شيع أمس في إيلفورد في شرق لندن الطبيب البريطاني الذي قضى داخل سجن سوري في ظروف لا تزال ملتبسة، وذلك عشية فتح تحقيق قضائي سعياً إلى كشف أسباب وفاته. وقال شاه نواز خان خلال الصلاة على جثمان الطبيب عباس خان في مسجد ريجنتس بارك في لندن، إن «شقيقي كان نجمة تشع على أسرتنا». وأسفت فاطمة، والدة الطبيب المتزوج والذي له ولدان في السادسة والسابعة، لعودة نجلها جثة، وخصوصاً أن أحداً لم يساعد في محاولة إنقاذه. وتحمِّل عائلة خان (32 عاماً) والسلطات البريطانية نظام الرئيس السوري بشار الأسد مسؤولية وفاته، في حين تؤكد دمشق أن الطبيب الذي اعتقل منذ أكثر من عام لممارسته «أنشطة غير مسموح بها»، انتحر شنقاً قبيل الإفراج عنه. وأعيد جثمان خان الأحد إلى بريطانيا حيث خضع لتشريح الإثنين من جانب طبيب شرعي مستقل. ولم تعلن حتى الآن نتيجة التشريح. والخميس، اعتبر محامي العائلة نبيل الشيخ أن فرضية انتحار خان «لا يمكن تصورها»، لافتاً إلى أن تحقيقاً قضائياً سيبدأ الجمعة لتحديد أسباب الوفاة. وسئل عما إذا كانت السلطات البريطانية بذلت جهوداً كافية للإفراج عن الطبيب، فقال إن «العائلة ترى أن هذا الأمر لم يحصل. فعلياً، لم يحصل أبداً اتصال. لقد حاولوا مراراً أخذ موعد مع (وزير الخارجية البريطاني) وليام هيغ، لكن عبثاً. الشيء الوحيد الذي حصلوا عليه فعلياً هو الرسالة التي وجهها رئيس الوزراء (ديفيد كاميرون) بعد الأحداث المأسوية». وكتب كاميرون رسالة إلى والدة الضحية أكد فيها أن على النظام السوري «تقديم توضيحات» لما حصل. لكن عائلة عباس خان اعتبرت أن هذه الرسالة وصلت «متأخرة جداً»، حتى أن شقيق الضحية اتهم الحكومة بأنها «تخلت عنه لأنه لم يكن بريطانياً بما فيه الكفاية».