خلافا لشريكيه في الائتلاف الحكومي "حزب جبهة التحرير" التي يتزعمها عبد العزيز بلخادم، الممثل الشخصي للرئيس بوتفليقة و"التجمع الوطني الديمقراطي" الذي يقوده الوزير الأول الحالي أحمد أويحي، اللذين أعلنا بصوت عال، منذ فترة ليست بالقصيرة، تزكيتهما ترشح الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لعهدة رئاسية ثالثة وبدأت قيادتهما في التحضير لخطط تنفيذ هذا الدعم على مستوى القواعد النضالية، لم يخرج الحزب الإسلامي المعتدل "حركة مجتمع السلم" (حمس) ثالث أهم شريك في قطب التحالف الرئاسي المدعم لبوتفليقة منذ رئاسيات العام 2004، من عنق صراع الزعامات التي حالت دون تمكن الحركة من الإعلان بصوت واحد وموحد موقفها من دعم بوتفليقة من عدمه لتولي ولاية ثالثة. وتؤشر التصريحات والتصريحات المضادة بين الخصمين العنيدين داخل الحركة، التي فقدت الكثير من بريقها وعنفوانها منذ رحيل مؤسسها وزعيمها الشيخ محفوظ نحناح، أبرز قيادات التيار الإخواني في الجزائر منذ ستينيات القرن الماضي، تؤشر أن الحركة تتجه نحو مزيد من التصعيد الداخلي الذي يهدد بانشطارها أو تحولها إلى حركة برأسين على مقربة من أهم الاستحقاقات السياسية في البلاد، فرئيسها "أبو جرة سلطاني" الوزير بدون حقيبة في الثلاث حكومات الماضية، الذي خيرّه خصومه ما بين الوزارة ورئاسة الحركة، ونجح في المؤتمر الرابع للحزب من الظهور بمظهر الزعيم الذي أعاد اللحمة والوفاق بين الإخوة الفرقاء، يواصل تجاهله لما بات يعرف ب "كتلة التغيير" التي دعته صراحة عقب التعديل الدستوري الأخير إلى الاستقالة من حكومة أحمد أويحي، بل ويقلل من شأنها ويتهم الإعلام بتأجيج الصراع بين قيادات حزبه، أما خصمه العنيد، نائبه السابق، الدكتورعبد المجيد مناصرة، وزير الصناعة السابق ورئيس منتدي البرلمانيين الإسلاميين، فهو يعيب على سلطاني إفراطه في الاستفراد بالقرار ومبالغته في مهادنة السلطة وقلة ثقته بإطارات حزبه وتفضيله التخندق مع مؤيدي الرئيس بوتفليقة من المدعمين لبرنامجه الانتخابي وترشحه، على تقديم مرشح من داخل الحزب أو الترشح هو نفسه للرئاسيات. ويرى المراقبون في عبد المجيد مناصرة، المشروع القيادي الأوفر حظا لمنافسة ابو جرة سلطاني في الزعامة على قيادة الحركة مستقبلا، فهو من أقرب الذين تربوا في أحضان الشيخ الراحل محفوظ نحناح.