أفاد قادة ميدانيون عراقيون أن «داعش» شن هجمات «مباغتة» على القوات المتمركزة في المحورين الشمالي والغربي من الموصل. وأعلن إقليم كردستان قتل وجرح الآلاف من عناصر «البيشمركة» في الحرب على التنظيم. وتأتي هذه الهجمات في وقت يستعد الجيش لإطلاق المرحلة الثانية من عملياته للسيطرة على ما تبقى من أحياء الجانب الأيسر للمدينة، بعد أسبوعين من توقف القتال، ما دفع القادة إلى إجراء إعادة تقييم الخطط وإرسال تعزيزات إضافية إلى الجبهة. وأعلنت قيادة العمليات في نينوى أمس، «إحباط هجمات انتحارية شنها داعش بعربات مفخخة في منطقة بعويزة، في المحور الشمالي». وقال زهير الجبوري، الناطق باسم قوات «حرس نينوى»، بقيادة المحافظ السابق أثيل النجيفي إن «قواتنا وقطعات الفرقة 16، بإسناد من طائرات التحالف الدولي والمدفعية، نجحت في صد هجوم مباغت لداعش حاول خلاله فتح ثغرة في خطوطنا الدفاعية والتسلل إلى بعويزة، ما أدى إلى قتل العشرات منهم ومصرع جندي وإصابة أربعة». وأفادت «كتائب حزب الله العراقي»، أحد فصائل «الحشد الشعبي»، أنها «صدت هجوماً للتنظيم، غرب تلعفر ودمرت بعض آلياته وعرباته، وقتلت عدداً من الإرهابيين». وتتزامن هذه التطورات مع دعوات لإجراء تغيير في قيادة الفرقة 16 التي فشلت في إحراز تقدم منذ انطلاق المعركة. ونفى العميد الركن كمال الحسني، من قيادة العمليات في نينوى «إقالة قائد الفرقة علي الفريجي»، وقال: «هناك اقتراحات قيد الدرس لتكليف نجم الجبوري قيادة الجبهة، على أن يكون فريجي مستشاره». إلى ذلك، أعلن المحلل العسكري هشام الهاشمي أن «دخول قوات إضافية من الشرطة الاتحادية مع الفرقة 16 والفرقة 9 في محاور جديدة سيعجل في التحرير ويرفع نسبة الزخم في معركة مفتوحة»، مشيراً إلى أن «المدد الذي يصل من شمال شرقي الموصل مباشرة، سيقابله مدد من الجنوب الشرقي وبالتالي تشتيت تركيز العدو، وإنهاك وحداته». من جهة أخرى، أفاد مصدر أمني بأن «قوات البيشمركة الكردية والحشد الشعبي قصفت بالمدفعية الثقيلة مواقع داعش في بلدة العياضية التابعة لتلعفر في المحور الغربي، فضلاً عن قصف مماثل في المحور الجنوبي الشرقي في الجانب الأيسر استهدف عرباته وعناصره في حيي السلام وسومر». ونقلت شبكة «روداو» (موقع إلكتروني إخباري كردي) أمس عن الناطق باسم «التحالف الدولي» جون دوريان قوله إن «القوات العراقية قادرة على تحرير الموصل، وتقدمت في شكل جيد، وسنواصل دعمها عبر مستشارينا الذي يلعبون دوراً كبيراً، ونزودها المعلومات الاستخبارية». في أربيل، أعلنت وزارة «البيشمركة» في بيان أمس «مصرع 1654 عنصراً من قواتها وجرح 9707، وفقدان 62، منذ بدء الحرب على داعش في حزيران (يونيو) عام 2014». ونجحت «البيشمركة» في السيطرة على معظم القرى الواقعة في المناطق المتنازع عليها بين أربيل وبغداد وتوقفت عند مشارف الموصل، بناء على اتفاق مع الحكومة الاتحادية. غارة تدمر آخر جسور الموصل بغداد - أ ف ب - أسفرت غارة جوية عن تدمير آخر الجسور التي تربط شطري الموصل عبر نهر دجلة، وإخراجه من الخدمة، على ما ما أكدت مصادر رسمية وشهود أمس. وتنفذ القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة منذ منتصف تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، عملية واسعة النطاق لاستعادة السيطرة على آخر أكبر معاقل «داعش» في العراق. وأحرزت تقدماً واستعادت السيطرة على بلدات وقرى عدة في شرق المدينة. لكن الجانب الأيمن (غرب) منها ما زال خاضعاً لسيطرة الإرهابيين. وقال نائب رئيس اللجنة الأمنية في مجلس محافظة نينوى هاشم بريسكاني، إن «الجسر العتيق استهدف بضربة جوية أمس (الثلاثاء) أدت إلى خروجه من الخدمة»، من دون الإشارة إلى توقيت الضربة. وأكد أن «الجسر كان آخر الجسور التي تربط جانبي المدينة». وبنى البريطانيون الجسر الذي يعرف باسم «العتيق»، وكان الأخير من خمسة جسور دمرت كلها خلال الفترة الماضية. وقال أبو علي، وهو أحد سكان شرق الموصل: «عبرت نهر دجلة صباح اليوم (أمس)، مستخدماً زورقاً من الجانب الأيسر إلى الأيمن للبحث عن حاجات لعائلتي من أسواق هناك»، لافتاً إلى أن «قصفاً جوياً أدى الى قطع الجسر ولا يمكن عبوره». وأشار إلى «وجود عشرات من أهالي الموصل على جانبي النهر في انتظار زوارق للعبور من جهة إلى أخرى». ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الغارة. وتنفذ قوات التحالف الدولي وطائرات عراقية، ضربات ضد معاقل الإرهابيين في المدينة.