أنزل التحالف الدولي ضد «داعش» قوة أميركية و «سورية- عربية» قرب سد الطبقة في إطار معركة التحالف الكردي- العربي لتطويق مدينة الرقة وطرد التنظيم منها ووقف تقدم القوات النظامية لاستعادة عاصمة «داعش»، في وقت نشرت روسيا قوة في منطقة كردية بعد تعرضها لقصف من الجيش التركي رداً على إطلاق النار على أحد عناصره. وتقدمت فصائل إسلامية وأخرى من «الجيش السوري الحر» إلى نحو أربعة كيلومترات من مدينة حماة، وحذّر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من «محاولات تقويض الهدنة وإفشال جهود التسوية السياسية» عشية استئناف مفاوضات جنيف اليوم. وأعلنت «قوات سورية الديموقراطية» الكردية- العربية أن التحالف الدولي أنزل جواً قوة أميركية وقوات سورية متحالفة معها في المحافظة قرب الطبقة، موسّعاً الحملة على «داعش». وأضافت في بيان أن العملية تهدف إلى السيطرة على منطقة الطبقة الاستراتيجية على ضفة نهر الفرات المقابلة لمناطق تسيطر عليها «قوات سورية الديموقراطية» والحد من تقدم القوات الحكومية السورية في هذا الاتجاه. وحققت القوات الحكومية والقوى المتحالفة معها مكاسب سريعة شرق حلب في الأسابيع القليلة الماضية، مقتربة من حدود محافظة الرقة قرب الطبقة. وأردف البيان: «قامت القوات الأميركية بعملية إنزال جوي لقوة من المشاة الأميركية، ومعها وحدات المهمات الخاصة في قوات غضب الفرات، وحررت قرى أبو هريرة، المشيرفة، الكرين، المحمية، وقطعت الطريق الدولي حلب- الرقة- دير الزور». وقال مسؤول محلي مطلع على عمليات «قوات سورية»، إن عملية الإنزال تهدف إلى تأمين نقطة عبور للقوات المقبلة في زوارق عبر الفرات التي بدأت الوصول فجر أمس. وتقاتل «قوات سورية الديموقراطية» التي تضم «وحدات حماية الشعب» الكردية إلى جانب جماعات عربية لعزل الرقة قبيل هجوم مرتقب على المدينة التي استخدمها التنظيم الإرهابي قاعدة للتخطيط لشن هجمات في الخارج. وقطع التحالف الذي يقوده الأكراد الطريق الرئيسي الأخير الخارج من الرقة هذا الشهر، مضيِّقاً الخناق على المدينة من جهات الشمال والشرق والغرب. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إن الطريق الوحيد للخروج من الرقة الآن هو عبر نهر الفرات الذي يحد المدينة من الجنوب. وفتح الجيش التركي النار على منطقة عفرين التي يسيطر عليها الأكراد بعد مقتل أحد جنوده برصاصات أطلقها قناص من الجانب الآخر للحدود التي تسيطر عليها «وحدات حماية الشعب». وتابع أن جنوده ردوا بإطلاق النيران. وقال الناطق باسم «وحدات حماية الشعب» ريدور خليل، إن القوة الروسية التي انتشرت في عفرين في وقت سابق هذا الأسبوع توجهت إلى المنطقة التي تعرضت للقصف التركي. على صعيد آخر، قال «المرصد» إن جماعات المعارضة المسلحة تقدمت لتصبح على مسافة أربعة كيلومترات من مدينة حماة الخاضعة لسيطرة الحكومة، في هجوم كبير وسط البلاد. واستمر الهجوم، الذي تصدَّره تحالف من «هيئة تحرير الشام» وفصائل من «الجيش»، أمس. وأفاد ناشطون معارضون بسيطرة المعارضة على مناطق عدة وتفجير عربات مفخخة في مناطق سيطرة القوات النظامية. وتزامن هذا مع استمرار المعارك بين القوات النظامية وفصائل إسلامية في الأحياء الشرقية لدمشق التي تعرضت لعشرات الغارات من الطيران السوري. سياسياً، تبدأ في جنيف اليوم جولة جديدة من المفاوضات بين ممثلي الحكومة والمعارضة. ودعا لافروف إلى تعزيز «التقدم الهش» الذي تحقق في الجولة الماضية من المفاوضات، معتبراً أن المسألة السورية بلغت «اللحظة الحاسمة». وأجرى لافروف محادثات في موسكو أمس مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، تناولت التحضيرات لجولة المفاوضات الجديدة.