توفي أمس الأب الروحي ل «الجماعة الإسلامية» الدكتور عمر عبدالرحمن داخل أحد السجون الأميركية، حيث كان يقضي عقوبة السجن مدى الحياة، في قضية تفجيرات نيويورك 1993 (مركز التجارة العالمي). وعلمت «الحياة» أن عبدالرحمن أوصى بدفن جثمانه في مصر وطالب أسرته بتشريح جثمانه بعد وفاته وإجراء تحقيق لمعرفة أسباب الوفاة، فيما ثارت مخاوف من استغلال التنظيمات المتطرفة الوفاة لتنفيذ هجمات. وأوضح عبدالله عمر عبدالرحمن، نجل أمير «الجماعة الإسلامية»، في اتصال هاتفي مع «الحياة» من قطر، أن والدته عائشة عبدالرحمن كانت تلقت اتصالاً هاتفياً من مسؤولي السجن الأميركي ظهر أمس، أبلغوها فيه بوفاة زوجها، قبل أن يجروا اتصالاً آخر مع محاميه في أميركا للأمر ذاته. وكشف عبدالله أن والده «كان أوصى بدفن جثمانه في الأراضي المصرية»، مشيراً إلى أن «تنسيقاً يجريه محامي عبدالرحمن مع السلطات الأميركية لتسلم جثمانه، بالتزامن مع تنسيق آخر تجريه عائلته مع السلطات المصرية لاستقبال جثمانه على أراضيها». وأبلغ عبدالله «الحياة» أنه سيصل خلال ساعات إلى مصر ل «استقبال جثمان والده مع العائلة»، وكشف أن والده كان «أوصى أيضاً بفتح تحقيق مع السلطات الأميركية وتشريح جثمانه من أجل معرفة ملابسات وفاته»، مشيراً إلى أن «محاميه سيبدأ في إجراء تلك التحقيقات، بعدما باشر إجراءات تسلم الجثمان». وكان الشيخ عمر عبدالرحمن اشتكى في آخر اتصال مع أسرته مطلع الشهر الجاري من زيادة القيود التي فرضتها سلطات السجن في أميركا عليه، عقب تولي دونالد ترامب الرئاسة، ومنها مصادرة الأدوية وجهاز الراديو، قبل أن تبلغ الإدارة الأميركية زوجته أول من أمس باستعدادها لنقل عبدالرحمن. وعزا عبدالله قبول السلطات الأميركية بتسليم والده إلى «التراجع الشديد في حالته الصحية، إذ أبلغنا أول من أمس بإمكان نقله، لكن الوقت لم يمهلنا، إذ توفي أمس». ولد عبدالرحمن في محافظة الدقهلية عام 1938، وفقد البصر بعد عشرة أشهر من ولادته، حصل على الثانوية الأزهرية قبل أن يلتحق بكلية أصول الدين في القاهرة التي تخرج منها عام 1965، ليعين في وزارة الأوقاف إماماً لمسجد في إحدى قرى الفيوم. اعتقل أكثر من مرة، كان أولها عام 1970 بعد وفاة الرئيس السابق جمال عبدالناصر. وعقب الخروج من السجن تمكن من الحصول على درجة الدكتوراه، قبل أن يتم القبض عليه في تشرين الأول (أكتوبر) 1981، حيث تمت محاكمته في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات أمام المحكمة العسكرية ومحكمة أمن الدولة العليا، وحصل على البراءة في القضيتين ليطلق سراحه عام 1984، سافر بعدها إلى الولاياتالمتحدة واعتقل هناك بتهمة التورط في تفجيرات نيويورك عام 1993. وكان عبدالرحمن أيد مبادرة وقف العنف التي أعلنتها «الجماعة الإسلامية» في تسعينات القرن الماضي. ويخشى مراقبون من أن تثير الوفاة مخاوف من استغلالها من التنظيمات المتطرفة، مثل «القاعدة» و «داعش»، لتحريض أنصارها على تنفيذ هجمات في الولاياتالمتحدة أو مصالحها في المنطقة.