بدأت مصر أمس أولى خطوات إجراء الانتخابات الرئاسية المصرية، التي تمثل ثاني استحقاقات خريطة الطريق التي أُعلنت عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي العام الماضي. وبدأ اقتراع المصريين المغتربين وسط مؤشرات إلى إقبال كثيف على لجان الاقتراع، يتوقع أن يتزايد خلال الأيام المقبلة قبل غلق أبواب اللجان مساء الأحد المقبل، فيما هددت جماعة «الإخوان المسلمين» بالتصعيد في مواجهة عملية انتخاب رئيس جديد للبلاد. وتوافد آلاف المصريين المغتربين صباحا على مقرات السفارات والبعثات الديبلوماسية للتصويت في الاستحقاق الرئاسي للاختيار بين وزير الدفاع السابق عبدالفتاح السيسي ومؤسس التيار الشعبي حمدين صباحي. وأفادت المؤشرات الاولية أن عدد المقترعين في اليوم الأول ناهز 45 ألفا، وسط توقعات بزيادة الإقبال اليوم (الجمعة)، الإجازة الأسبوعية في دول الخليج التي تمثل الكتلة الأكبر من المصوتين في الخارج، إضافة إلى غد (السبت) وبعد غد (الأحد) الإجازة الأسبوعية في أوروبا وأميركا قبل إغلاق لجان الاقتراع مساء الأحد وبدء عملية فرز الأوراق. (للمزيد) وفيما ظهر أن إتاحة التصويت من دون التسجيل المسبق لبيانات الناخبين نجح في جذب أعداد من المصوتين، حيث امتدت طوابير المقترعين إلى أمتار خارج مقرات اللجان. وظهر مع اليوم الأول للاقتراع أن السيسي سينال النسبة الأكبر من أصوات المغتربين، إذ لوحظ إصرار المقترعين على رفع صوره وشعارات حملته الانتخابية خلال اصطفافهم أمام لجان الاقتراع، غير أن الحملة الانتخابية لصباحي اشتكت من انتهاكات خلال عملية الاقتراع، وأوضحت في بيان أن أبرز الانتهاكات تمثل في توزيع الدعايا الخاصة بالمنافس داخل اللجان ووجود بعض الصناديق «الكرتون»، بالإضافة إلى الاعتداءات بالسب ضد عدد من أنصار صباحي. ودعت الحملة اللجنة المشرفة على الاستحقاق إلى «التدخل الفوري لوقف هذه التجاوزات»، وحذرت من رغبة البعض في تحويل عملية الانتخابات إلى استفتاء، وطالبت أنصار مؤسس التيار الشعبي ب «التمسك بحقهم في التصويت والتحلي بروح المثابرة والانتصار». غير أن وزارة الخارجية المصرية واللجنة القضائية المشرفة على الاستفتاء نفتا حصول انتهاكات وأكدتا في بيانات منفصلة أن عملية الاقتراع «تسير بشكل طبيعي ودون أي معوقات»، وأن عملية التصويت «شهدت إقبالاً كثيفاً لاسيما في منطقة الخليج». في المقابل تعهد «تحالف دعم الشرعية» الذي أطلقته جماعة «الإخوان المسلمين» «التصعيد»، داعيا إلى تظاهرات في مختلف المحافظات تحت شعار «قاطع رئاسة الدم»، وحيا «التحالف» في بيان أمس «رئيس مصر المختطف الصامد الدكتور محمد مرسي»، واصفا الانتخابات بأنها «مسرحية هزلية جديدة». ودعا إلى «أسبوع ثوري تصعيدي تحت عنوان قاطع رئاسة الدم في الداخل»، وإلى مقاطعة غير مسبوقة للاقتراع في الخارج. في موازاة ذلك، دعا وزير الدفاع السابق الولاياتالمتحدة إلى «تقديم الدعم لمساعدة بلاده في مكافحة الإرهاب وتجنب خلق أفغانستان جديدة في الشرق الأوسط»، مطالبا باستئناف المساعدات العسكرية لمصر والتي جمدتها واشنطن جزئيا بعد إطاحة حكم «الإخوان». وسئل السيسي، في مقابلة مع «رويترز»، عن الرسالة التي يوجهها للرئيس الأميركي باراك أوباما فاجاب: «نحن نخوض حربا ضد الإرهاب، الجيش المصري يقوم بعمليات كبيرة في سيناء حتى لا تتحول سيناء إلى قاعدة للإرهاب تهدد جيرانها وتتحول مصر إلى منطقة غير مستقرة». وقال: «نحن نحتاج إلى الدعم الأميركي في مكافحة الإرهاب. نحتاج إلى المعدات الأميركية لاستخدامها في مكافحة الإرهاب». ونبه السيسي إلى أن ليبيا التي سقطت فريسة للفوضى في أعقاب إطاحة معمر القذافي «أصبحت تمثل تهديدا أمنيا لمصر»، وطالب الغرب بأن «يستكمل مهمته بأنه هو يحقق استقرارا داخل ليبيا بتجميع السلاح وبتطوير وتحسين القدرات الأمنية في ليبيا قبل ما يتخلى عنها. على الغرب أن يتفهم أن الإرهاب سيصل إليه ما لم يساعد في القضاء عليه».