استأنف الحوار الوطني في تونس أعماله أمس، للنظر في الروزنامة الانتخابية في ظل خلافات عميقة بين الفرقاء حول مسألة تزامن الانتخابات الرئاسية والتشريعية أو الفصل بينهما، في حين أعلنت وزارة الدفاع التونسية أن الجيش قتل مسلحاً رفض الامتثال لأوامر بالتوقف داخل منطقة عمليات عسكرية مغلقة في جبل الشعانبي (غرب) على الحدود مع الجزائر حيث يتحصن مسلحون تقول السلطات إنهم مرتبطون بتنظيم «القاعدة». وصرح القيادي في الرباعي الراعي الحوار علي الزديني إلى «الحياة» بأنه «يجب البت نهائياً في هذه النقطة الخلافية حتى يُفسح في المجال للهيئة العليا المستقلة للانتخابات لتحديد موعد نهائي للاستحقاقات الانتخابية». وانطلقت جلسات الحوار في ظل خلافات عميقة حول الفصل والتزامن بين الانتخابات التشريعية والرئاسية، فصرح رئيس المكتب السياسي لحركة «النهضة» الإسلامية (صاحبة الكتلة الأكبر في البرلمان) عامر العريض إلى «الحياة» بأن حركته تدعم إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في يوم واحد «وذلك لإنهاء الفترة الانتقالية بأسرع وقت وعدم خرق الدستور الذي ينص على ضرورة إجراء الانتخابات قبل نهاية العام الحالي وفتح المجال أمام الاستثمار والإصلاحات في كل المجالات». في المقابل، طالبت القوى العلمانية بفصل الانتخابات الرئاسية عن التشريعية. وحذر الناطق باسم الجبهة الشعبية (تحالف اليسار والقوميين) حمة الهمامي من «إمكانية تزوير الانتخابات وتهميش أحد الاستحقاقات الرئاسية والتشريعية بسبب تزامنهما». وتواجه حركة «النهضة» ضغطاً متزايداً من قواعدها وأنصارها من أجل فرض التزامن في الانتخابات، إذ يعتبر مراقبون أن التنازلات التي قدمتها الحركة لا تسمح له بالمزيد أمام خصومه العلمانيين. وتعرض زعيم الحركة راشد الغنوشي لانتقادات شديدة بسبب موقفه الرافض لتبني قانون «العزل السياسي» الذي يمنع رموز النظام السابق من الترشح للانتخابات المقبلة. مواجهات الشعانبي في غضون ذلك، أعلن الناطق باسم وزارة الدفاع التونسية العميد توفيق الرحموني أنه «تم صباحاً رصد شخصين داخل منطقة العمليات العسكرية المغلقة، لم يمتثلا لأمر بالتوقف وحاولا الفرار، فأُطلق عليهما النار ما أدى إلى مقتل أحدهما وهروب الآخر». ولفت الرحموني إلى أن القتيل كان ملاحقاً، من دون توضيح القضية المُلاحَق فيها، مضيفاً أن الجيش عثر على «تجهيزات عسكرية وكمية كبيرة من المؤونة» بحوزة المسلحين. وتابع: «تواصل القوات المسلحة ملاحقة العناصر التي ما زالت متحصنة (بالجبل) بعدما سيطرت على الجزء الأكبر من جبال الشعانبي، وسلوم والسمامة».