أمر الرئيس الإيراني حسن روحاني وزير الدفاع حسين دهقان بتطوير برنامج الصواريخ الباليستية رداً على العقوبات الأميركية المقترحة. وقال في رسالة إلى الوزير الدفاع، نشرتها وكالة أنباء «الجمهورية الإسلامية» الرسمية «نظرا لأن الحكومة الأميركية لا تزال تواصل وبوضوح سياساتها العدائية وتدخلها غير القانوني... ينبغي للقوات المسلحة أن تزيد سريعاً وبدرجة كبيرة قدراتها الصاروخية». وأعلنت طهران أمس أنها ستردّ على أي عقوبات قد تفرضها واشنطن، وتستهدف برنامجها الصاروخي. كما نفت رسمياً «أكاذيب» أميركية أفادت بأنها اختبرت صاروخاً قرب سفن أميركية وفرنسية في مضيق هرمز الأسبوع الماضي. وكانت لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة أعلنت قبل أسبوعين أن إطلاق إيران في تشرين الأول (أكتوبر) الماضي صاروخاً باليستياً من طراز «عماد»، يمكنه حمل رأس نووي، ينتهك قرارات أصدرها مجلس الأمن تمنع طهران من إجراء نشاطات مرتبطة بصواريخ باليستية يمكنها حمل رؤوس نووية. لكن إيران تعتبر أنها ليست معنية بتلك القرارات، إذ تؤكد أن صواريخها الباليستية دفاعية وليست مخصصة لحمل رؤوس نووية. وأوردت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية أن الولاياتالمتحدة تُعدّ عقوبات محتملة ستطاول 12 فرداً وشركة، في إيران وهونغ كونغ ودولة الإمارات، للاشتباه بتطويرهم برنامج طهران للصواريخ الباليستية، وذلك رداً على تجربتَي إطلاق صواريخ باليستية أجرتهما إيران، في 10 تشرين الأول و21 تشرين الثاني (نوفمبر). والعقوبات المحتملة ستكون الأولى منذ الاتفاق النووي المُبرم بين طهران والدول الست في تموز (يوليو) الماضي. لكن «وول ستريت جورنال» نقلت عن مسؤولين أميركيين أن الاتفاق لا يمنع وزارة الخزانة الأميركية من فرض عقوبات على إيران، لأسباب لا تتعلق ببرنامجها النووي، مثل الصواريخ الباليستية أو انتهاكات حقوق الإنسان أو الإرهاب. وعلّق مسؤول بارز في الإدارة الأميركية على تقرير الصحيفة قائلاً: «ندرس اتخاذ تدابير إضافية مرتبطة ببرنامج الصواريخ الباليستية (الإيرانية)، بسبب مخاوفنا المتواصلة المتعلقة بها». وأضاف أن الإدارة «تدرس جوانب» مرتبطة بعقوبات جديدة ممكنة، وب «تطوير في عملها الديبلوماسي مع إيران، ينسجم مع مصالح أمننا القومي». لكن الناطق باسم الخارجية الإيرانية حسين جابر أنصاري، شدد على أن البرنامج الصاروخي لبلاده «ليس مرتبطاً بالاتفاق» النووي، وزاد: «لا يمكن أي أمر أن يحرم إيران من حقوقها المشروعة والقانونية، لتعزيز قدراتها الدفاعية وأمنها القومي». وأشار إلى أن طهران حذرت واشنطن من «هذه التدابير الأحادية والتعسفية وغير المشروعة»، مشدداً على أن «إيران ستتصدى بحزم لأي تدخل أميركي ضد برامجها الدفاعية». ونبّه علي أكبر ولايتي، مستشار الشؤون الدولية لمرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي، إلى أن تشديد واشنطن العقوبات على طهران «يتعارض مع روح الاتفاق النووي»، مؤكداً أن ذلك «لن يبقى من دون رد».