استقبل الأمين العام للحزب الحاكم في الجزائر جمال ولد عباس، قياديين بارزين في حركة «مجتمع السلم» الإسلامية، رئيس الحركة السابق أبو جرة سلطاني وحليفه عبد الرحمن سعيدي الذي كان رئيساً لمجلس الشورى، وهما يمثلان تياراً مناهضاً لسياسات رئيس الحركة الحالي عبد الرزاق مقري، ما أثار امتعاضاً داخل الحركة. وصرح سعيدي إلى «الحياة» أن اللقاء «تم في سياق مشاورات عادية حول الوضع السياسي في البلاد». وسُئل سعيدي عن الحساسية التي سببها هذا اللقاء داخل هياكل الحركة التي ينتمي إليها، فقال: «لا أحد بإمكانه أن يحجر علينا أن نلتقي ونتحاور مع الفاعلين السياسيين». ويُعدّ سعيدي أحد أبرز القيادات التي تعارض نهج رئيس الحركة الحالي عبد الرزاق مقري، كما يعتبر أقرب شخصية إلى أفكار رئيس الحركة السابق أبو جرة سلطاني، ويصفهما مراقبون بأصحاب النهج «الوسطي» في الحركة الذي يؤمن بسياسة «تشاركية» مع السلطة، بينما يمثل جناح مقري التيار الراديكالي الرافض للانخراط في حوار يفضي إلى مشاركة في الحكومة أو المناصب الرسمية. وكان الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، جمال ولد عباس كشف عن استقبال وفد من حركة «مجتمع السلم» (حمس) يقوده رئيس الحركة السابق أبو جرة سلطاني والقيادي الآخر عبد الرحمن سعيدي. وقال ولد عباس إن اللقاء الذي جمعه بوفد «حمس» كان بطلب من سلطاني، معلناً عن لقاء بين ممثلين للحزبين في الأيام المقبلة. ولم يبد مقري أي موقف مباشر من هذا اللقاء، لكنه انتقده ضمناً، إذ كتب: «لا أتعجب أبداً من حجم الصد والعداوة والتآمر الذي تتعرض له الحركة على مستوى جهات في المجتمع وجهات في النظام السياسي، فالحركة استطاعت أن تتجاوز كل التحديات والمصاعب والمؤامرات وخرجت من انشقاقين أقوى كما كانت عليه» في إشارة إلى نشأة حزبين من رحمها يقودهما كل من عمار غول وعبد المجيد مناصرة (تجمع أمل الجزائر وجبهة التغيير). وتابع مقري: «إنها حركة لا بد أن يعاديها أقوام ويتربص بها أقوام ويطمع أقوام بأن يُلحقوها بهم، ولو بلي الذراع ولكن هيهات، فتن كبيرة أحاطت بنا منذ التأسيس ولكن تجاوزناها كلها، بل خرجنا منها أكثر تجربةً وأمتن صفاً». في سياق آخر، ناشد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة أمس، «العلماء لكي يهبوا للدفاع عن صورة الدين الإسلامي المستهدف اليوم عمداً وظلماً من جانب أوساط حاقدة». وقال بوتفليقة في رسالة إلى المشاركين في أسبوع القرآن الكريم: «رسالة الوسطية هي أحسن برهان على نبل الإسلام ونبذه لأي شكل كان من أشكال العنف والغلو فما بالك بإزهاق الأرواح وإراقة الدماء وغير ذلك من جرائم الإرهاب». على صعيد آخر، ذكرت المديرية العامة لإدارة السجون وإعادة الدمج في بيان أمس، أن تقرير تشريح جثة الصحافي محمد تمالت أكد أن «السبب المباشر للوفاة يشير إلى إنعدام أي أثار عنف حديثة أو قديمة على كل الجسم». وأضاف المصدر ذاته أن «هذه الخلاصة تؤكد عدم صحة المزاعم الصادرة عن دفاع المعني التي نشرت في بعض الصحف بخصوص سوء المعاملة والعنف الذي يكون قد تعرض له المرحوم».