشرة بينهم مستحيلة فإذا أثبتت ذلك فيحكم بالطلاق للضرر. و أضاف المالكي قائلاُ: وانه خلال عملي كمحامي ومستشار قانوني وجدت أن أروقة المحاكم بها قضايا خلع كثيرة بعد أشهر من الزواج فقد تواجه النساء في قضايا الخلع العديد من العقبات أهمها:- صعوبة إثبات وقوع الضرر عليها من الزوج أمام القضاء. إصرار بعض القضاة على استمرار الحياة الزوجية بين الزوجين رغم إصرار الزوجة على الخلع بنية الإصلاح. تحايل الأزواج ورفضهم الخلع إلا برد المهر أو مؤخر الصداق كما ان بعضهم دخل في مساومات رخيصة ووضع شروط ظالمة مقابل الخلع فمنهم من دفع ثلاثين واسترجعها سبعين فأضطر الزوجة للاقتراض من البنوك أو الناس لنيل حريتها . ومنهم من يرفع قيمة المؤخر إلى لحد لا تستطيع الزوجة دفعه فتضطر إلى طلب المعونة من الآخرين كما انه لا يوجد تحيز من القضاة للزوج أو للزوجة حيث أن القاضي يطبق الشرع فيما هو معروض عليه وقد أشترط الشرع للحكم بالخلع أن ترد المرأة ما أخذته من زوجها ( المهر المسلم إليها) ولا يوجد هناك مراعاة لحالة الزوجة المادية حيث أنها هي طالبة الخلع وبالتالي تكون ملزمه شرعاً برد ما أخذته من الرجل كمهر لها إلا أن بعض القضاة إذا ثبت له إعسار الزوجة قد يحكم بدفع المهر من بيت مال المسلمين الموجود في أغلب المحاكم بإعتبار الزوجة من الفقراء الواجب لهم الزكاة وبإعتبار وجود مصلحة خاصة معتبرة للإنفكاك والفسخ بين الزوجين الغرض من التأخير هو التراضي والإصلاح بين الطرفين: وذكر القاضي بمحكمة الاستئناف بمنطقة مكةالمكرمة فضيلة الشيخ طنف بن محمد الدعجاني ان الخُلْع في اللغة مأخوذ من خَلَعَ الثوب ومعناه في الاصطلاح فراق الزوج زوجته بِعوض بألفاظ مخصوصة, بغرض تخليص الزوجة من زوجها على وجه لا رجعة فيه إلا برضاها وبعقد جديد. لقول الله تعالى: (وَلاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُواْ مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلاَّ أَن يَخَافَا أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ يُقِيمَا حُدُودَ اللّهِ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ). ومن السنة المطهرة قصة امرأة ثابت بن قيس رضي الله عنه وعنها والقصة أخرجها البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما أن امرأة ثابت بن قيس أتت النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله ثابت بن قيس ما أعتب عليه في خلق ولا دين، ولكني أكره الكفر في الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أتردين عليه حديقته؟ قالت: نعم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقبل الحديقة، وطلِّقها تطليقة، وفي رواية له أنه عليه الصلاة والسلام قال: فَتَرُدِّينَ عَليْهِ حَديقَتَهُ؟ فقالَتْ: نَعَمْ. فَرُدَّتْ عَليْهِ، وأمَرَهُ ففارَقَها. واستطرد الدعجاني حديثة قائلاً: ان الخُلع هو أحد الحلول الشرعية للمشكلات والخلافات الزوجية، إذ أن بعض الأزواج يحمله سوء الخلق أو اللؤم أحيانا على مُعاشرة زوجته فلا تُحبه بل تكرهه أو لا يُريد أن يوقع الطلاق بل يرغها بسوء خلقه ومعاشرته إلى أن تطلب منه ذلك ليذهب بما أعطاها من صداقاً أو يأخذ العِوض والمقابِل على الطلاق. و ان قضايا الطلاق والخلع تعتبر من أكثر القضايا تعقيداً والحكم فيها يحتاج إلى وقتاً كافي قبل النطق به. فالغرض من التأخير هو التراضي والإصلاح بين الطرفين فقد يحتاج بعضها إلى ست أو تسعة أشهر أو أكثر للنطق بالحكم بحسب ظروف القضية فأحيان يحضر طرف ويغيب الأخر عن جلسات المحكمة أو تكون حجة الزوجة لطلب الخلع يمكن إصلاحها بالمناصحه أو العلاج النفسي من خلال عرض القضية على المختصين بلجنة الإصلاح فإذا ذكر المختصين باللجنة في تقريرهم ان الطرفين لا يمكن الإصلاح بينهما يحكم القضاة حينها بخلع الزوجة من زوجها إذا توافرت شروط الخلع في القضية وهي ان يكون هناك سبب لطلب الخلع أي لا يجوز للزوجة خلع زوجها بدون عيب أو علة فيع تستوجب التفريق بينهما بمُقابل تدفعه الزوجة للزوج فإن لم يكن مُقابل فهو طلاق من جهة الزوج, ومن جهة الزوج أن لا يكون نتيجة عضل ومُضارّة بالزوجة لتخالعه أي لا يتعمد الزوج إلحاق الضرر بزوجته حتى تطلب الخلع منه وترد إليه صداقه بالاضافة إلى ان القضاة تسند إليهم الكثير من القضايا التي يعملون عليها وهي تختلف من المدن والمحافظات والقرى لذلك تتأخر كثيراً من القضايا بالمحاكم وليس قضايا الطلاق والخلع والحضانة. وأضاف بخصوص الخلع وان بعض النساء يلجئن للخلع لعدة أسباب منها : كراهية المرأة لزوجها دون أن يكون ذلك نتيجة سوء خُلق منه،، و خوف الزوجة الإثم بترك حقِّ زوجها, و كذلك عضل الزوج لزوجته، بحيث يكره الزوج زوجته ولا يُريد أن يُطلّقها فيجعلها كالمعلّقة، فتفتدي منه نفسها بمالها , وأيضاً سوء خُلُق الزوج مع زوجته فتُضطر الزوجة إلى المخالعة. و إذا وقع لها مثل ذلك فإنها تلجأ أولاً إلى الإصلاح ثم إلى التحاكم أيضا فإذا لم يُجد ذلك شيئا فإن لها حق المخالعه. فتتفق مع زوجها على أن تُعيد له ما دفعه من صداق، أو أقل منه أو أكثر. فإذا لم يقبل بذلك فإن لها حق اللجوء إلى القضاء ثم للقاضي أن يخلع الزوجة من ذمة زوجها ولو بالقوّة. كما ان الدولة تحمل قيمة الصداق عن الزوجة المعسرة التي تريد ان تفتدي نفسها بخلع زوجها إذا ثبت فساده وسوء عشرته لها بدفع الصداق إليه حتى لا تظل معلقة لسنوات بسبب عسرها عن الدفع.