هددت روسيا بمواصلة غاراتها الجوية ضد عناصر تنظيم «داعش» الذين يحاولون الفرار من الرقة، عبر ممرها الجنوبي نحو مدينة تدمر، محذّرة من أن أي محاولة لخروج مسلحي التنظيم من الرقة إلى تدمر «سيتم التصدي لها بقوة». وجاء التحذير الروسي مع تنفيذ ست مروحيات أميركية إنزالاً على موقع ل «داعش» في قرية شَنينة قرب مدينة الرقة، حيث اشتبكت مع مسلحي التنظيم وقتلت عدداً منهم قبل أن تنسحب إلى مناطق سيطرة «قوات سورية الديموقراطية». ويأتي الإنزال الأميركي مع اقتراب انطلاق معركة طرد «داعش» من الرقة، العاصمة المفترضة ل «خلافته» في سورية. وأفادت مصادر معارضة بأن قوات تابعة ل «التحالف الدولي» نفّذت فجر الأربعاء إنزالاً جوياً قرب منطقة شنينة شمال المدينة، مشيرة إلى أن الإنزال ضم رتلاً من القوات الأميركية. وأفاد موقع «الدرر الشامية» الإخباري بأن قوات التحالف اعتقلت عناصر من «داعش» بينهم قياديون، فيما تحدثت مصادر أخرى عن مقتل ما بين 6 و8 من مسلحي التنظيم. وبالتزامن مع ذلك، سيطرت «قوات سورية الديموقراطية» على قرية أبو شجرة جنوب بلدة المنصورة في ريف الرقة الغربي، واعتقلت عدداً من السكان بتهمة الانتماء إلى «داعش» أو التعاون مع التنظيم. كما تمكن مسلحون عرب تدعمهم واشنطن وينضوون في إطار «قوات النخبة السورية» التابعة ل «تيار الغد» السوري الذي يرأسه الرئيس السابق ل «الائتلاف الوطني» أحمد الجربا، من الاقتراب من الرقة من جهة الشرق. وتحدث «المرصد السوري لحقوق الإنسان» من جهته، عن هجمات مضادة شنها «داعش» على قرى تقدمت إليها «قوات سورية الديموقراطية» في اليومين الماضيين. وحذرت روسيا مجدداً أمس من أنها ستقصف عناصر «داعش» خلال فرارهم من معقلهم في الرقة، مشيرة إلى أنها لن تسمح لعناصر التنظيم بالاقتراب من مدينة تدمر تحت أي ظرف. وأوضحت وزارة الدفاع الروسية أنها قصفت عناصر «داعش» في ثلاث مناسبات مختلفة خلال محاولتهم الفرار من الرقة إلى تدمر في الأيام الماضية، مجددة اتهامها «قوات سورية الديموقراطية» بفتح ممر آمن في جنوب الرقة يسمح لعناصر التنظيم بالهروب من الرقة في اتجاه تدمر، علماً أن «سورية الديموقراطية» نفت قبل أيام اتهامات مماثلة صدرت عن موسكو. وأكدت وزارة الدفاع الروسية في بيان أمس، أن غاراتها أدت إلى قتل أكثر من 80 مسلحاً من «داعش»، وتدمير 36 سيارة و8 صهاريج و17 سيارة «بيك أب» مزودة رشاشات، أثناء محاولة عناصر التنظيم الانسحاب من الرقة ليل 30 أيار (مايو). وجاء في البيان: «حذر المسؤولون الروس في سورية من أن أي محاولة لعناصر تنظيم داعش الفرار من الرقة عبر الممر المفتوح نحو تدمر سيتم اعتراضها في شكل حاسم... إن القوات الجوية الروسية في سورية لديها قوة النيران والوسائل للقضاء على الإرهابيين بفاعلية في أي وقت من النهار أو الليل». ولجأت روسيا هذا الأسبوع إلى بحريتها لضرب أهداف برية، وأعلنت أن سفينة حربية وغواصة أطلقتا أربعة صواريخ كروز من البحر المتوسط على قافلة ل «داعش» اقتربت من تدمر قادمة من الرقة. وتهدف الضربات الروسية إلى منع عناصر «داعش» من الهروب من الرقة في اتجاه تدمر وذلك وسط مساعٍ من التنظيم لإعادة التمركز خارج الرقة وكسب موطئ قدم في تدمر، علماً أن التنظيم موجود حالياً في «السخنة» الاستراتيجية التي تقع على بعد 60 كيلومتراً شمال شرقي تدمر. وتريد الحكومة السورية، مدعومة بقوات الطيران الروسي، السيطرة على السخنة لأن هذا يدعم مساعيها في مواجهتها المقبلة ضد «داعش» على ضفاف نهر الفرات وفي محافظة دير الزور الغنية بالنفط والبوابة الأخيرة ل «داعش» على العالم الخارجي (العراق). ويأتي ذلك فيما أعاد رئيس هيئة الأركان الأردنية المشتركة الفريق محمود عبدالحليم فريحات التأكيد أن قوات بلاده لن يكون لها وجود أو دخول إلى الأراضي السورية «كما يشاع ويقال عبر وسائل الإعلام المختلفة». وعلى رغم أن تصريحات قائد الجيش الأردني ليست جديدة، وسبقه إليها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني قبل أسابيع، إلا أن كلامه يتزامن مع «سلسلة اجتماعات روسية- أميركية- أردنية شهدتها وتشهدها العاصمة الأردنية، وتتناول على جدول أعمالها القضايا الفنية والتفصيلية، بما في ذلك ملف مناطق خفض التوتر في سورية»، وفق ما قالت مصادر متطابقة. وبحسب هذه المصادر فإن الاجتماعات الأمنية والديبلوماسية المنعقدة في عمّان «متواصلة، وتنعقد على المستويين السياسي والعسكري، وتبحث في عدد من القضايا الأمنية المرتبطة بتداعيات الأزمة السورية على الحدود الأردنية، والبؤر الساخنة التي يعتبرها الأردن خطراً على عمقه الأمني». وقالت مصادر ل «الحياة»، إن الأردن يقبل بوجود أي قوات على حدوده بما فيها قوات النظام السوري، باستثناء قوات من «عصابة داعش» أو من «الميليشيات المذهبية والطائفية»، في إشارة إلى جماعات تعمل تحت إشراف إيران.