واصلت القوات العراقية تقدمها في آخر معاقل «داعش» المحاصر من ثلاثة محاور في الجانب الغربي للموصل، فيما قدر التحالف الدولي عدد مسلحي التنظيم الباقين في هذا الجانب من المدينة بأقل من 1000. وقال قائد الشرطة رائد شاكر جودت في بيان أمس، إن «قوات الرد السريع والفرقة الآلية خاضت اشتباكات بمختلف أنواع الأسلحة مع الإرهابيين خلال تطهير شقق منطقة الهرمات، وقتلت العشرات، وفجرت 9 عربات مسلحة و5 دراجات مفخخة، ودمرت 3 مدافع مضادة للطائرات ومستودعاً للذخيرة وفككت 50 عبوة»، لافتاً إلى أن القوات «دفعت بالآليات المدرعة والأسلحة المساندة في اتجاه الهرمات الثانية واقتربت من الجسر الخامس». وأضاف: «تم استهداف المقر الأمني الرئيسي لداعش بالصواريخ، ما أسفر عن قتل قيادي بارز ليبي الجنسية يدعى خالد بن الوليد و5 من أفراد حمايته». وزاد أن «قواتنا تمكنت من تحرير 5 كلم مربع، وقتلت أكثر من 40 داعشياً في قصف مواقع التنظيم في منطقة الزنجيلي». وأشار إلى أن «طائرات داعش المسيرة استهدفت خطأ تجمعاً لمسلحيه قرب جامع النوري الكبير، أوقع قتلى وجرحى في صفوفهم». وأفاد ضابط في الشرطة «الحياة» بأنها «تتقدم من جهة منطقة الهرمات الثانية قرب الشقق، وتمت معالجة عدد من العربات المفخخة التي يقودها انتحاريون، وهي تخوض القتال في تخوم حي 17 تموز، مقابل تقدم مماثل صوب حي الزنجيلي من الجهة الجنوبية». وزاد أن «قوات مكافحة الإرهاب تساندها قوات الرد السريع تتقدم في منطقة صناعة وادي عكاب وحي 30 تموز». إلى ذلك، أكد رئيس أركان قيادة فرقة مغاوير النخبة العميد خلف البدران «تجاوز خطوط الصد في حي 17 تموز، وقادة داعش هربوا إلى المدينة القديمة». وأضاف: «نتوقع أن يحرر الساحل الأيمن بالكامل قريباً إذا استمرت وتيرة الضغط». وأعلن القائد في جهاز مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي، أن قواته «تشن عمليتها الأخيرة غرب الموصل، بعد تغيير خططها»، ولم يستبعد «إجراء تغيير في المواقع العسكرية للقطعات في المرحلة الأخيرة من المعركة». وأفادت خلية «الإعلام الحربي» بأن العمليات «تسير وفق الخطة المرسومة والخسائر أقل من المتوقع في مثل هذه المعارك، وليس كما يروج البعض من أكاذيب لحسابات معروفة». من جهة أخرى، نشرت قيادة العمليات المشتركة خريطة لما بقي من مناطق خارج سيطرتها في نينوى، وهي: قضاء تلعفر ومنطقة العياضية والقيروان والقحطانية ومن ثم قضاء البعاج والمنطقة الصحراوية وصولاً إلى الحدود مع سورية». ونفى مجلس الوزراء في بيان ما نقلته بعض وسائل الإعلام عن تلقي الحكومة طلباً من الإدارة الأميركية وقف العمليات في تلعفر، خشية رد فعل من أنقرة التي ترفض دخول «الحشد الشعبي» إلى المدينة، كما لا يوجد حالياً اتفاق بين العراق وأميركا يتعلق بهذه المسألة، ف «الأجواء تحت السيادة الوطنية بالكامل، وقيادة المعركة عراقية، وكل ما يقدمه التحالف الدولي والدول الصديقة هو التدريب والاستشارة وتوفير غطاء جوي لبعض قطعاتنا إلى حين استكمال تشكيلاتنا الجوية العسكرية وضمن السيادة واستقلالية القرار الوطني». وقال الناطق باسم التحالف الدولي جون دوريان: «هناك أقل من 1000 عنصر من داعش في غرب الموصل»، لافتاً إلى أن «بغداد وجهت تعليمات إلى كل القوات المسلحة، بما فيها الحشد الشعبي الذي نجح في ضبط الممرات إلى غرب المدينة وحاصر العدو، وقدمنا إليه المساندة الجوية، ونؤكد أن كل القرارات التي تتعلق بما تقوم به القوات تتخذه الحكومة العراقية ونحن نقدم إليها الدعم مباشرة، كما ندعم كل القوات طالما أنها ليس لديها ارتباط بالحكومة الإيرانية».