أسقط فصيل من المعارضة السورية طائرة حربية للقوات النظامية في منطقة تل دكوة بريف دمشق. وأفادت جماعة «جيش أسود الشرقية»، وهي واحدة من الجماعات التي تنشط في البادية السورية الجنوبية الشرقية، أنها أسقطت الطائرة على بعد نحو 50 كيلومتراً شرق دمشق في أراض تسيطر عليها المعارضة في منطقة عمليات مرتبطة بصد تقدم القوات النظامية والمسلحين المدعومين من إيران في البادية التي باتت ساحة معركة رئيسية بين حكومة دمشق وحلفائها الروس والإيرانيين من جهة، وفصائل المعارضة وحلفائها وأميركا من ناحية أخرى، استباقاً لمواجهة محتملة بين الجانبين بعد انتهاء معارك طرد «داعش» من الرقة. وفيما تجري روسيا مشاورات بصدد استئناف اجتماعات آستانة في 12 حزيران (يونيو) الجاري، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن تشكيل مناطق «تخفيف التوتر» في سورية لا يعني تهيئة الظروف لتقسيم البلاد، موضحاً أمس أن «الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أكد مراراً أن الحديث لا يدور عن خلق ظروف مسبقة لتقسيم سورية، على رغم أن هناك من يرغب في ذلك». وأفاد لافروف أن الحديث يدور عن تحقيق وقف شامل للنار في مناطق تخفيف التوتر في المناطق السورية كافة. ولفت إلى أنه في الوقت الجاري يتم العمل من أجل الاتفاق في شكل نهائي على مواضيع أساسية متعلقة بتأمين مراقبة كيفية تنفيذ التزام وقف النار، وإنشاء مناطق تخفيف التوتر، وتوفير نقاط تفتيش من هذه المناطق وإليها، قائلاً إن الهدف هو تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين وتسهيل وضعهم في هذه المناطق. وبينما تشهد سورية مواجهات على جبهات عدة بين القوات النظامية وفصائل المعارضة، قال سعد الحاج المتحدث باسم «جيش أسود الشرقية» المدعوم من الغرب ل «رويترز»، إن جماعته أسقطت طائرة حكومية في ريف دمشق. ونشرت هذه الجماعة على حسابها على «تويتر» صوراً لما بدا أنه رفات الطيار مع صور لحطام المقاتلة السورية. وذكر مسؤول آخر في المعارضة المسلحة يدعى سعيد سيف من فصيل «أحمد العبدو» المدعوم من الغرب والذي ينشط في المنطقة، أن الطائرة سقطت على بعد 15 كيلومتراً شرق بئر قصب بين تل دكوة ومطار الضمير. وقال سيف إن مسلحي المعارضة استهدفوا المقاتلة بمدافع رشاشة ثقيلة مضادة للطائرات وصلتهم في الأسابيع القليلة الماضية من الولاياتالمتحدة وحلفائها لدعمهم في معركة البادية. في غضون ذلك، أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» أمس سيطرتها على ست قرى غرب مدينة الرقة، شمال شرقي سورية، بعد اشتباكات مع «داعش». وأكدت أنها سيطرت على قرى القحطانية (8 كيلومترات غرب مدينة الرقة) والخاتونية (11 كيلومتراً غرب مدينة الرقة) وربيعة وبير هاشم والصكورة والعدنانية غرب مدينة الرقة، وحاصرت قريتي يعرب وأبو السوس. وتأتي السيطرة على هذه القرى بعد السيطرة على سد البعث وبلدتي البارودة وهنيدة وعلى بلدة المنصورة الاستراتيجية المجاورة للسد عقب يومين من المعارك مع «داعش». ولا تزال المعارك متواصلة على محاور في تخوم ومشارف بلدة مسكنة، في أقصى الريف الشرقي لحلب، بين القوات النظامية المدعمة بالمسلحين الموالين من جنسيات سورية وغير سورية من طرف، وعناصر «داعش» من طرف آخر، حيث يسعى الطرف الأول إلى تحقيق تقدم جديد بعد طرد «داعش» من مسكنة. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن القوات النظامية بإسناد من المدفعية الروسية تمكنت من التقدم مجدداً وسيطرت على 3 قرى ومزارع في ريف مسكنة. ويعد إحكام السيطرة على مسكنة مكسباً كبيراً للقوات النظامية السورية، كونه يقطع خط إمدادات عناصر «داعش» بين ريف حلب والرقة قبل المعركة المقبلة.