فاجأ الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد المراقبين أمس، بإرساله رسالة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أعرب فيها الرئيس السابق عن سعادته لانتخاب ترامب وأثنى على مواقفه من الطبقة السياسية في أميركا. وأبدت الأوساط السياسية في طهران استياءها من خطوة نجاد باعتبارها «تودداً» للرئيس الأميركي، لا مبرر له سوى مناكفة الرئيس الإيراني حسن روحاني في ظل توتر العلاقة بين الأخير والإدارة الأميركية الجديدة، وكذلك مع تزايد التأكيدات على أن روحاني سيكون المرشح الأبرز للرئاسة في بلاده، فيما استبعد نجاد عن الاستحقاق بأمر مرشد «الجمهورية الإسلامية» علي خامنئي. كما أتت رسالة نجاد في وقت تصاعدت حدة التوتر بين الأوساط المحافظة في إيران وفي مقدمها «الحرس الثوري» وواشنطن التي تسعى إلى تشديد العقوبات على إيران. وكان التحسن في العلاقات قد أثمر «الاتفاق النووي» مع الغرب. وطالب نجاد ترامب بإصلاح النظام السياسي الأميركي وتجنب التعدي على مصالح البلدان الأخرى. وسلمت الرسالة إلى السفارة السويسرية باعتبارها راعية مصالح أميركا في طهران، كما أرسلت نسخة منها إلى الموقع الإلكتروني الخاص لترامب. ورأى نجاد في رسالته أن «أميركا المعاصرة هي ملك للجميع، وليس من حق أحد أن يقول إن أميركا ملك لي، بما في ذلك السكان الأصليين ليس لهم الحق بقول أنت مهاجر أو ضيف على أرض الولاياتالمتحدة». واللافت أن نجاد أشار إلي تواجد أكثر من مليون إيراني يقيمون في الولاياتالمتحدة، غالبيتهم من الاختصاصيين والفنيين والخبراء. وأبلغت «الحياة» مصادر قريبة من الرئيس السابق، بأن هذه الرسالة كان من المفترض أن ترسل بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية مباشرة، إلا أن مقربين من نجاد أقنعوه بالتريث، فيما عارض فريق آخر التواصل مع ترامب باعتباره «مجنوناً» لا تؤتمن ردود فعله. وليست تلك المرة الأولى التي يقدم نجاد على خطوة مماثلة، إذ راسل الرئيسين جورج بوش الابن وباراك أوباما، من دون أن يلقى ردوداً. ونصح نجاد ترامب بالنأي عن «سلوكيات الإدارات الأميركية المتعاقبة والتي اتسمت بتحقير الآخرين والاستعلاء» عليهم، وخاطبه قائلاً: «فخامة الرئيس لا بد أنك تعرف تاريخ تعامل الإدارات الأميركية مع الشعوب والبلدان، وقد وصل مستوى عدم الرضا لدى الشعوب الأخرى حداً كبيراً للغاية، إذ يتم انتخاب أي حزب أو شخص إذا كان مناهضاً لسياساتكم». أتى ذلك في وقت نقلت وكالة «فرانس برس» عن وسائل إعلام إيرانية رسمية، أن روحاني اتهم منتقديه المحافظين بأنهم يرغبون في «حرمان الإيرانيين من المباهج الأساسية في الحياة وعزل البلاد»، فيما قال مساعد للرئيس إنه قرر خوض الانتخابات سعياً إلى ولاية ثانية. وتجرى انتخابات الرئاسة الإيرانية في 19 أيار (مايو) المقبل، لكن روحاني، وهو معتدل يحق له السعي لفترة ولاية ثانية مدتها أربع سنوات، لم يصل إلى حد تأكيد أنه سيخوض الانتخابات للمضي قدماً في الإصلاحات التي يقاومها المحافظون. في غضون ذلك، دشنت القوات البحرية الإيرانية أمس، مرحلة نهائية من مناورات «الولاية 95» في المياه الخليجية وبحر عمان وشمال المحيط الهندي. وأعلن قائد هذه القوات الأميرال حبيب الله سياري أن الهدف منها تعزيز الأمن ورفع جاهزية القوات لمواجهة أي أخطار تستهدف الأمن والاستقرار في هذه المنطقة. إلى ذلك، أشار قائد القوات البرية في الحرس الثوري العميد محمد باكبور إلى أن هذه القوات أنشأت وحدة خاصة للطائرات من دون طيار واستحدثت لها قواعد في مناطق العمليات.