أبدت طهران شكوكها في تصعيد مفتعل ضدها من الجانب الأميركي بدأ بمنع الإيرانيين من السفر الى الولاياتالمتحدة ووصل الى ضجة حول تجربة صاروخية باليستية لم تؤكدها. ودعت إيران البيت الأبيض الى عدم التذرع ببرنامجها الباليستي لإثارة أزمة جديدة. وشددت على حقها في استكمال تجاربها الصاروخية الباليستية، باعتبار أن الاتفاق النووي مع الغرب لم يتطرق الى هذا الأمر، فيما شككت مصادر ديبلوماسية ب «محاولات أميركية لاستصدار إدانة لإيران في مجلس الأمن». واعتبرت وزارة الخارجية الروسية ان ايران «لا تنتهك قرار مجلس الامن الدولي حول برنامجها النووي، في حال اجرت تجربة لاطلاق صاروخ باليستي متوسط المدى، واعتبرت الدعوة الى اجتماع عاجل لمجلس الامن بهذا الشأن مسعى الى «تأجيج الوضع». وقال نائب وزير الخارجية سيرغي ريابكوف لوكالة «انترفاكس» للانباء ان «مثل هذه الافعال، في حال حدثت، فإنها لا تنتهك القرار»، مشيرا الى ان «القرار 2231 الصادر عن مجلس الامن الدولي لا ينص على منع ايران من القيام بذلك». واوضح ريابكوف ان قرار مجلس الامن الدولي «لم يدع ايران سوى الى عدم اجراء تجارب على صواريخ قادرة على حمل راس نووي». واضاف ان «الدعوة ليست حتى من حيث المنطق البح مماثلة للمنع. ليست الشيء نفسه.» وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف خلال مؤتمر صحافي في طهران مع نظيره الفرنسي جان مارك إرولت، إن طهران «لم تلمس تعاوناً والتزاماً من بعض الأطراف الموقعة علي الاتفاق النووي»، مشيراً الى إقدام واشنطن على إصدار «عدد من قرارات الحظر ضد إيران وآخرها قضية تأشيرات دخول الإيرانيين الى الولاياتالمتحدة»، في إشارة الى منع دخول مواطني بلاده. وأشار ظريف الى أن الصواريخ الإيرانية غير مصممة لحمل رؤوس نووية، وزاد: «لا ننوي استخدام صواريخنا لمهاجمة أحد»، وأعرب عن أمله في ألا تكون البرامج الدفاعية الإيرانية ذريعة ل «لعبة جديدة مفتعلة علي غرار القرار المخزي الذي منع حملة التأشيرات الرسمية من دخول الولاياتالمتحدة». ولم توقف إيران برنامجها الصاروخي، لكن توقيت التجربة وإن لم تعلن عنها إيران، فسر علي أنه «جس نبض» لإدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد شمل الإيرانيين بقراره منع دخول مواطني ست دول إسلامية الى الولاياتالمتحدة. وقال صالح المؤمن الباحث في «المركز العربي للدراسات الإيرانية» في طهران إنها «لا تنوي التحرش بترامب وتنتظر بوادر سياساته في المنطقة»، لكن إدراج الإيرانيين في لائحة الممنوعين من السفر استفزها، خصوصاً أنه لم يسجل تورط أي منهم في نشاطات إرهابية. ولم تعترض الدول الأخرى الشريكة في الاتفاق النووي على التجارب الصاروخية الإيرانية، لأن القرار 2231 حظر صناعة صواريخ تستطيع حمل رؤوس نووية. ورأت مصادر في طهران انه «عندما تؤيد الوكالة الدولية للطاقة الذرية سلمية البرنامج النووي الإيراني، فإن القلق من الصواريخ الإيرانية ينتفي تلقائياً». ورأت المصادر أن مشاورات مجلس الأمن التي دعت اليها واشنطن بعد التقارير عن التجارب ستعكس هذا الأمر. وعلي رغم أن وزير الخارجية الفرنسي دعا طهران الي تبديد القلق الدولي حول صواريخها البالستية، فإنه أكد أن لا ضرورة لمراجعة الاتفاق النووي «لأنه اتفاق تاريخي لإيران والأسرة الدولية». وأعرب إرولت عن قلق بلاده من تصريحات في هذا الاتجاه، أدلى بها ترامب خلال حملته الانتخابية، لكنه قال: «نحن ننتظر وضوح رؤيا الإدارة الأميركية الجديدة ونتابع بالكثير من الحذر وبحثنا ذلك مع وزير الخارجية الألماني» سيغمار غابرييل. واعتبر أن الموقف المتفرد في منع دخول الزائرين الولاياتالمتحدة «مقلق وفي غير محله وتقتضي الحكمة التراجع عنه». وأشاد إرولت بالتعاون مع إيران في المجالات الاقتصادية والصناعية، مبدياً تفاؤله بتعزيز التبادل بموجب ما تم الاتفاق عليه خلال اجتماع اللجنة الاقتصادية المشتركة التي رأسها وزيرا خارجية البلدين. نقلت وكالة أنباء تاس عن السفارة الإيرانية في موسكو قولها أمس إن الرئيس الإيراني حسن روحاني سيزور موسكو لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الشهر المقبل. وفي نيويورك بحث مجلس الأمن أمس التجربة الصاروخية الأيرانية بناء على طلب من الولاياتالمتحدة، في أول تحرك للسفيرة الأميركية الجديدة نيكي هايلي منذ تسلمها منصبها. وانعقد المجلس أمس في جلسة طارئة في مشاورات مغلقة بناء على دعوة هايلي التي وجهتها الى المجلس مساء الإثنين. وأكد السفير البريطاني ماثيو ريكروفت أن «تجربة إطلاق الصاروخ إن تأكدت، ستكون متعارضة مع قرار مجلس الأمن 2231 ومن المهم جداً أن يكون لمجلس الأمن موقف واحد لمناقشة ما يجب فعله في هذا الشأن». وقال ريكروفت الذي اجتمع مع هايلي عشية انعقاد الجلسة إن «هناك عدداً من القضايا المتعلقة بإيران في هذه المرحلة، أولها تجربة إطلاق الصاروخ، ثم مستقبل الاتفاق النووي، ودور إيران الإقليمي، وكلها مترابطة».