في حيرة واستغراب معتادين، يقف المواطن الفلسطيني صامتاً وسط دائرة الاعتداءات الاسرائيلية المتواصلة في قطاع غزة والضفة الفلسطينية والقدسالمحتلة، وليست هذه الاعتداءات وراء هذا الاستغراب وهذا اليأس، إنما صمت السلاح الفلسطيني والكلمة الفلسطينية عن الرد على هذه الاعتداءات، والسير خلف السياسة العربية والدولية التي اعتادت الصمت وأتقنت أسلوب عدم الرد. الحالة الشعبية باتت واضحة، فهي يائسة بعدما أيقنت أن المشروع الوطني المنشود على حافة الهاوية، فلا نجاح في جلسات الحوار يذكر، وإن وجد فهو فقط لبيان مدى جدية هذا الفصيل او ذاك في إنجاح الحوار، في المقابل عدوان اسرائيلي متواصل وسط صمت فصائلي واضح، فيبدو ان الأسلحة قد خرست والذخائر قد دفنت في القبور والألسنة للهجاء وهي تتلعثم في حال السؤال عن الرد على الاعتداءات الاسرائيلية. إننا بحاجة الى قيادة فلسطينية جديدة وسلخ هذه القضايا وإبعادها من مشروعنا الوطني، ومحاكمتهم عما اقترفوه بحق هذا الشعب الذي مل من كثرة المصائب والهموم، واستبدال القيادة الحالية سواء كانت في غزة او في الضفة بقيادة مرتبطة ارتباطاً كلياً بمصالح الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وعدم الاستناد إلى قرارات الخارج. أتذكر شعاراً كان وما يزال يرفع في كل جنازة شهيد، ألا وهو «إننا على دربك سائرون». فأين وصل بنا هذا الشعار؟ وأين الدرب وأين السائرون؟ وكيف تصبح بندقية الثائر الحقيقي محرّمة عليه، وتصبح الرصاصة شاهداً في المحاكم على أصحابها، والجميع هدفه ومطلبه واضح: ألا نعتدي على اسرائيل، في مقابل عدم اعتدائها علينا. وإذا ما سئلوا لماذا هذا الجواب، يردون بأننا اتفقنا مع فصائلكم على هذا، في المقابل تنفي الفصائل الاتفاق على هدنة مع الاحتلال سواء في الضفة او في القطاع. صرختي موجّهة الى هذا الشعب الضائع بينما القدس تهوّد، والفلسطينيون في الداخل يعتدى عليهم، والغول الاستيطاني يتوحش ويسلب، واعتداءات قطعان المستوطنين متواصلة، أما أبواب الحوار والمصالحة فقد أغلقت على مصراعيها بحديد من حقد.