نظم مئات الإسلاميين أمس تظاهرة أمام السفارة الأميركية في قلب القاهرة للمطالبة بإطلاق سراح الأب الروحي للجماعات الإسلامية الدكتور عمر عبدالرحمن الذي يقضي عقوبة السجن مدى الحياة في الولاياتالمتحدة بتهمة التورط في تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993. وقاد التظاهرات القيادي في «جماعة الجهاد» عبود الزمر الذي أطلق سراحه قبل شهرين بعد 30 سنة قضاها في السجن لإدانته في قضية اغتيال الرئيس السابق أنور السادات، فيما رصد وجود لقيادات من الأزهر وحضور نسائي. وردد المتظاهرون هتافات بينها «عُمر يا عبدالرحمن، لازم ترجع للأوطان»، و «يا أوباما يا أوباما... رجع شيخنا بالسلامة»، و «الشعب يريد عمر عبدالرحمن»، و «يا مشير يا مشير، الشيخ عمر لسه أسير»، كما حملوا عشرات اللافتات عليها صور عبدالرحمن، كتب عليها «ممنوع منذ 18 سنة من رؤية أبنائه أو التحدث إليهم»، ولافتات أخرى كتب عليها: «أين الحرية يا بلد الحرية؟» و «إلى قيادات المجلس الأعلى للقوات المسلحة الشرفاء: أطلقوا سراح الشيخ عمر عبدالرحمن»، و «علماء الأزهر يطالبون بعودة عمر عبدالرحمن». وطوقت قوات من الشرطة العسكرية والأمن محيط السفارة، ولم تحدث مشاحنات بين المتظاهرين ورجال الحراسة، إذ لم يسع المشاركون في التظاهرة إلى اقتحام الأسوار الحديد المحيطة بالسفارة، بل وقفوا في أحد الشوارع الجانبية خلف مبنى السفارة المطل على شارع القصر العيني في وسط القاهرة. وعقد قادة التظاهرة مؤتمراً صحافياً أمام السفارة. وقال الزمر: «هذه وقفة احتجاجية رمزية نرغب من خلالها في إيصال رسالة إلى الإدارة الأميركية بإعادة النظر في العلاقة بينها وبين مصر، وهي العلاقة التي أدت إلى اعتقال الدكتور عمر عبدالرحمن 18 سنة حبساً غير آدمي». واعتبر أن عبدالرحمن «إضافة إلى التيار الوسطي في الإسلام، وليست هناك أية مخاوف من الإفراج عنه كما زعم النظام السابق». ورأى محامي الإسلاميين منتصر الزيات أن «النظام السابق قضى على كل محاولات الإفراج عن الشيخ عمر عبدالرحمن ونشر معلومات خاطئة بأن أمير الجماعة الإسلامية في حال خروجه سيتولى إمارة الجماعة ويعود بها من جديد إلى أعمال العنف والإرهاب، في حين أن عبدالرحمن يدعو طيلة حياته بالكلمة الطيبة من دون الدعوة إلى استخدام العنف». وسارعت السفارة الأميركية إلى الرد على التظاهرات ببيان نفت فيه سوء معاملة عبدالرحمن. وأوضحت أنه «يتلقى الرعاية الطبية المناسبة ويتمتع بحق التواصل مع المحامين بصورة متكررة سواء من طريق المقابلات الشخصية أو عبر الهاتف»، نافية أن يكون ممنوعاً من الاتصال بأبنائه. وأشارت إلى أن «التحقيقات المكثفة التي أجرتها السلطات الأميركية عام 1993 كشفت مؤامرة لتفجير مواقع عدة في مدينة نيويورك، بما في ذلك مبنى الأممالمتحدة ومبنى فيديرال بلازا وأنفاق لينكولن وهولندا، إضافة إلى التخطيط لاغتيال عدد من الشخصيات السياسية البارزة». وأضافت أن «التحقيقات أسفرت عن اعتقال عدد من الأفراد بعد أن ثبتت مشاركتهم في التآمر ضد الحكومة الأميركية وكان من بينهم عبدالرحمن الذي حكم بالسجن مدى الحياة».