فتحت اللجنة المشرفة على الانتخابات الرئاسية في مصر أبوابها أمس لسحب طلبات الترشح بالتزامن مع انطلاق عملية جمع التوكيلات المطلوبة للترشح، فيما تعهد وزير الداخلية محمد إبراهيم «الوقوف على الحياد من مرشحي الرئاسة وعلى مسافة متساوية مع جميع الأطراف»، مشيراً إلى أن مهمة وزارته «تأمين المقرات واللجان وكذلك المؤتمرات الانتخابية». ووعد ب «تأمين الانتخابات الرئاسية في شكل مكثف لمنع حدوث أي أعمال شغب تعكر صفو العملية الانتخابية». وكان سباق بين المرشحين المحتملين الأبرز وزير الدفاع السابق عبدالفتاح السيسي ومؤسس «التيار الشعبي» حمدين صباحي انطلق أمس بجمع توكيلات مؤيديهما تمهيداً للتقدم بأوراق الترشح قبل 20 الشهر الجاري، إذ يشترط القانون حصول المرشح على تأييد 25 ألف ناخب من 15 محافظة مختلفة بحد أدنى ألف ناخب في كل من تلك المحافظات. وأعلن مساعد وزير العدل لشؤون الشهر العقاري (مكاتب التوثيق) عمر مروان بدء 350 مكتباً «استقبال الراغبين في تحرير نماذج تأييد مرشحي الانتخابات الرئاسية» من صباح أمس، مشيراً إلى أنه «تم تخصيص 700 موظف للقيام بتلك المهمة ويوجد داخل مقار الشهر العقاري أيضاً مهندسون وفنيون لمواجهة أي أعطال أو عقبات فنية في أجهزة القارئ الإلكتروني التي تُستخدم في تحرير نماذج تأييد المرشحين، والتنسيق مع وزارة الاتصالات». وأفيد بأن السيسي أوكل إلى أستاذ القانون محمد أبو شقة مهمة الإشراف القانوني على إجراءات ترشحه ومراجعة الأوراق. وأعلنت مصادر في حملته الانتخابية تدشين مكاتب للحملة في المحافظات أوكلت إليها مهمة جمع التوكيلات من المواطنين. وأشارت إلى أن «الحملة تعكف على ترتيب البيت من الداخل وتقسيم المنخرطين فيها على لجان وورش عمل قبل الإعلان الرسمي عن تفاصيلها». وكان السيسي استبق فتح باب الترشح بظهور لافت وهو يقوم بجولة في منطقة التجمع الخامس (شرق القاهرة)، مستقلاً دراجته الهوائية. وانتشرت على نطاق واسع صور السيسي على دراجته مرتدياً سترة رياضية ويتبادل الحديث مع عدد من المواطنين الذين تجمعوا حوله. في المقابل، شكت الحملة الانتخابية لصباحي ضيق الوقت المخصص لجمع التوكيلات والدعاية الانتخابية. وقال المسؤول الإعلامي في الحملة تامر هنداوي ل «الحياة»: «نركز الآن في جمع توكيلات المؤيدين. لدينا مندوبون تابعون للحملة في مكاتب التوثيق يتسلمون التوكيلات من المواطنين، إضافة إلى فتح مقرات للحملة في المحافظات لتلقي التوكيلات». وأشار إلى أن صباحي «سيسحب طلباً من مقر لجنة الرئاسيات مطلع الأسبوع المقبل». وكانت الحملة عقبت في بيان على الجدول الزمني للانتخابات الذي أعلنته اللجنة أول من أمس، تحفظت فيه عن ضيق الوقت المسموح به للدعاية الانتخابية. وأوضحت أن «فترة الدعاية الانتخابية اقتصرت على 21 يوما، وهي فترة قصيرة جدا إذا وضع في الاعتبار أهمية تحرك المرشح ما بين 27 محافظة، بما يعني أن الدعاية لا تصل حتى إلى يوم واحد لكل محافظة». ولفتت إلى أن «فترة الدعاية الانتخابية للمغتربين لا تزيد على 12 يوماً، وهي فترة زمنية قصيرة لا تسمح باستكمال المرشح لدعايته في شكل جيد ومؤثر». وعقد فريق العمل المعني بتصويت المغتربين في وزارة الخارجية، اجتماعاً تنسيقياً لاتخاذ الإجراءات اللازمة للإعداد لتنظيم الاقتراع في الخارج وموافاة البعثات بالتعليمات والقرارات المنظمة. وقالت الوزارة في بيان إن الوزير نبيل فهمي «وجه السفارات والقنصليات كافة باتخاذ كل ما يلزم لتمكين الناخبين في الخارج من التصويت من دون اشتراط التسجيل المسبق، وذلك بتقديم الناخب أصل بطاقة الرقم القومي أو أصل جواز السفر المتضمن الرقم القومي دون غيرهما كوسيلة لإثبات شخصيته وفقاً للقواعد والضوابط التي أقرتها لجنة الرئاسيات». على صعيد آخر، أكد وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي «حرص القوات المسلحة على الوفاء بالمهمة المقدسة المكلفة بها في الحفاظ على الوطن وحماية أمنه القومي»، مؤكداً «العلاقة الراسخة التي تربط الشعب المصري بقواته المسلحة التي ظلت حامية لوحدة المجتمع وتماسكه في مواجهة الصعاب والتحديات كافة». وأشاد صبحي في أول لقاء له منذ توليه منصب وزير الدفاع مع مجموعة من الضباط والجنود في القاهرة أمس، ب «الدور الوطني الذي قدمه قادة القوات المسلحة السابقون وما قدموه من عطاء وجهد طوال الفترة الماضية للحفاظ على تماسك الوطن واستقراره وزيادة القدرات القتالية والفنية للقوات المسلحة بما يمكّنها من مواجهة التحديات كافة»، مؤكداً أن «القوات المسلحة ماضية في تنفيذ خطط التطوير والتحديث في المجالات كافة، وتوفير الإمكانات لبناء الفرد المقاتل القادر على مواكبة أحدث تكنولوجيا العصر في فنون القتال ونظم التسليح العالمية بما يمكنه من تنفيذ المهام المكلف بها بمهارة واحترافية تحت مختلف الظروف». ووجه «تحية إلى رجال القوات المسلحة الذين يواصلون الليل بالنهار لتأمين حدود الدولة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، ومحاربة الإرهاب في سيناء، وتأمين المنشآت والأهداف الحيوية والعمل بكل شجاعة وإخلاص حتى يأمن كل مصري على حاضره ومستقبله»، مؤكدا أن «الشعب المصري يقدر دورهم البطولي وجهودهم المخلصة وتضحياتهم واستعدادهم الدائم للعمل والعطاء من أجل مصر».