نفذت الوحدات الأمنية التونسية أمس فجراً، حملة دهم واسعة لأحد المساجد شمال غربي البلاد «أسفرت عن توقيف 40 عنصراً تكفيرياً» في مدينة «الروحية» في محافظة سليانة (وسط) الواقعة على بعد حوالى 170 كيلومتراً شمال غربي العاصمة التونسية، وفق ما أفاد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية محمد علي العروي، مشيراً إلى أن بين المعتقلين «جهادياً» سبق أن قاتل في سورية. وأكد العروي أن الحملة الأمنية طاولت مسجد «المهاجرين» الواقع في المدينة التي شهدت أعمالاً إرهابية سقط خلالها جنود وضباط في الجيش منذ سنتين، وذلك بعد أيام قليلة على إلقاء القبض على «خلية تكفيرية» في محافظة صفاقس (جنوب شرق) كانت بصدد الإعداد لعمليات إرهابية تستهدف منشآت أمنية وحيوية في المدينة. وتشن السلطات التونسية حملة واسعة ضد عناصر تنظيم «أنصار الشريعة» السلفي الجهادي المحظور الذي تتهمه الحكومة بالضلوع في أعمال إرهابية استهدفت أمنيين وعسكريين. وفي سياق متصل، أفاد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع توفيق الرحموني بأن «أجهزة الرصد والمراقبة، لاحظت عند الساعة الثامنة من مساء الإثنين تحركات مشبوهة في منطقة الدغرة لمجموعة من المتحصنين في جبل الشعانبي» في محافظة القصرين (وسط غرب) الحدودية مع الجزائر. وقصفت الوحدات العسكرية مناطق «التحركات المشبوهة» في الجبل الذي تتحصن به مجموعات مسلحة ترتبط بتنظيم «القاعدة» في المغرب الإسلامي. من جهة أخرى، أعلن رئيس حركة «النهضة» الإسلامية في تونس راشد الغنوشي أنه «لا يرى مانعاً من أن يعلن رئيس الجمهورية المنصف المرزوقي الترشح للانتخابات الرئاسية من دون التخلي عن منصبه»، مطلقاً الموقف ذاته بالنسبة لرئيس المجلس الوطني التأسيسي (البرلمان) مصطفى بن جعفر. وكان الغنوشي طالب، في وقت سابق، باستقالة المرزوقي من منصبه إذا كان يعتزم الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة المتوقع إجراؤها نهاية العام الحالي. ونفى الغنوشي تبعية حركته إلى التنظيم العالمي ل «الإخوان المسلمين»، مشدداً على أن «حركة النهضة هي حركة تونسية مهتمة بالأساس بالواقع السياسي التونسي». وذلك بعد أخبار تناقلتها وسائل إعلام مفادها أن الغنوشي مرشح لتولي منصب المرشد العام لتنظيم «الإخوان» العالمي.