بدايات المطرب التونسي محمد دحلاب كانت مع الإنشاد الديني، ثم ظهر في التلفزيون للمرة الأولى وعمره لم يتجاوز تسع سنوات، حيث قدمه الموسيقي عز الدين العياشي في برنامج «شمس الأحد». بعد ذلك اتجه الى دراسة الموسيقى تحت إشراف الأستاذين حميدة الحليوي وشكري القداح في مدينة القيروان، ومن ثم شارك في مهرجانات تونسية عدة حاصداً عددا من الجوائز. عام 2008 خاض تجربة برنامج «سوبر ستار»، ويقول دحلاب عنها: «كانت لدي رغبة في المشاركة وشجعني على ذلك أخي علي، وكنت ضمن الفنانين الذين تسابقوا على اللقب وقد شارك من تونس وقتها أكثر من 1500 شاب وقُبل 5 فقط منهم». ويضيف: «كانت مشاركة مهمة، خدمت تجربتي من خلال الاحتكاك بأصوات أخرى والوقوف على المسرح أمام الجمهور مباشرة، والتواصل مع ألوان موسيقية أخرى. كما أنّ هذه المشاركة حفزتني على مواصلة الحلم وتحقيقة، خصوصاً أنني وجدت تشجيعا كبيرا ودعما من الفنانين زياد بطرس والياس الرحباني وعبدالله القعود وجيهان الناصر ما جعلني أعود إلى تونس عازما على الاستمرار في الطريق الذي اخترته لمسيرتي الفنية». بعد عودته الى تونس، قدم دحلاب عرض «عشق» في افتتاح مهرجان مدينة سوسة، وبعدها أنتج أغنية منفردة بعنوان «غير ودك إنت» كلمات احميدة الجراية وألحان الطاهر القيزاني وتوزيع حاتم اللجمي، ولاقى العمل اشادة من الصحافة الفنية واقبالا من الجمهور. وعن ألبومه الأول يقول: «يتضمن العمل أكثر من ستة أعمال بينها «نحبك» و»غير ودك إنت» و»عليك مشغول» وهي أغنية بكلمات مصرية للشاعرة هبة نظمي وألحان وتوزيع التونسي بلال المكني، اضافة الى أغنية «التصويرة» التي نالت جائزة التانيت الذهبي في الدورة الأولى لأيام قرطاج الموسيقية الأخيرة». ومن ضمن أغاني الألبوم أغنية دويتو ستجمعه بنجم ستار أكاديمي نادر قيراط وهي باللغتين العربية والفرنسية بحيث يغني محمد باللهجة التونسية ونادر باللغة الفرنسية وتحمل الأغنية عنوان «حلم» أو «Reve» من ألحان زاهر الزرقاطي وتوزيع قيس المليتي الذي سبق أن وزع لصابر الرباعي. وأكد دحلاب أنّ الألبوم سيكون جاهزا قبل آذار (مارس) المقبل، علما أن أغنية «التصويرة» ستصور على طريقة الفيديو كليب وتبث قبل صدور الألبوم. ويتحدث دحلاب عن مشكلة إنتاج الأغنية ويقول: «الوسط الفني في تونس فيه مشكلة إنتاج، ذلك أنه لا وجود لشركات إنتاج تدعم الأغنية التونسية، لذلك يضطر الفنان الى أن ينتج على حسابه الخاص وهنا تبدو المشكلة أكبر لأن دور الفنان تقديم الأغنية بصوته وإحساسه وليس إنتاجها أو توزيعها فهي مهمات تعود أساساً إلى شركات الإنتاج وهي الحلقة المفقودة في صناعة الأغنية في تونس». ويضيف: «أرجو أن تتبنى إحدى شركات الإنتاج الكبرى أعمالي، تلقيت أخيراً عرضين من شركتي إنتاج في مصر ولكنهما لم يكونا في حجم طموحاتي». وعن الأغنية التونسية يقول دحلاب: «لأغانينا المحلية ذوق على مستوى الكلمة التي ترضي المستمع التونسي أو العربي وأيضاً على مستوى اللحن، وما يثبت ذلك اقبال مطربين عرب كراشد الماجد وحسين الجمسي وأسماء المنور ووديع مراد وغيرهم، على أغانينا». وتلقى الأغنية التونسية اليوم رواجا كببرا بأصوات تونسية مثل لطفي بوشناق وصابر الرباعي وسنيا مبارك ومحمد الجبالي الذين ساهموا في تقريب الكلمة التونسية واللحن التونسي الى المتلقي العربي. ويؤكد دحلاب عزمه على «مواصلة المسيرة والسعي الى تقديم الأغنية التونسية في أبهى صورها للأشقاء العرب»، مضيفا: «ذلك إلى جانب تقديم ألوان موسيقية أخرى شرقية وخليجية لا سيّما أن الموسيقى الخليجية تجد رواجا كبيرا ولها سوق واسعة لدى المستمع العربي كما أن لي ميلا خاصا ومحبة للأغنية الخليجية لما فيها من جمل موسيقية ذات ذوق عالٍ وكلمات تجمع بين الأصالة والتجديد». وحول الجائزة التي نالها أخيراً وهي التانيت الذهبي لأول دورة من أيام قرطاج الموسيقية، يقول: «هي بالطبع مرحلة جديدة وانطلاقة أخرى لصوتي، جائزة كبيرة في هذا الحجم نلتها أمام عدد كبير من المطربين، تزيد مسؤوليتي وتوسع أحلامي».