أعلنت «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولاياتالمتحدة أن معركة استعادة مدينة الرقة من تنظيم «داعش» ستبدأ في «الأيام القليلة المقبلة» بعد تقدمها إلى مشارف المدينة، وسط توقعات بأن تحاول عناصر «داعش» الدفاع بقوة عن «عاصمة الخلافة» في سورية بعد معركة الرمق الأخير في الموصل، عاصمة الخلافة في شقها العراقي. وبالتزامن مع ذلك، أعلنت القوات النظامية السورية انتزاع منطقة جبلية من أيدي «داعش» إلى الشرق من طريق خناصر- اثريا الذي يربط دمشق بحلب، ما يساعد في تأمين خط إمداد رئيسي للحكومة يمر في مناطق صحراوية تعرضت مراراً لهجمات من التنظيم. واحتدمت المعارك في مدينة درعا في جنوب سورية أمس، وسط تقارير عن قرابة 80 غارة وضربة جوية ومدفعية رافقت واحدة من أعنف المعارك التي تشهدها هذه المدينة المفترض أنها مشمولة باتفاق «تخفيف التصعيد»، الذي يشمل أربع مناطق في سورية. وعلى صعيد معركة الرقة، قال نوري محمود الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» الكردية السورية أمس، إن عملية ل «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولاياتالمتحدة لاستعادة الرقة من تنظيم «داعش» ستبدأ في «الأيام القليلة المقبلة». وأضاف: «وصلت القوات إلى مشارف المدينة والعملية الكبرى ستبدأ خلال... الأيام القليلة المقبلة». وكان محمود يؤكد تقريراً نقل عن الناطقة باسم حملة الرقة جيهان شيخ أحمد توضيحها أن مرحلة جديدة لاقتحام الرقة ستبدأ في «الأيام القليلة المقبلة». وجاءت التصريحات في مقابلة مع مؤسسة إعلامية محلية وجرى تداولها على مجموعة تديرها «قوات سورية الديموقراطية» على تطبيق «واتساب». وقال ناطق باسم التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة ضد «داعش» إنه لن يعلق على الجدول الزمني للمرحلة التالية من العمليات لاستعادة المدينة الواقعة في شرق سورية من «داعش». وأضاف الكولونيل رايان ديلون أن «قوات سورية الديموقراطية تتقدم (على مسافة) أقرب وأقرب (من الرقة) كل يوم»، وباتت على بعد ثلاثة كيلومترات من الشمال والشرق. وذكر في رد بالبريد الإلكتروني على أسئلة ل «رويترز» أن «قوات سورية الديموقراطية» أصبحت على بعد يقل عن عشرة كيلومترات من الغرب. في غضون ذلك، صدت الدفاعات الأمامية لقوات حرس الحدود الأردنية هجوماً مسلحاً قادته ثلاث دراجات نارية قادمة من داخل الحدود السورية، استهدفت المواقع الأمامية للجيش الأردني المحاذية لمخيم الركبان الحدودي، وأسفرت عن إصابة عسكري أردني بجروح. وقال مصدر عسكري أردني إن الجيش قتل ثلاثة مسلحين جاؤوا على متن الدراجات النارية، متحدثاً عن هجوم شنّه «مسلحون من التنظيمات الإرهابية». وأعادت الحادثة الذاكرة إلى شهر رمضان من العام الماضي حين تعرض الأردن لعمليتين ارهابيتين، تمثلت الأولى في قتل مسلح خمسة عناصر في مكتب استخبارات منطقة البقعة شمال عمان (20 كلم)، فيما قُتل في الثانية سبعة جنود بتفجير سيارة مفخخة عند قاعدة عسكرية متقدمة للجيش الأردني على الحدود السورية. ويشترك الأردن مع سورية بحدود يزيد طولها على 370 كيلومتراً، وتوجد القوات الأردنية على طول الشريط الحدودي لحماية الحدود الشمالية للمملكة وتأمينها من طرف واحد. وفي باريس، كشفت مصادر فرنسية مطلعة ل «الحياة» أن المبعوث الأممي إلى سورية ستيفان دي ميستورا قال خلال لقاءاته مع المسؤولين الفرنسيين قبل أيام إن الجانب الروسي مهتم بحصول اتفاق على حل الصراع في سورية، لكنها أضافت أن باريس تعتبر أن الموقف الروسي الحقيقي يريد اتفاقاً على تسليم المعارضة سلاحها وأن تتنازل عن مطالبها وإبقاء النظام كما هو «أي تريد استسلام المعارضة وليس حلاً»، وفق وجهة نظر باريس.