توغلت القوات النظامية السورية أمس في حي القابون الدمشقي الذي استثنته موسكو من اتفاق آستانة ل «تخفيف التصعيد» في أربع مناطق سورية، بالتزامن مع استعادة هذه القوات و «حزب الله» مطار الجراح العسكري شرق حلب من «داعش» الذي مني بهزائم اضافية على ايدي «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية التي تدعمها واشنطن في ريف الرقة وسط أنباء عن تسليم سد الطبقة الى دمشق. في الوقت ذاته، أعرب السفير رمزي عز الدين رمزي نائب المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أنه يأمل بمشاركة الحكومة السورية في مفاوضات جنيف بعد غد، التي سيشارك فيها نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الانسان» أمس بأن القوات النظامية و «حزب الله» سيطروا بدعم من الطيران الروسي على مطار الجراح الذي كان تحت سيطرة «داعش». ويقع مطار الجراح العسكري في جيب ما زال خاضعاً لسيطرة الإرهابيين في ريف حلب الشرقي، وهي منطقة فقدوا السيطرة على معظمها أمام قوات متنافسة بينها القوات النظامية وقوات كردية مدعومة من الولاياتالمتحدة وعناصر «الجيش السوري الحر» الذي تدعمه تركيا. وقال سكان سابقون على اتصال بأقاربهم في المنطقة إن الطائرات الروسية والسورية كثفت أيضاً من هجماتها على بلدة مسكنة وهي آخر بلدة رئيسية في المنطقة التي تقع غرب نهر الفرات في ريف حلب الشرقي. وأوضح «المرصد» أن عشرات المدنيين قتلوا منذ الأسبوع الماضي في قصف جوي للقرى والبلدات المتبقية في المنطقة التي لا تزال خاضعة لسيطرة الإرهابيين. وقال «المرصد»، «لا تزال المعارك العنيفة مستمرة في الريف الشمالي للرقة، بين عناصر التنظيم من جانب، وقوات سورية الديموقراطية المدعومة بالقوات الخاصة الأميركية وطائرات التحالف الدولي، إثر هجوم عنيف للأخير، منذ الجمعة على 3 محاور بريف الرقة». وتابع أن قوات عملية «غضب الفرات»، تواصل هجومها من المحور الشمالي الشرقي الذي تمكنت فيه من التقدم والوصول الى مسافة نحو 4 كلم عن المدينة. وأفادت مصادر إعلامية روسية بأن «قوات سورية الديموقراطية» ستسلم سد الطبقة الى الحكومة السورية بعدما تم طرد «داعش» منه وتحرير كامل مدينة الطبقة في محافظة الرقة، علماً أن «قوات سورية» كانت سلمت دمشق مناطق في ريف حلب بوساطة روسية. وقال «المرصد» إن القوات النظامية «تمكنت من تحقيق تقدم جديد من الجهة الشمالية الشرقية لحي القابون الدمشقي وتضييق الخناق أكثر على الفصائل الموجودة في الحي وتقليص سيطرتها التي تراجعت لتصل إلى 20 في المئة من مساحة الحي»، الذي يقع قرب الغوطة الشرقية المشمولة باتفاق «تخفيف التصعيد». ورصدت وزارة الدفاع الروسية الحصيلة اليومية لعمليات الرقابة على وقف النار، وأفادت في بيان بأن «مجموعات المراقبة» التابعة للبلدان الضامنة وقف النار، رصدت 11 خرقاً بينها 8 سجلها مراقبون روس، و3 انتهاكات سجلها مراقبون أتراك. وأشاد البيان العسكري بما وصفه «إجماع كل الأطراف على أن نظام وقف النار مستقر». وزاد أن عسكريين روساً يواصلون إجراء محادثات في عدد من البلدات السورية للانضمام إلى نظام وقف النار، لافتاً إلى أن المحادثات جارية في محافظات حلب وحمص ودمشق وحماة والقنيطرة. وأعلنت موسكو أن وزير الخارجية سيرغي لافروف ناقش هاتفياً مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، مسألة توسيع نطاق نظام وقف النار في سورية. سياسياً، أعلنت الخارجية الروسية أن غاتيلوف سيرأس الوفد الروسي إلى الجولة الجديدة من مفاوضات جنيف المقررة بين 16 و18 من الشهر الجاري، في وقت قال نائب المبعوث الدولي بعد لقائه نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد في دمشق أمس، إنه يتطلع الى مساهمة إيجابية من الحكومة السورية في مفاوضات جنيف. وأضاف أنه لن تكون هناك مفاوضات مباشرة بين الحكومة والمعارضة وأن الاجتماع سيكون قصيراً ومركزاً، وخُصص للتقارب.