كشفت اعترافات أفراد «خلية إرهابية» تم توقيفهم في منطقة العوايد غرب الاسكندرية (شمال مصر) أنها إحدى الخلايا العنقودية التابعة لتنظيم «داعش في ليبيا»، وأن بعض عناصرها سافر إلى السودان وأقام فيه لعام تقريباً، ومنه أشهر عدة قضوها في السجن، قبل العودة إلى مصر بتكليف تنفيذ عمليات انتحارية تستهدف الكنائس وتجمعات المسيحيين. وكانت وزارة الداخلية أعلنت أول من أمس توقيف 6 أشخاص في شقة في الاسكندرية، قالت إنهم على صلة بعناصر إرهابية فارة ومتورطة في سلسلة الاعتداءات التي استهدفت في الأشهر الأخيرة كنائس في القاهرةوالاسكندرية وطنطا، وراح ضحيتها عشرات المسيحيين، وتبناها تنظيم «داعش» الإرهابي. وأوضحت أن المعلومات دلت أن كوادر البؤرة المتورطة في تلك الهجمات والفارين في مناطق صحراوية، شكلت خلية عنقودية وكلفت عناصرها تنفيذ هجمات عدة ضد الكنائس تزامناً مع احتفالات عيد الفطر وذكرى ثورة 30 حزيران (يونيو) عام 2013. وأشارت إلى أن عناصر تلك الخلية تورطت في محاولة تفجير متجر يملكه مسيحي في محافظة دمياط شمال مصر في نيسان (أبريل) الماضي، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل أحد العناصر الإرهابية وجرح ضابطين، لافتة إلى أن الخلية خططت لتنفيذ تفجير انتحاري مزدوج بواسطة عنصرين يقوم أحدهما بتفجير نفسه بحزام ناسف في كنيسة في الاسكندرية، يعقبها قيام الانتحاري الثاني بتفجير نفسه في تجمع عناصر الأمن والمواطنين في أعقاب التفجير الأول، وذلك بهدف إحداث أكبر قدر ممكن من الخسائر البشرية. ونشرت وزارة الداخلية اعترافات الموقوفين من عناصر تلك الخلية، ومن بينها اعترافات عنصريْن قالا إنهما كانا يعتزمان تنفيذ هجمتين انتحاريتين صباح أمس. وكان لافتاً أن المتهمين أقرا بأنهما سافرا إلى السودان بهدف التسلل منه إلى ليبيا للحاق بمقاتلي «داعش» هناك، وتم توقيفهما، ثم أطلقا قبل تكليفهما العودة إلى مصر لتنفيذ الهجمتين. وفي التفاصيل، قال الشاب أحمد محمد زيد حسين وكُنيته «سفيان»، في تسجيل مصور، إنه انضم إلى تنظيم «داعش» من خلال شخصين هما أحمد كمال وعبدو سيد، وسعى الى السفر إلى ليبيا عبر السودان، لافتاً إلى أنه سافر من مسقط رأسه في بني سويف جنوبالقاهرة، إلى أسوانجنوب مصر حيث استقبله رجل يُدعى «أبو يعقوب»، والتقى شخصاً آخر اسمه حمزة شعبان جاد، وكان هناك شباب آخرون رافقوه في الرحلة إلى السودان التي وصل اليها تسللاً عبر الحدود، وأقام في مدينة أم درمان لأشهر حيث أوقفهم الأمن السوداني، فسُجن لمدة 5 أشهر، ثم أطلق وأقام في الخرطوم لأسابيع، قبل أن يتلقى تكليفاً من أحمد كمال بالعودة مع حمزة إلى مصر لتنفيذ هجوم انتحاري ضد كنيسة. وأضاف أن شاباً يُدعى فارس كُلف تهريبه مجدداً من السودان إلى مصر، وفيها تم تكليفه تلقي تعليمات العملية من شخص اسمه نور تواصل معه من طريق تطبيق «تليغرام» على الهاتف الجوال. ولفت إلى أنه التقى عناصر من «داعش» في أسوان التي انتقل منها إلى القاهرة، ثم إلى الاسكندرية حيث أقام في شقة في حي «الهانوفيل»، وخلال تلك الفترة رصد الكنيسة استعداداً لتفجيرها، قبل أن ينتقل للإقامة في شقة في حي «العوايد» حيث اعتقل وفي حوزته حزامان ناسفان. وأقر شاب يُدعى حمزة شعبان بالرواية ذاتها في اعترافات مصورة، وقال إنه تلقى تدريباً شرعياً في شقة في الفيومجنوبالقاهرة للالتحاق بتنظيم «داعش»، وأنه سعى الى السفر إلى ليبيا من طريق السودان برفقة سفيان وآخرين، وانتقل إلى أسوان ومنها إلى أم درمان حيث أوقف وخضع لتحقيقات لمدة 5 أشهر بمعرفة الأمن السوداني، ثم أطلق وأقام في الخرطوم إلى أن عاد مع سفيان لتنفيذ الهجوم الانتحاري، مضيفاً انه أقام في أسوان لفترة ثم القاهرة، ومنها إلى شقة «الهانوفيل»، ثم منطقة العوايد. وأوضح أنه كان مكلفاً تفجير نفسه بواسطة حزام ناسف داخل كنيسة تم رصدها في الاسكندرية، وبعدها يقوم سفيان بتفجير نفسه في تجمع قوات الأمن. وقال شاب ثالث يُدعى عزت عبدالحليم عبدالغفار إنه اقتنع بفكر «الدولة الإسلامية» من طريق زميل له يُدعى السيد غازي الذي كان يتواصل مع قيادات «داعش» في سيناء، ولما سافر زميله إلى شمال سيناء للقتال ضمن صفوف التنظيم الإرهابي، طلب منه ضمه إلى التنظيم، فسافر إلى سيناء حيث بايع «داعش» وتلقى تدريبات في مدينة الشيخ زويد، وكُلف العودة إلى القاهرة ثم الإسكندرية لرصد أقسام الشرطة والكنائس، لافتاً إلى أنه أقام في شقة في منطقة العوايد برفقة عدد من عناصر التنظيم، لكن الشرطة دهمت الشقة وأوقفتهم جميعاً. وقال شاب يُدعى محمود أحمد رجب إنه تم توقيفه عام 2013 لمدة عامين على ذمة قضية «جند الله في أرض الكنانة»، وأنه تعرف في السجن الى عناصر من «جماعة الدولة الإسلامية»، ولما أفرج عنه، تواصل مع شاب يُدعى مصطفى حمزة سمعون سافر إلى سورية عام 2016، فطلب اللحاق به، وكان يقيم في شقة «العوايد» تمهيداً لتسفيره إلى سورية. من جهة أخرى، شهدت محافظات الصعيد جنوب مصر إجراءات أمنية مشددة في أول أيام عيد الفطر للحيلولة دون وقوع أعمال تخريبية من العناصر المتطرفة الفارة في الظهير الصحراوي الغربي لمحافظاتالجنوب. وفرضت الشرطة إجرءات أمنية صارمة في محيط قرى تتحدر منها القيادات الفارة للخلية الإرهابية المتورطة في تفجير الكنائس. وكثفت قوات الأمن من وجودها قرب المدقات الجبلية المؤدية للطرق الصحراوية. وفي المنيا، فرض مزيد من التدابير على الطرق القريبة من المدقات الجبلية المؤدية الى الصحراء المتاخمة للحدود الليبية، بجانب تكثيف الحراسات فى محيط الكنائس والأديرة. وفي أسيوط وسوهاج، تم تشديد الرقابة والوجود الأمني على الطرق المؤدية إلى الجبل الغربي ومحيطها، بجانب نشر مزيد من القوات في محيط المنشآت ودور العبادة المسيحية.