أطلقت سفينة حربية وغواصة روسيتين أربعة صواريخ كروز من البحر المتوسط على أهداف ل «تنظيم داعش» قرب مدينة تدمر السورية. وقالت وزارة الدفاع الروسية أمس، إن الفرقاطة (أدميرال ايسن) والغواصة (كراسنودار) نفذتا الضربة التي قالت وكالات أنباء روسية، إنها الأولى من نوعها منذ تشرين الثاني (نوفمبر)، واستهدفت متشددين وعتاداً ل «داعش» في منطقة شرق تدمر. في موازاة ذلك، قالت فصائل المعارضة السورية المدعومة من الغرب، إن طائرات روسية هاجمتهم أثناء محاولتهم التقدم في مواجهة الميليشيات المدعومة من إيران في الصحراء الجنوبيةالشرقية السورية. وقال سعد الحاج الناطق باسم «جيش أسود الشرقية» أحد فصائل «الجيش السوري الحر» العاملة في المنطقة لرويترز: «قام سرب مقاتلات روسية بقصف الثوار لمنعنا من التقدم بعد أن كسرنا خطوط الدفاع الأولي للمليشيات الإيرانية وسيطرنا على مواقع متقدمة بالقرب من حاجز ظاظا والسبع بيار في البادية السورية». وأصبحت المنطقة الصحراوية في جنوب شرق سورية المعروفة بالبادية جبهة قتال مهمة، في الحرب الأهلية الدائرة في سورية. ويتنافس الطرفان على انتزاع السيطرة على أراض يسيطر عليها تنظيم داعش الذي يتراجع مع تعرضه لهجمات مكثفة في العراق وعلى امتداد حوض نهر الفرات في سورية. وقال الحاج إن أياً من مقاتليه لم يقتل في الغارة. وقال سيد سيف وهو مسؤول آخر من «الجيش السوري الحر» من فصيل «الشهيد أحمد عبدو» إن الطائرات الروسية قصفت قوات المعارضة عندما بدأت اجتياح دفاعات المقاتلين المتحالفين مع القوات النظامية. وسيطرت القوات النظامية والمقاتلون المتحالفون معها على نقطة تفتيش ظاظا والسبع بيار أيار (مايو)، لوقف تقدم فصائل الجيش السوري الحر للسيطرة على أراضٍ استراتيجية أخلاها «داعش». وقصفت طائرات مقاتلة تابعة لتحالف تقوده الولاياتالمتحدة ضد «داعش» مقاتلين موالين للحكومة تدعمهم إيران يوم 18 أيار، أثناء محاولتهم التقدم جنوبي حاجز ظاظا باتجاه معبر التنف وهي قاعدة على الحدود السورية الأردنية حيث تقوم القوات الأميركية بتدريب مقاتلين من الجيش السوري الحر. وتراجعت الميليشيات الداعمة للحكومة إلى المنطقة المحيطة بحاجز ظاظا وحذرهم التحالف منذ ذلك الحين من البقاء على مسافة تقل عن نحو 50 كيلومتراً من القاعدة. وانتزع معارضون تدعمهم الولاياتالمتحدة السيطرة على قاعدة التنف من «داعش» العام الماضي. وقالت مصادر إنهم يسعون لاستخدامها كقاعدة انطلاق للسيطرة على البوكمال وهي بلدة على الحدود السورية مع العراق وتمثل خط إمداد مهماً لفصائل المعارضة. وقالت مصادر من المخابرات كذلك إن وجود قوات التحالف في التنف على الطريق بين دمشق وبغداد يهدف كذلك إلى منع جماعات تدعمها إيران من فتح طريق بري بين العراق وسورية. وأعلنت دمشق أن البادية ودير الزور تمثلان الأولوية في حملتها لاستعادة السيطرة على كامل أراضي سورية. وعن الهجوم الصاروخي من البحر المتوسط، قالت وزارة الدفاع الروسية، إن العتاد والقوات التي استهدفتها الضربة كان «تنظيم داعش» قد نشرها من قبل في الرقة. وأضافت الوزارة في بيان: «تم تدمير جميع الأهداف». وتابعت أن روسيا حذرت الولاياتالمتحدة وتركيا وإسرائيل قبل إطلاق الصواريخ. ولم تذكر الوزارة متى نفذت الضربة، لكن وكالات أنباء روسية نقلت عن ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين قوله، إن وزير الدفاع سيرجي شويجو أبلغ بنفسه الرئيس فلاديمير بوتين بالعملية العسكرية مساء الثلثاء. وأكدت موسكو انها ستواصل استهداف مواقع الإرهابيين في المناطق التي لا ينسحب عليها اتفاق وقف النار. وتزامنت الضربة الروسية الأولى في تدمر منذ شهور، مع انتقادات روسية حادة لتطورات الموقف في الرقة، ولضربات قوات التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن في مناطق سورية. وانتقد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف منح «ممر لخروج مسلحين ارهابيين من الرقة» واعتبر ذلك مؤشراً الى أخطاء ناجمة عن عدم التنسيق في مواجهة الارهاب. وأكد لافروف، أن المعطيات المتوافرة لدى وزارة الدفاع الروسية حول فتح الأكراد ممراً لتنظيم «داعش» في الرقة «بنيت على معلومات موثوقة». وزاد: «كما سمعت فإن الوحدات الكردية من قوات سورية الديموقراطية نفت بيان وزارة الدفاع حول وجود معلومات تشير إلى وجود اتفاق بينها وبين «داعش» سمح لمسلحين بمغادرة الرقة من دون أي عقبات والتوجه نحو تدمر» مؤكداً في الوقت ذاته، أن وزارة الدفاع الروسية أكدت بيانها الذي اعتمد على معلومات مؤكدة. وزاد ان مقاتلي «داعش» حصلوا على تسريبات في شأن هذه المعلومات ما أسفر عن تغيير في خططهم وخرجوا من الرقة باتجاه تدمر». مضيفاً أن «القوات الروسية رصدت تحركات المسلحين من التنظيم الخارجين من الرقة وقامت بمهاجمتهم». وشدد لافروف على ان القوات الروسية «سوف تواصل ملاحقة الإرهابيين، وعند ملاحظة تحركات لأفراد التنظيم في أي بقعة من الأراضي السورية، سوف يتم استهدافهم» مؤكداً ان «قواعدهم ومعسكراتهم وقوافلهم أهداف مشروعة لدينا». وزاد ان الوضع الحالي «يظهر عدم وجود تنسيق بين جميع من يقاتلون ضد الإرهاب في سورية». داعياً إلى مناقشة هذه المسألة في مفاوضات آستانة. في الوقت ذاته، أكد الوزير الروسي أن الأكراد ليسوا مدرجين في لائحة المجموعات والفصائل التي دعيت إلى المحادثات تحت رعاية الأممالمتحدة. وقال أن بعض الأطراف المشاركة في مفاوضات جنيف تعارض مشاركة أكراد سورية في هذه المفاوضات، مؤكداً أن الأكراد يمثلون «قوة حقيقية على الأرض وجزءاً من الدولة السورية». وشدد على انه «لا يمكن بحث النظام الدستوري في سورية ومكافحة الإرهاب هناك من دون مشاركة الأكراد».