قتل أكثر من 130 عنصراً من «داعش» في معركة مستمرة منذ عشرة أيام تخوضها «قوات سورية الديموقراطية» الكردية - العربية بدعم من واشنطن لطرد تنظيم «داعش» من مدينة منبج في محافظة حلب، في وقت أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) أن «قوات سورية الديموقراطية» بعيدة من القوات النظامية السورية في الطبقة التابعة لمحافظة الرقة معقل «داعش». وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان: «أسفرت المعارك وغارات التحالف الدولي بقيادة واشنطن المستمرة منذ نهاية الشهر الماضي، تاريخ إطلاق العملية في ريف حلب الشمالي الشرقي، عن مقتل 132 عنصراً من تنظيم داعش». وأوضح: «غالبية عناصر التنظيم قتلوا في غارات التحالف فضلاً عن 30 مدنياً، بينهم 11 طفلاً». وأشار أيضاً إلى مقتل 21 عنصراً من «قوات سورية الديموقراطية» في المعارك. ومنذ إطلاق التحالف الدولي حملته الجوية في سورية ضد المتطرفين في أيلول (سبتمبر) 2014، قتل في غاراته 447 مدنياً، بحسب حصيلة «المرصد». ويدعم التحالف الدولي «قوات سورية الديموقراطية» في معاركها ضد «داعش» وآخرها معركة تحرير منبج، أحد أهم معاقل المتطرفين في محافظة حلب في شمال البلاد. ومنذ إطلاقها عملية منبج، سيطرت «قوات سورية الديموقراطية» على 75 قرية ومزرعة في ريف مدينة منبج. ووصل هذا التحالف من فصائل عربية وكردية، أهمها وحدات حماية الشعب الكردية، إلى تخوم منبج الشمالية كما تقدمت من الجهة الجنوبية غرباً «لتقطع نارياً المنفذ الأخير للمتطرفين إلى خارج المدينة» باتجاه مناطق سيطرتهم، بحسب «المرصد». وكانت «قوات سورية الديموقراطية» تمكنت من تطويق المدينة في شكل كامل من الجهات الشرقية والشمالية والجنوبية. وقطعت طريق إمداد التنظيم المتطرف بين الرقة، معقله في سورية، ومنبج وصولاً إلى جرابلس على الحدود التركية. وأعلن «مجلس منبج العسكري»، الذي يقود عمليات «قوات سورية الديموقراطية» في المنطقة، أن «قواتنا (...) اقتربت بمسافة تمكنهم من استهداف إرهابيي داعش داخل المدينة». وقال ناطق باسم وزارة الدفاع الأميركية الأربعاء أن الهجوم الأخير على مدينة منبج سيبدأ في غضون أيام. وليست واشنطن وحدها من يدعم «قوات سورية الديموقراطية» في معركة منبج، إذ قال مصدر في وزارة الدفاع الفرنسية لوكالة فرانس برس أن «هجوم منبج كان مدعوماً في شكل واضح من بعض الدول بينها فرنسا». إلى ذلك، أعلن البنتاغون أن الجيش النظامي السوري الذي أطلق عملية هجومية باتجاه الرقة (شمال) لا يزال بعيداً عن «قوات سورية الديموقراطية» المدعومة من الولاياتالمتحدة. وقال الكولونيل كريس غارفر عبر دائرة الفيديو المغلقة من بغداد: «لا نرى خطراً وشيكاً من أي مواجهة» بين قوات النظام و «قوات سورية الديموقراطية» التي تضم عرباً وأكراداً وتدعمها الولاياتالمتحدة والتحالف الدولي. وتشن هذه القوات هجومين متزامنين في محافظة الرقة، معقل تنظيم «داعش». وبحسب مصدر عسكري سوري، فإن قوات النظام مدعومة من الطيران الروسي أصبحت على بعد 30 كيلومتراً إلى جنوب غرب مدينة الطبقة، وهي تعمل على تثبيت مواقعها قبل مواصلة التقدم. وبالتزامن، تقدمت «قوات سورية الديموقراطية» باتجاه الطبقة من جهة الشمال، وتتواجد حالياً على بعد ستين كيلومتراً شمال شرقي المدينة، بحسب مصادر محلية. ويشكك محللون استراتيجيون أميركيون بقدرة قوات النظام على إحراز تقدم سريع في هذه المنطقة، إذ أن غالبية مواردهم منتشرة على جبهات أخرى عدة إلى غرب البلاد. وقال غارفر إن الهجوم على منبج أصبح حالياً «مسألة أيام». وفي حال سيطرت «قوات سورية الديموقراطية» على منبج، يصبح بإمكانها قطع طريق الإمداد الرئيسي للمتطرفين بين الرقة والحدود التركية في شكل كامل. وأوضح غارفر أن عديد التنظيم في منبج هو «ألفا شخص على الأقل»، مشيراً إلى أن أجهزة الاستخبارات ما زالت تحاول حصر هذا التقدير. وفي دير الزور شرق الرقة، قال «المرصد»: «لا تزال الاشتباكات مستمرة في جبل الثردة القريب من مطار دير الزور العسكري، بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من طرف، وعناصر تنظيم داعش من طرف آخر، حيث تمكنت قوات النظام من معاودة التقدم واستعادة السيطرة على مساحات واسعة من المناطق التي خسرتها خلال تقدم التنظيم في الجبل الاستراتيجي». ولم ترد معلومات عن حجم الخسائر البشرية في صفوف الطرفين، جراء الاشتباكات والقصف الجوي والقصف الصاروخي المتبادل بين الجانبين.