أكد نائب رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) المهندس محمد الماضي، أن «سابك» كانت الدعامة الأساسية في تحويل الغاز المصاحب لعمليات الإنتاج إلى مادة قابلة للتسويق، ما أدى إلى تطوير إحدى الصناعات الوطنية الواعدة، وقال: «إن هذه الصناعة المحلية أسهمت في زيادة فرص العمل، والحدّ من الاعتماد على الواردات، وإحداث زيادة مطردة في معدّل تطور اقتصاد بلادنا»، مشيراً إلى صناعة تحويل البلاستيك في السعودية باعتبارها أحد أبرز الأمثلة لتشجيع الشركة للاستثمار في مجال الصناعات التحويلية. وقال الماضي، في كلمة أمام منتدى الصناعات التحويلية السعودية الأول والمعرض المصاحب في مدينة ينبع الصناعية، الذي اختتم أعماله أمس، إن الشركة انتهجت استراتيجية استحواذ ترمي إلى الجمع بين المنتجات التكميلية والمهارات والمعارف التسويقية، وعلى سبيل المثال، أدى استحواذ «سابك» على شركة DSM الهولندية للبتروكيماويات إلى تصدّر «سابك» موقع الريادة في مجال أنابيب البولي إيثيلين في السوق الأوروبية، كما أدى الاستحواذ على شركة جنرال إلكتريك للبلاستيكيات الهندسية (سابك للبلاستيكيات المبتكرة حالياً) إلى امتلاك مجموعة واسعة من المنتجات البلاستيكية الهندسية والتطبيقات الرائدة التي أثرت المعرفة التقنية لدى «سابك». واقترح الماضي لتعزيز الاستثمار في مجال الصناعات التحويلية، تطوير تكتلات مهمة استراتيجياً من خلال شركات كبرى رائدة تأخذ على عاتقها زمام المبادرة لدعم الصناعات التحويلية، ضارباً مثلاً بخط التجميع متعدد الإنتاج، الذي يخدم عدداً من شركات صناعة السيارات في آن واحد، مشدداً على أن «سابك» وشركاتها التابعة وضعت «نموذجاً قوياً للصناعات التحويلية». وتابع الرئيس التنفيذي ل «سابك» قائلاً: «من شأن هذا النهج أن يوفر أحجام طلبات كافية للتغلب على القضايا التي عادة ما تواجه مصنّعي المعدات الأصلية الفرديين، وعبر الاستفادة بمعدل النمو المتزايد لمنتجات المملكة المميزة من الكيماويات والمواد، إضافة إلى تشجيع وتطوير المعرفة والمهارات باستمرار، بما يمكّن من توفير أساس قوي لسلسلة إمدادات صناعة السيارات في المملكة، ويضمن هذا النموذج تشكيل قاعدة أساسية، واستقطاب الأطراف الدولية والمحلية الفاعلة في سلسلة إمدادات صناعة السيارات»، لافتاً إلى أن شركات صناعة الإلكترونيات والأدوات الكهربائية يمكن أن تنجذب إلى المملكة بالطريقة نفسها. وشدد على أن «الجمع بين عمليات التوريد المنافسة لمواد الصناعات الأساسية، وتوفير البنية الأساسية الصحيحة، ووجود شركات كبرى تبادر بدعم هذه الصناعات، من شأنه أن يوفر البيئة المناسبة لتطوير عدد من الشركات الصغيرة والمتوسطة القوية، التي ستؤدي بدورها إلى تسارع معدل النمو الصناعي في المملكة، وهو ما نطلق عليه مصطلح الحلقة الفعالة في تطوير الصناعات التحويلية». من جهة أخرى، أعلنت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، أن نمو الطلب العالمي على البتروكيماويات هذا العام سيضاهي مستويات 2010، وذلك بقيادة آسيا والشرق الأوسط على رغم ارتفاع أسعار النفط. وقال الرئيس التنفيذي ل «سابك» محمد الماضي: «بالتأكيد تظل آسيا أقوى سوق لنا، والشرق الأوسط يبلي بلاءً حسناً جداً، وكذلك الهند». وأضاف ل «رويترز»: «أتوقع تغيراً في الأسعار بسبب ما يحدث للنفط الخام... أسعار البتروكيماويات سترتفع أيضاً بالتبعية». وكان الماضي قال في كانون الثاني (يناير) إن «سابك» تتوقع مبيعات وأرباحاً أعلى هذا العام والذي يليه مع عودة أسعار البتروكيماويات إلى مستويات ما قبل الأزمة وقيام الشركة بزيادة طاقتها الإنتاجية. وأوضح أن «سابك» قد تدرس التحول إلى استخدام السوائل كلقيم بدلاً من الإيثان (غاز طبيعي)، إذا واجهت السعودية نقصاً في معروض الإيثان. لكن الماضي، قال إنه إذا أصبح توافر الإيثان مشكلة فإن الشركة قد تدرس استخدام السوائل كلقيم أو تبحث استثمارات جديدة خارج السعودية أو القيام بعمليات استحواذ في المستقبل.