أطلقت كوريا الشمالية صاروخاً باليستياً قصير المدى أمس، سقط في البحر قبالة ساحلها الشرقي، في أحدث حلقة من سلسلة تجارب صاروخية مستمرة منذ أسابيع، وتتحدى الضغوط والتهديدات العالمية بفرض مزيد من العقوبات. وقال مسؤولون كوريون جنوبيون بعد التجربة الصاروخية الثالثة لبيونغيانغ منذ تولي الرئيس الليبرالي مون جيه، إن السلطة في سيول في 10 الشهر الجاري، وتعهده الدخول محاورة كوريا الشمالية: «نعتقد بأن الصاروخ من طراز سكود، وانطلق لمسافة تناهز 450 كيلومتراً ووصل إلى ارتفاع 120 كيلومتراً»، علماً أن الشمال يملك مخزوناً كبيراً من صواريخ «سكود» التي طورها في الأصل الاتحاد السوفياتي السابق. ويصل مدى النسخ المعدلة من هذه الصواريخ إلى ألف كيلومتر. وأكدت القيادة الأميركية في المحيط الهادئ أنها تعقبت طيران الصاروخ لمدة ست دقائق حتى سقط متحطماً في بحر اليابان، مشددة على أنه لم يشكل تهديداً لأميركا الشمالية. واعتبر روه جي تشيون، الناطق باسم هيئة الأركان المشتركة في كوريا الجنوبية، أن «كوريا الشمالية تريد إظهار تصميمها على المضي قدماً في تطوير صواريخ، على رغم الضغوط الدولية لكبحها، كما تحاول الضغط على سيول لتغيير سياستها». وأعلن البيت الأبيض إنه جرى إطلاع الرئيس الأميركي دونالد ترامب على عملية الإطلاق. وأشار إلى «بحث إصدار قرار جديد من مجلس الأمن، فيما تدرك الصين (الحليف الديبلوماسي الرئيسي لبيونغيانغ) أن الوقت بات محدوداً لكبح جماح برنامج الأسلحة الكوري الشمالي عبر المفاوضات». وصرح وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس أبلغ محطة «سي بي سي» الإخبارية، أن «النظام الكوري الشمالي يملك مئات من قطع المدفعية وراجمات الصواريخ التي تقع في مرماها إحدى أكثر المدن ازدحاماً بالسكان على وجه الأرض، وهي العاصمة الكورية الجنوبية سيول». وحذر من أن شكل الصراع العسكري مع كوريا الشمالية إذا فشلت الديبلوماسية «سيكون الأسوأ في حياة معظم الناس». وزاد: «حتى في حال نشوب حرب سيشكلون خطراً على الصينوروسيا أيضاً». وردت بكين بحض بيونغيانغ على تهيئة ظروف استئناف المحادثات، مشددة على أن «الوضع الحالي في شبه الجزيرة الكورية معقد وحساس، لذا نأمل أن تتحلى كل الأطراف المعنية بالهدوء وضبط النفس». واحتجت طوكيو على إطلاق الصاروخ. وقال كبير أمناء مجلس وزرائها يوشيهيدي سوغا: «تمثل التجربة إشكالية كبيرة من منظور سلامة حركة النقل البحري والجوي، وتشكل خرقاً واضحاً لقرارات مجلس الأمن». وزاد: «سنناقش في شكل طبيعي الوضع في كوريا الشمالية مع يانغ جيه تشي»، عضو مجلس الدولة الصيني، الذي يزور طوكيو. وتعهد رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي التحرك مع دول أخرى لوقف الاستفزازات المتكررة لبيونجيانغ. وقال: «اتفقنا خلال القمة الأخيرة لمجموعة الدول السبع على أن قضية كوريا الشمالية أولوية قصوى للمجتمع الدولي، وسننفذ عملاً معيناً لردع كوريا الشمالية بالتعاون مع الولاياتالمتحدة». إلى ذلك، دانت روسيا التجربة، وقال نائب وزير خارجيتها فلاديمير تيتوف: «ندعو شركاءنا الدوليين الذين نعمل معهم إلى ضبط النفس على صعيد النشاط العسكري في المنطقة». على صعيد آخر، أعلنت وزارة الوحدة في كوريا الجنوبية أن السلطات استجوبت ستة كوريين شماليين جرى إنقاذهم مطلع الأسبوع بعدما جرفتهم الأمواج في البحر قبالة ساحلها الشرقي، وأنها ستعيدهم إلى وطنهم إذا رغبوا في ذلك. وأوضح خفر السواحل أن الستة تواجدوا السبت الماضي على متن مركبي صيد انقلب أحدهما فتدخل عناصره لإنقاذهم. وفي كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أعادت كوريا الجنوبية ثمانية كوريين شماليين وسفنهم تلبية لرغبتهم بعد إنقاذهم قبالة الساحل الشرقي.